النازحون يفتقرون ..لاحتياجاتهم الغذائية والصحية

أطفال نازحون من الحرب تركوا ديارهم بدون ذنب ليبدأوا رحلة المعاناة

 

لقد كان لهذا العدوان الذي تشهده بلادنا مآس وتداعيات إنسانية عديدة شكلت قضية النزوح أبرز تداعياتها .. وماإدراكم حجم التحديات والمخاطر التي ترافق عملية النزوح وما بعدها لتترك آثاراً اجتماعية ونفسية وصحية واقتصادية عديدة ..
الأسرة / أسماء البزاز

نازحون يعيشون أوضاعا مأساوية ومعاناة حقيقية صعبة ، ورغم الامتيازات والتسهيلات التي تسعى الحكومة جاهدة لتقديمها للنازحين وللتخفيف من وطأة معاناتهم الصحية والاجتماعية والاقتصادية والنفسية ، إلا أن المعاناة لازالت قائمة خاصة مع تزايد وتفاقم أعداد وأوضاع النازحين الإنسانية.
وذكر التقرير أن معظم النازحين هناك يعيشون على المدخرات، حيث يبيعون الممتلكات والذهب والسيارات، وغيرها من الأصول التي يمتلكونها منذ ما يقرب من عامين، وتحديداً منذ انهيار الحكومة والبنية التحتية في البلاد.
الدور الحكومي
وقد أولت حكومة الإنقاذ الوطني قضية النازحين أهمية قصوى حيث التزمت الحكومة بتقديم الخدمات الصحية اللازمة لهم وبحقهم في التعليم المجاني واستيعابهم المجاني في مؤسسات التعليم الفني، وتأهيلهم وتدريبهم على مهن مدرة للدخل والحصول على مشاريع صغيرة.
وهو ما بينه لنا مدير مكتب الحقوق والحريات بمجلس النواب كهلان صوفان بحديثه عن الدور الحكومي الذي تقدمه الحكومة للنازحين حيث قال: لقد اهتمت الحكومة بمساعدة النازحين وتوسيع تغطية الجهود الإنسانية لكافة فئاتهم وتهيئة الأوضاع لعودتهم إلى مناطقهم، والتزمت أيضا بتغطية نفقات الرعاية الاجتماعية للمستفيدين بل وتوسيع مظلتها.
صعوبة العيش
التقينا بعدد من الأطفال والنساء وكبار السن النازحين من عدد من المحافظات إلى العاصمة صنعاء الذين حدثونا عن مدى معاناتهم بعد أن كانوا اعزاء في ديارهم غدوا اليوم تحت رحمة القدر واستعطاف الناس , ولا حرج في ذلك أبداً فهم ضحايا حرب ظالمة لا ذنب لهم سوى أنهم أبناء هذا الوطن , وبالمقابل فإن الشريعة الإسلامية والأعراف الدولية والإنسانية تفرض على أتباعها أن يَسُود بينهم التعاون والتكافل والتآزر في المشاعر والأحاسيس، فضلاً عن التكافل في الحاجات والمادِّيات .فمآس وغصص يعيشها النازحون اليوم ، وأوضاعا اقتصادية وإنسانية بالغة في الأسى والصعوبة , بعد أن فقدوا منازلهم وديارهم وذويهم ومن كانوا يعولونهم وكل مصادر الدخل الخاصة بهم جراء هذه الحرب الظالمة على شعبنا المسالم , فتراهم من مدينة إلى أخرى ومن محافظة إلى محافظة يبحثون عن موطن قدم للأمان والنجاة , وعلى إثر تلك المعاناة يعيشون حياة محرومة من أبسط مقوماتها الأمر الذي يدعو الجميع إلى الوقوف معهم والإحسان إليهم ومساندتهم انطلاقا من الواجب الديني.
تداعيات
وعن التداعيات الاجتماعية والنفسية للنزوح أوضح الدكتور عبده الشليلي ـ مختص علم نفس واجتماع ـ المستشفى اليمني الاستشاري : أن النازحين أحد مآسي الحرب والعدوان وتتعدد معاناتهم الاجتماعية بتفريق الأسر عن بعضها البعض وعن الجار عن جاره والأخ عن أخيه. وتدمير العلاقات الاجتماعية ببعدها المكاني والزماني.
معاناة نفسية
ومضى الشليلي يقول : يحدث ما يسمى الاغتراب النفسي للأفراد والجماعات. ينتج عنه سوء تكيف مع نفسه ومع الآخرين ، وما ينتج عنه من معاناة نفسية شديدة يرافقها القلق والاكتئاب والوسواس القهري كما أن الأطفال يصابون بالاضطرابات النفسية والتبول اللاإرادي والفشل الدراسي أو ضعف وقضم الأظافر والعدوانية وقلة النوم هي، معاناة نفسية شديدة للنازحين إلى جانب المعاناة الاقتصادية والبيئية وهذا يتطلب قيام الحكومة بواجبها وكذا المواطنين كل حسب موقعه وقدرته ، وكذا المنظمات الإنسانية التي تتشدق بحقوق الإنسان بتقديم المساعدات اللازمة و السماح لها بالدخول من ميناء الحديدة ومطار صنعاء ، وفك الحصار عن اليمن وكف العدوان.

قد يعجبك ايضا