احتجاز سفن المشتقات النفطية يشل القطاع الطبي

العدوان يهدد ملايين المرضى بالإعدام الجماعي

وزارة الصحة تدق ناقوس الخطر وتوجه نداء استغاثة لإنقاذ المرافق الصحية
تامة: استمرار انقطاع المشتقات النفطية سيعطل المنشآت الصحية ويحدث مأساة كبرى
الكيال:أرواح الملايين تواجه خطر الإبادة الجماعية جراء انعدام الخدمات الطبية
الخطيب: تلقينا إشعاراً من مصنع الأكسجين ينذر بتضاعف وفيات الأمهات والأطفال
الحاضري:منع تحالف العدوان دخول الوقود يعني حكماً بإعدام جماعي لملايين المرضى وانتشار الأوبئة
القدسي:انعدام وقود الطاقة يوقف أجهزة المستشفيات والمختبرات وبنك الدم والمرضى هم الضحايا

يقف اليمن على أبواب كارثة إنسانية كبرى وشيكة إذا ما استمرت دول تحالف العدوان السعودي الاماراتي الأمريكي في حصارها ومنعها السفن المحملة بمادتي الديزل والبترول من الوصول إلى ميناء الحديدة لتزويد المستشفيات والمنشآت الصحية الحكومية والخاصة بمتطلباتها واحتياجاتها من المشتقات النفطية التي تعتمد عليها اعتمادا كليا لتوليد الطاقة الكهربائية وتشغيل جميع الأجهزة الطبية والتشخيصية والعلاجية ومصانع الاكسجين والأدوية، وتحريك سيارات الإسعاف والطوارئ لنقل العاملين والكادر الصحي وموزعي الادوية وسيارات النقل العامة والخاصة لنقل المرضى، فضلاً عن التسبب في انتشار الأوبئة جراء تعطل جهود مكافحتها وخدمات النظافة .. وغير ذلك من الآثار الكارثية التي نتعرف على ملامحها عن قرب فيما يلي:

الثورة/رجاء عاطف

“سمعنا جميعنا تصريح وزير النفط بشأن احتجاز السفن التي تحمل المشتقات النفطية من قبل تحالف العدوان ونحن في غاية القلق خاصة ونحن في المنشآت الصحية نعتمد على هذه المشتقات لتوليد الطاقة وهذا ينذر بكارثة كبيرة.. هكذا بدأت حديثها الدكتورة ماجدة الخطيب- مدير مستشفى السبعين.

كارثة وشيكة
وأضافت: وصل إلينا الأسبوع الماضي إشعار من المصنع الذي يزود المستشفى بمادة الأكسجين اللازمة لحياة المئات داخل المستشفى ،ما ينذر بحدوث كارثة وزيادة كبيرة في وفيات الأمهات والأطفال ،بسبب انعدام المشتقات النفطية الذي سيؤدي إلى توقف المستشفى عن تقديم الخدمة اللازمة لانعدام القدرة على تشغيل الأجهزة الأساسية للحياة من غرف العمليات والحضانات والثلاجات.
الدكتورة ماجدة تابعت الحديث عن تداعيات ازمة المشتقات النفطية ،وقالت: انعدام المشتقات النفطية تسبب في عجز المستشفى عن نقل الكادر وتوصيله إلى المستشفى لأداء أعمالهم وأيضا في تعذر وصول المرضى إلى المستشفيات ما قد يؤثر على حياتهم خاصة الأمهات والأطفال الذين وصلت نسبة وفياتهم إلى أرقام كبيرة جدا ،ولو حدث توقف للعمل قد تتضاعف هذه ،الوفيات إلى عشرات الأضعاف، ولذلك نطالب الأمم المتحدة ودول التحالف بفك هذا الحصار الجائر على الشعب اليمني .

العلاجات والمحاليل
الأمر نفسه أكده الدكتور نصر القدسي- أستاذ الجراحة في مركز التجميل والحروق والمدير السابق للمستشفى الجمهوري- قائلاً: انعدام المشتقات النفطية يؤثر بشكل كبير على تقديم الخدمات الصحية للمرضى، وتعذر تشغيل المولدات سيؤثر على حياتهم خاصة المرضى في العنايات المركزة والعمليات والحضانات لأن معظم الأجهزة تعتمد على المولدات وأيضا المختبرات وبنك الدم وغيرها من الخدمات التي تقدم للمرضى.
وأضاف: انعدام الوقود سوف يؤثر على وصول الموظفين إلى المستشفيات خاصة المناوبين في المساء، كما أن بعض العلاجات والمحاليل وأيضا الدم يتطلب حفظها درجة حرارة منخفضة ،وبالتالي إذا لم تشتغل المولدات لتوليد طاقة للمبردات ستتلف مثل هذه العلاجات والمحاليل المهمة للمرضى.
بدائل مؤقتة
الدكتور القدسي لفت إلى اللجوء لبدائل مؤقتة ، فقال: نحن في المستشفى الجمهوري واجهنا هذه الكارثة بالعمل على البدائل الاخرى كالطاقة الشمسية ومشروع الكهرباء التجاري ،ونحاول أن نوفر بعض المشتقات النفطية مثل مادة الديزل التي تعتبر مهمة لتشغيل المولدات.
وخاطب القدسي “كل من له صلة أو يهتم بحقوق الإنسان ” قائلاً :نأمل إيصال هذه المعلومة للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية والدولية والمنظمات التي تدّعي الاهتمام بحقوق الانسان ليناشدوا المجتمع الدولي بفك هذا الحصار وتوفير المشتقات النفطية وغيرها من المواد المهمة لإنقاذ هذا الشعب المسالم وإنهاء ما يعانيه من حصار خانق برا وبحرا وجوا .
حلول للطاقة
من جانبه يقول الدكتور صلاح الكيال – مدير مستشفى الصحاب: نحن أمام أزمة كبيرة تهدد بشلل كافة القطاعات الخدمية الحيوية بشكل عام والقطاع الصحي بشكل خاص وتوقف نشاطها.. بدورنا نسعى لتقليل الاستهلاك اليومي من الديزل والبحث عن حلول بديلة للطاقة ..الدكتور الكيال أضاف: توفير الطاقة من الأشياء الضرورية ومهم إيجادها بأي طريقة كانت لنتمكن من الاستمرار وعدم التوقف، كما يجب إدانة واستنكار احتجاز السفن البحرية المحملة بالمشتقات النفطية لأن أرواح الملايين معرضة للخطر، والقطاع الصحي مهدد بالتوقف عن العمل وتقديم الخدمات الصحية.

مأساة كبرى
من جهته قال الدكتور حسن تامة – أخصائي أطفال ومدير مركز صحي خاص في مديرية أرحب :من البديهي أن يؤدي انعدام المشتقات النفطية إلى كارثة إنسانية ،فهي تعتبر الشريان الحيوي لتشغيل المنشآت الصحية وانقطاعها سوف يؤدي إلى شلل المنشآت الصحية ،وتبعاً لذلك سيؤدي إلى مأساة إنسانية كبرى ، نظرا لتعطل الأجهزة المساعدة وخاصة أجهزة التشخيص، فضلاً عن انتشار الأوبئة بسبب تعطل خدمات النظافة وجهود المكافحة”.. ويرى تامة أن “الاقتصاد نصف المعيشة لذلك يجب العمل على ايجاد بدائل إلى أن يعجِّل الله بالفرج”.
استنفار الحكومة
في المقابل تبذل وزارة الصحة العامة والسكان في حكومة الإنقاذ قصارى جهودها لمواجهة تداعيات أزمة المشتقات النفطية جراء احتجاز تحالف العدوان سفنها منذ نحو شهرين في عُرض البحر ومنع دخولها إلى ميناء الحديدة رغم حصولها على تراخيص من الأمم المتحدة بعد تفتيشها .
وفي هذا الجانب أكد ناطق وزارة الصحة الدكتور يوسف الحاضري أن استمرار دول تحالف العدوان في فرض الحصار الخانق على اليمن أدى في الفترة الأخيرة إلى تفاقم تدهور الوضع الصحي وازدياد مشاكله إلى جانب ما أصابه من قصف وتدمير مباشر من قبل طيران العدوان ،وأضاف :هذا الحصار وتشديده مؤخراً ينذر بحدوث كارثة كبرى في القطاع الصحي، ومنع دول التحالف المشتقات النفطية من دخول اليمن يعني حكما بالإعدام لمئات الآلاف من المرضى إن لم يكن الملايين، أطفالا ونساء ورجالا، لأن غرف العمليات والعنايات المركزة والطوارئ والوسائل التشخيصية والعلاجية والمختبرات والحضانات وغيرها في كل المستشفيات والمراكز الصحية ستتوقف ولن تعمل عندما تتوقف مصادر تزويدها بالكهرباء التي تعتمد اعتمادا كليا على المشتقات النفطية.
تضاعف الأوبئة
ملامح الكارثة الوشيكة لا تتوقف عند هذا الحد، وتتجاوز الإعدام الجماعي للمرضى جراء انعدام العلاج إلى إصابة الملايين بالأمراض ،حيث أفاد الدكتور الحاضري قائلاً: إن عمليات مكافحة الأوبئة المنتشرة بشكل كبير خلال سنوات العدوان كالكوليرا والدفتيريا والملاريا الضنك وأنفلونزا “إتش1إن”1 وغيرها التي تحصد يوميا العشرات من المواطنين ،هذه المكافحة تحتاج إلى إمكانيات متعددة وعلى رأسها توفر المشتقات النفطية .
أضرار فعلية
ناطق وزارة الصحة الدكتور يوسف الحاضري أكد تضرر مئات المنشآت الصحية في القطاع الخاص، وقال: “يقدم القطاع الخاص الخدمات الصحية لأكثر من60 % من السكان ،خاصة في ظل استمرار العدوان والحصار والظروف الصعبة التي يمر بها اليمن واليمنيون نتيجة ذلك وتأثر هذا القطاع بسبب انعدام المشتقات النفطية سيؤدي إلى كارثة صحية كبرى ،حيث أن عدد المنشآت الصحية التابعة للقطاع الخاص المتضررة حوالي 183مستشفى، و165 مستوصفاً و555 مركزاً طبياً، بإجمالي يتجاوز 903 منشآت.
ما سلف يجعل وزارة الصحة تجدد “إدانة واستنكار هذا التعنت الذي تقوم به دول التحالف في منع السفن من الدخول إلى اليمن رغم أنه تم تفتيشها والتصريح لها من الأمم المتحدة ” حسبما أعلن ناطق وزارة الصحة حين قال:” لا يوجد أي مبرر لهذا الرفض إلا الرغبة الشيطانية من قبل قيادات دول العدوان في قتل الإنسان اليمني بشتى الطرق والوسائل، ونحمِّل هذه الدول وأنظمتها مسؤولية الوفيات التي تسقط يوميا بالمئات جراء تدهور الوضع الصحي نتيجة عدوانهم وحصارهم ، ومنعهم مؤخراً سفن النفط من الدخول إلى اليمن .”
نداء استغاثة
وفي ختام حديثه وجَّه ناطق وزارة الصحة الدكتور يوسف الحاضري” نداء استغاثة عاجل إلى المجتمع الدولي والمنظمات الأممية والدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة بسرعة تحركها والضغط على دول التحالف لرفع الحظر عن هذه السفن والسفن الأخرى، خاصة أنها جميعا تخضع لتفتيش الأمم المتحدة ولا يوجد أدنى مبرر لهذه الإجراءات العدائية.
وأضاف: نناشد المنظمات العاملة في اليمن بأن تسعى لتزويد المستشفيات والمراكز والهيئات الطبية بالكميات النفطية المطلوبة حفاظا على استمرار القطاع الصحي في تقديم خدماته لنحو30 مليون إنسان يمني، ومطالبة المبعوث الأممي بأن يثبت حسن نوايا الأطراف المعادية لليمن وعلى رأسها السعودية من خلال رفع الحصار الجوي والبحري والسماح للسفن بالوصول إلى ميناء الحديدة خاصة أن الوضع الصحي لا يحتمل أي اضطرابات جديدة في جانب المشتقات النفطية.

قد يعجبك ايضا