هل ستصمد أبو ظبي أمام الهجمات المسيّرة إذا نفذت صنعاء تهديدها؟!

الثورة / محمد الروحاني
بما أن مبادرة الرئيس المشاط لم تشمل تعليق الضربات البالستية والطائرات المسيرة على الأراضي الإماراتية واقتصرت على الأراضي السعودية ، تظل الأراضي الإماراتية تحت رحمة الصواريخ البالستية اليمنية والطائرات المسيرة .
فصنعاء أعلنت على لسان رئيس الوفد اليمني المفاوض، محمد عبد السلام في الثامن عشر من سبتمبر المنصرم ، وعقب عملية أرامكو بأربعة أيام أن الإمارات تستحق الاستهداف في هذا التوقيت أكثر من أي وقت مضى، وأكد عبد السلام في اتصال مع قناة الجزيرة يومها أن تنفيذ عمليات الردع في العمق الإماراتي بات لدى الجانب العسكري الذي سيختار المكان والزمان المناسب.
ونفى عبد السلام وجود تفاهمات مع الإمارات لتحييدها من أي هجمات رادعة وإنما تم منحها فرصة عقب إعلانها بدء انسحابها في وسائل الإعلام.
وأكد عبد السلام أن الإمارات لم يكن لديها أي مصداقية عقب إعلان قرار الانسحاب فهي ما تزال مستمرة في حصار الدريهمي وتمنع عبر مرتزقتها دخول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المحاصرين منذ أكثر من سنة ونصف رغم المناشدات الحقوقية والإنسانية الى جانب استمرارها في تنفيذ مشاريعها التمزيقية في المحافظات الجنوبية .
تصريحات عبد السلام ترافقت مع تصريحات للناطق الرسمي للجيش اليمني العميد يحيى سريع الذي توعد الإمارات وقال إن عملية واحدة فقط ستكلفكم كثيراً وأشار إلى أن هناك عشرات الأهداف ضمن بنك أهداف لنا في الإمارات.
وفي حال نفذت صنعاء تهديدها وقصفت العمق الإماراتي هل ستستطيع الإمارات الصمود فضربة واحدة من صنعاء أوقفت نصف إنتاج السعودية من النفط فماذا سيكون تأثيرها على الإمارات .
الوضع سيكون كارثيا وخصوصاً في دبي وأبو ظبي اللتين تتركز فيهما أهم الحقول النفطية كحقل فتح في دبي وحقل شاه الذي يحتل رأس الهرم بأهميته الكبرى لدولة الإمارات ليس فقط في إنتاج النفط الخام , وإنما في إنتاج الغاز الطبيعي فالبيانات تؤكد ان الحقل يكفي الإمارات لمدة 30 عاما مقبلة وفي حالة استهداف هذه الحقول فإن النتائج ستكون كارثية على الاقتصاد الاماراتي الذي يمثل تصدير النفط العمود الفقري له .
على الرديف من النفط يقف قطاع السياحة الذي أنفقت الإمارات الكثير من أموالها في سبيل تطوير هذا القطاع وبنت مراكز التسوق وناطحات السحاب العملاقة وأي قصف سيتبعه انخفاض في أعداد السياح وعوائدهم من هذا القطاع، وستتكبد الفنادق والمنتجعات خسائر باهظة .
وهناك قطاع الاستثمار الذي يعد من أهم القطاعات في الإمارات وخصوصاً دبي الذي مثلت موقع جذب لعمالقة المستثمرين على مدى أعوام وفي حالة الاستهداف فان المستثمرين سيقومون بسحب استثماراتهم وستغادر معظم الشركات الأراضي الإماراتية باعتبار إنها لم تعد آمنة وقد بدأت بعض الشركات بالمغادرة الفعلية .
وتبقى المطارات أهدافا مشروعة أمام صنعاء إلى جانب الموانئ وأهمها موانئ تصدير النفط فليس ببعيد عن دبي يقع أهم ميناء لتصدير النفط وهو ميناء الفجيرة وضربة تكفي لإيقاف تصدير 70% من تصدير النفط الإماراتي.
تهديدات صنعاء قابلة للتطبيق وسبق لصنعاء أن قصفت أبو ظبي ودبي، ففي 31 من أغسطس 2017م أطلقت صنعاء عملية تجريبية لصاروخ باليستي على قاعدة عسكرية في أبو ظبي، وفي 3 من ديسمبر العام الماضي ، أُطلق صاروخ مجنح من نوع كروز على محطة براكة للطاقة النووية في أبو ظبي واستهدفت مطار ابو ظبي بعدد من الطائرات المسيرة كشف مدى قدرة صنعاء على تنفيذ ضرباتها بدقة في مواقع تمثل عصب الاقتصاد بالنسبة للإماراتيين .
ومن خلال كل ما سبق هل ستستطيع الإمارات الصمود في حال قررت صنعاء تصعيد عملياتها في العمق الإماراتي وكم ستكون مدة صمودها في حالة نفذت صنعاء عملياتها على أكثر من صعيد ؟!

قد يعجبك ايضا