تحسن ملحوظ في المؤشرات الصحية المتعلقة بالأسرة في اليمن

 

أظهرت نتائج المسح الوطني الصحي الديموغرافي الذي نفذته وزارة الصحة العامة والسكان بالتعاون مع الجهاز المركزي للإحصاء تحسنا ملحوظا في المؤشرات الصحية المتعلقة بالأسرة في اليمن خاصة المتعلقة بالنساء والأطفال .
وأوضحت نتائج المسح التي أعلنتها وزارة الصحة العامة والسكان أن معدل وفيات الأمهات في اليمن انخفض إلى 148 حالة وفاة لكل 100 ألف مولود حي ، وأن وفيات الأطفال دون سن الخامسة من العمر انخفض إلى 53 وفاة لكل ألف مولود حي ووفيات الرضع إلى 43 وفاة لكل ألف مولود حي .
وأشارت المسوحات في الأعوام السابقة إلى أن حوالي% 25 من النساء في الفئة العمرية لسن الإنجاب يعانين من سوء التغذية وأن نسبة% 47 من الولادات ترافقت مع أعراض جانبية منها النزيف والتشنجات، وأن حوالي 37 % من السيدات ينجبن في فترات أقل من 24 شهراً بين ولادة وأخرى.
وأوضح تقرير المسح الديمغرافي لصحة الأسرة في اليمن أَن هناك أسباباً عديدة تقفُ وراء ارتفاع معدل الوفيات بين نساء اليَمَن من ضمنها النزيف الحاد الذي يظهر أثناء الولادة وبعد الولادة، وأيضاً ارتفاع السكر وضغط الدم، بالإضافة إِلَى النزيف الكثيف للدم، كما ارجع العديد من الأطباء ارتفاع حالات الوفاة إِلَى خطورة الزواج المبكر قبل سن الإنجاب.
عوامل خطيرة
ولم تكن الأسباب الطبية وحدَها وراء استمرار وفيات الأمهات أثناء الحمل أو المخاض فهناك عوامل أخرى تعود بعضها إلى تدني مستوى خدمات الرعاية الصحية في بعض المستشفيات أو شحة الإمكانيات المادية المرصودة لرعاية الأم الحامل.
كما ترجع حالات الوفاة بعد النفاس ترجع إلى عوامل خطيرة منها: الإنجاب المبكر والمتأخر وتكرار الحمل والولادة بدون فاصل زمني أقل من ثلاثة أعوام وقلة وعي المجتمع بأن المرأة الحامل معرضة لمخاطر الحمل والولادة وما بعدهما، والولادة بأيدي غير مدربة.
وبمراجعة أسباب وفيات الأمهات في اليَمَن يتضح أن الريف هو السبب الأول للوفاة %39 يلي ذلك تعسر الولادة 23 % ومن ذلك تتضح لنا أهمية توافر خدمات رعاية الحمل للتعرف على حالات الحمل والخطر وإحالتها إلى المختصين وقبلها وعي الأسرة بأهمية الرعاية للحامل ومراجعة المراكز التخصصية، وكذا أهمية الإشراف على الولادة من قبل أطباء أو قابلات مدربات ومؤهلات مع توافر خدمات الطوارئ التوليدية للتعامل مع الحالات الحرجة.
وخلال العقد الماضي أوضحت الدلائلُ أن الأمومة يمكن أن تكون أكثرَ أماناً لجميع النساء، حيث وضعت مجموعة من الاستراتيجيات وتدابير إنقاذ الحياة التي يمكن تطبيقها حتى في البيئات والمجتمعات ذات الموارد المنخفضة ومن أهمها التثقيف ورفع وعي الأسرة باكتشاف علامات الخطر أثناء الحمل والولادة وطلب الخدمة، ووضعت لذلك معاهدات دولية وقعت عليها جميع الحكومات في سائر أنحاء العالم ومن المعروف أن الحصولَ على خدمات رعاية الحمل يقي من وفيات الأمهات وإن معظم الولادات في اليَمَن تتم في المنزل دون إشراف من مختصين صحيين مؤهلين وتصل هذه النسبة إلى 82.2٪ في الريف مقارنة ب59.5٪ في الحضر نتيجة للعادات والتقاليد، ولكن السبب الحقيقي يكمن في تدني الوعي وضعف التثقيف بأهمية الولادة تحت إشراف كادر مؤهل، ومن ناحية أخرى فإن معدلَ استخدام خدمات ما بعد الولادة منخفض للغاية %12.6 حيث أن معظم السيدات لا يلجأن إلى الحصول على أية رعاية بعد الولادة وتزيد نسبة عدم المستخدمات بين الريفيات عنها في الحضر نتيجة للأسباب السابقة.
كانت تشكل نسبة وفيات الأمهات في اليمن أعلى النسب في الأعوام الماضية ولكن انخفضت النسبة عما كانت عليه سابقا حيث أصبحت تشكل وفيات الأمهات %25 من وفيات النساء في سن الإنجاب 15 إلى 49 سنة وقد بلغت وفيات الأمهات بحسب الإحصائيات 148 حالة وفاة لكل 100000 مولود حي
وتقول الدكتورة نجيبة رئيسة الجمعية اليمنية للصحة الإنجابية: إن هناك العديد من الأسباب الطبية لوفيات الأمهات الأكثر انتشارا في اليمن منها نزيف قبل أو ما بعد الولادة وارتفاع ضغط الدم والولادة المتعسرة والإصابة بالأمراض وتفاقمها كالملا ريا وأمراض القلب والسكري
وتضيف الدكتورة نجيبة أن هناك الكثير من المعوقات أمام الأمهات في خلال سعيهن لتلقي الرعاية اللازمة لإنقاذ حياتهن مما يسبب تأخيرهن وحدوث وفاتهن مثل تأخير اتخاذ القرار في الوقت المناسب للتوجه إلى المرفق الصحي بسبب عدم إدراك النساء وأسرهن عن مؤشرات الخطر وأعراض المضاعفات التي تهدد الحياة مما تؤدي إلى تأجيل قرار السعي للحصول على الرعاية وكثير من النساء والأسر تجد صعوبة في اتخاذ القرار بشأن التماس الرعاية الطبية بسبب الرعاية المتدنية أو المعاملة السيئة في المرافق الصحية أو بسبب التكاليف الباهظة للخدمة وأيضا تأخير الوصول إلى المرفق الصحي المناسب واستغراق وقت طويل للوصول إلى المرفق الصحي الملائم بسبب عدم وجود المواصلات أو عدم وجود الإمكانيات المالية للنقل سريعا أو صعوبة الطرق أو ضياع الوقت أثناء الانتقال من مرفق غير ملائم إلى مرفق ملائم كذلك تأخير المعالجة المناسبة وتلقي النساء الرعاية الطبية اقل من المستوى أو بطيئة في المرافق الصحية بسبب تدني نوعية الخدمة لافتقار بعضها للبنية الأساسية (المياه والكهرباء والمعدات الطبية) وبعضها تعاني من عدم وجود الكوادر أو نقص في تدريبها او عدم التزامها بالعمل وبعضها تفتقر لإمدادات الأدوية الأساسية وتوفير الدم الآمن.

قد يعجبك ايضا