قرار المصالحة فرصة ذهبية وعلى المخدوعين بشعارات التحالف استغلالها والعودة الى الوطن الحاضن للجميع

أحمد العليي لـ”الثورة”: ثورة 21 سبتمبر 2014م انتصرت للقضية الجنوبية وكسرت شوكة العدوان

قال منسق الجبهة الوطني الجنوبية لمواجهة الغزو والاحتلال أحمد العليي: إن ثورة 21 سبتمبر 2014م انتصرت للقضية الجنوبية والشعب اليمني وسيادته واستقلال قراره السياسي، وكسرت شوكة العدوان بصمود الجيش واللجان الشعبية وبعمليات الردع المنظمة بدقة عالية، لافتاً إلى أن عملية توازن الردع الثانية حققت هدفها وأكدت أن النصر حليف الشعب اليمني الصامد للعام الخامس على التوالي.
وأكد في حديث صحفي لـ (الثورة) أن قرار تشكيل لجنة المصالحة الوطنية شكلت فرصة ذهبية لكل المغرر بهم، وعلى المخدوعين بشعارات التحالف استغلالها والعودة الى الوطن الذي هو الحاضن للجميع.. متطرقا في الحوار إلى جملة من معاني ودلالات الذكرى الخامسة لثورة 21 سبتمبر، والأوضاع في الجنوب، والوضع الذي تعيشه القوات الاماراتية المحتلة وغيرها من القضايا.. إلى التفاصيل:

لقاء/ محمد إبراهيم

بداية ماذا يعني لكم العيد الخامس لثورة 21 سبتمبر وما نادت به.. في ظل ما يجري لجنوب الوطن من غزو واحتلال ومحاولة تمزيق.. ؟
بلا شك أن العيد الخامس لثورة 21 سبتمبر 2014م يعني لنا الصمود والنصر والانفلات من قيود اليأس والتبعية، وغيرها من المعاني التحررية التي لا تخرج عن نسق النصر المبين واستشعار العزة والكرامة، فأربع سنوات لم تكن في وارد دول تحالف العدوان والحصار، ولم تكن في وارد العالم، بل واليمنيين أنفسهم لم يتوقعوا هذا الصمود، ما عدا المؤمنين بعدالة قضيتهم أولئك الذين بذلوا أنفسهم رخيصة في سبيل الدفاع المشروع عن الوطن.. واعني بذلك أبطال الجيش واللجان الشعبية الذين بفضل استبسالهم أمام التحالف البربري بقيادة نظام آل سعود وآل زايد.. تعيش اليمن اليوم الاحتفال بالعيد الخامس لثورة 21 سبتمبر 2014م التي أراد العدوان القضاء عليها من أول لحظة، لكنها بفضل الله ثم بفضل قيادتها الظافرة كانت وما تزل في عنفوانها وصارت اليوم بعد صمودها لخمسة أعوام على التوالي من العدوان القذر وتحالفه الكوني هي الأمل الكبير والشعلة التي ستبدد الظلام وتغير المعادلات لصالح الانتصار لشعبنا اليمني العظيم..
برأيكم ما المبررات التي استدعت قيام الثورة 21 سبتمبر ؟
مبررات قيام ثوره للتغيير كانت ملحة بعد أن ترهل النظام واعتراه التآكل وتزايدت الانقسامات بداخله وأخذت أبعاداً وولاءات خارجية كانت هي المحرك الفاعل لكافة الشؤون اليمنية ومعها زادت حدة التدخلات الخارجية في شؤون اليمن ومعها افتقد النظام قراره السياسي وصاحب ذلك تراجع واضح للاقتصاد الوطني وانهيار للعملة وزيادة لنسبة البطالة ونهب منظم للثروة وغيام كامل للخدمات العامة.
وكانت البداية لتحرك الشباب سعيا للتغيير السلمي اوائل العام 2011م سرعان ما تدخلت مراكز النفوذ لاحتواء ثورتهم والالتفاف على مشروعهم الوطني وتوجيهه نحو إعادة إنتاج نفس النظام برعاية أمريكية خليجية تحت مسمى المبادرة الخليجية لتحقيق أهم أحلام أمريكا وأدواتها العربية وهو تقسيم اليمن الى ستة اقاليم بعد مسرحية طويلة سميت بالحوار الوطني .
وهنا تدخل الانصار في الـ 21 من سبتمبر 2014م لوأد ذلك المشروع المشوه لتاريخ اليمن وعزته وكرامته واستقلاله وسرعان ما التف شرفاء الوطن واحراره معلنين الوقوف الى جانب الثورة وقائدها الحكيم.
ما الذي قدمته ثورة الـ21 من ستبمبر للقضية الجنوبية.. ؟ وماذا حققت في هذه الظروف الصعبة..؟
ثورة 21 سبتمبر لم يتوقف انتصارها عند القضية الجنوبية عبر الشراكة الوطنية الحقيقية، بل انتصرت للسيادة اليمنية في زمن ذهب في صف أعدائها التاريخيين كل من كانوا يتشدقون بشعارات الوطنية والتضحيات.. وتبعاً لذلك فإن هذه الذكرى تمثل لنا اليوم مصدر إلهام يتجدد دوماً نحو المزيد من مواجهة العدوان والاحتلال والوقوف بثبات أمام هذه الغطرسة والعدوانية، التي للأسف الشديد لولا انخداع اليمنيين من دعاة الوطنية بشعارات تحالف الغزو والاحتلال لما وصل هؤلاء الأقزام إلى اليمن، ولكن بفضل الله وبفضل القيادة الثورية والسياسية وبفضل ثورة 21 سبتمبر لما صمد الشعب اليمني، واستطاع كسر شوكة العدوان بصموده، أمام العدوان وأفشل محاولاتهم العبثية في اخضاع الشعب اليمني، سيفشل محاولاتهم فرض أجندة خاصة لهم ولأسيادهم إذ ليسوا إلا أدوات حقيرة يحاولون قدر الإمكان تمرير مخططات أسيادهم الخادمة لمصالح وأهداف قوى الشر والاستكبار الكبرى وفي مقدمتها أمريكا وبريطانيا وإسرائيل. وخلاصة القول إن الغزاة والمحتلين لن يحققوا أهدافهم فشعبنا اليمني قرر مصيره واستقلال قراره في 21 سبتمبر 2014م..
ما هي دعوتكم لليمنيين الصامدين في وجه العدوان ازاء أهداف ثورة 21 سبتمبر المنادية بالتحرر والاستقلالية من التبعية.. ؟
على الشباب وعلى كل من يؤمن بأهداف ثورة 21 سبتمبر 2014م التي انتصر لسيادة واستقلال القرار اليمني، أن يعتزوا بما حققته من صمود اسطوري أمام عدوان كوني استهدف افشال مسيرتها القرآنية.. كما أن عليهم الصبر والثبات حتى النصر إن شاء الله، وقد بدا واضحا وجليا درب النصر وانكسار العدو في الأسابيع الأخيرة، وقد تابعنا كيف هزت الضربة الجوية للطيران المسير الأخيرة العالم وجعلت الأنظار تتجه صوب الخليج وصوب وضع السعودية الحرج.
على ذكر الضربة الأخيرة.. ما هي قراءاتكم لعملية ردع التوازن الثانية.. ؟
قراءتنا بأنها تطور كبير وتحول هام باتجاه النصر وتسليم قوى العدوان أن لا مجال لإخضاع الشعب اليمني أو تركيعه إنه سينتصر لشهدائه ودماء أبنائه الأبرار.. كما أن هذه العملية مفخرة وانجاز سبتمبري عظيم من انجازات ثورة 21 سبتمبر 2014م في الدرجة الأولى باتجاه بناء قوة عسكرية يمنية قادرة عن الدفاع عن سيادة اليمن والانتصار لما طالها من قتل وتدمير من قبل قوى الاستكبار السعودي الاماراتي الأمريكي والصهيوني.
وماذا يعني محاولات السعودية من التقليل من شأنها بادعاء أنها عملية إيرانية.. ؟
بلا شك أن هذا التخبط يحمل مدلولات كبيرة، منها أن السعودية تحاول عبثا إبعاد أنظار العالم بما وصلت إليها القوة العسكرية اليمنية رغم خمس سنوات من العدوان والحصار، بغية التقليل من الشأن اليمني وهذا الاحتمال وارد، والاحتمال الآخر هو أن السعودية لا تريد سلاما للمنطقة ولا تريد سوى جر القوات الأمريكية والاسرائيلية تحت شعار حماية مصالحها، عبر حماية الأسرة المستبدة على رأس النظام السعودي.. ناهيك عن مدلول التهرب من مسؤولياتها الجنائية والأخلاقية والإنسانية تجاه ما ارتكبته من جرائم في اليمن، وحتى لا يقال لها عقلاء العالم وأحراره، إن ما يجري لها من ضربات يمنية هي انتصار طبيعي لدماء المدنيين الأبرياء..
وأنت كمنسق للجبهة الوطنية الجنوبية لمقاومة الغزو والاحتلال. ماذا يجري في جنوب الوطن اليوم.. ؟
ما يجري في المحافظات الجنوبية والشرقية على صعيد الاغتيالات والاختلالات الأمنية والإرهاب، والممارسات العنصرية تجاه المواطنين اليمنيين الشمالين، واصرار علني على تجزئة اليمن، هو تحصيل حاصل لمخططات الغزاة، فلا شك أن العدوان قد كشف منذ اللحظات الأولى خلفية مخططاته الإجرامية بحق شعبنا في المحافظات الجنوبية. وهو المشروع الذي يريده تحالف العدوان لليمنيين، وليس كما يتوهم البعض ويخدع بشعارات حماية الوحدة وأمن واستقرار اليمن، فليس سوى زيف، وهو بالدرجة الأولى يهدف إلى تمزيق نسيجنا الاجتماعي ويهدف إلى نهب ثرواتنا أيضاً واستعباد شعبنا ولا شك أن كل تلك الأهداف قد كشفت حقيقة الغزاة أمام شعبنا اليمني وبالتالي نرى أن هناك حراكاً شعبياً َثورياً يتجدد كل يوم بفعل جرائم هذا العدوان.
وما هي دعوتكم لأبناء الوطن من ثوار سبتمبر واكتوبر ازاء الغزاة والمحتلين الجدد.. ؟
دعوتنا لثوار سبتمبر واكتوبر وأبنائهم وأجيالهم الوطنيين الشرفاء، إن ما صنعتموه بتضحياتكم يقتضي اليوم علينا جميعا الوقوف صفا واحداً ضد الغزاة الجدد، فلا مقام لهم في أراضينا ووطننا الغالي.. أما إذا تفرقنا فستظل الإمارات والسعودية أدوات الاستعمار القديم تسرح وتمرح في محافظات جنوب الوطن، وستنهش ثروات اليمنيين الحاضرة والمستقبلية..
وما هي رؤيتكم الآن لوضع قوات الاحتلال الاماراتي في عدن..؟ ومستقبلها في حال اصرت على احتلال جنوب الوطن.. ؟
قوات الاحتلال الإمارات هي في أسوأ حالتها، أولا انكشفت مؤامراتها بالكامل أمام الشعب اليمني بمن فيهم الوحدويون الذين كانوا يراهنون على شعارات التحالف تجاه صون وحدة اليمن وأمنه واستقراره، الأمر الآخر أنها عرضت الإمارات لخطر الدمار فقد صارت الآن في مرمى صواريخنا الثائرة لدماء أبنائها ودمار بنية وطننا ومصادرة مواردنا وثرواتنا.. ولا بد أن يأخذ اليمنيين حقهم، خصوصا وقد بدأوا يستشعرون خطر العدوان وتحالفه على نسيجنا الاجتماعي، وقد عزز هذا الاستشعار الفرصة الذهبية التي لاحت بقرار تشكيل لجنة المصالحة الوطنية الذي صدر عن المجلس السياسي الأعلى في صنعاء ممثلاً بفخامة المشير مهدي المشاط..
وما هي دعوتكم للأطراف اليمنية في الداخل والخارج ازاء قرار المصالحة الوطنية الصادر عن المجلس السياسي الاعلى.. ؟
اليوم وبعد ما جرى ويجري من قتل وتنكيل لشعبنا واستهداف لبنيتنا التحتية ليس أمام كل من يدعي أنه يمني إلا العودة إلى حضن الوطن ورفض هذا التدمير الشامل والقتل السافر في حق أبناء شعبنا.. كل يمني أصيل وشريف لن يقبل على نفسه أن يرى شعبه يقتل نساء وأطفالاً وتدمر بنيته التحتية هذا لم يكن في خيالنا إطلاقاً.. ولهذا نقول ونؤكد على ما ذهب إليه قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي بأن الوطن يبقى هو الحاضن للجميع وأن مبدأ الشراكة هو المبدأ الذي قامت عليه ثورة 21 سبتمبر2014م من خلال التوقيع على اتفاق السلم والشراكة، وبالتالي هناك فرصة تتجدد في كل مناسبة لكل اليمنيين من قبل السيد القائد ومن قبل القيادة السياسية اليمنية هناك دعوة أكيدة وأصيلة للعودة وهناك مساحة واسعة للعمل السياسي الذي يرتبط بالوطن أرضاً وإنساناً دون التفريط بمصالح الوطن العليا. وأن التجارب قد كشفت أن أي مشروع خارج الإطار الوطني هو فاشل تماماً.
* دعوة أخيرة تودون توجيهها لأحد في نهاية هذا الحوار.. ؟
– دعوتي الأخيرة في هذا الحوار هي إلى كل اليمنيين بأن عليهم مواصلة الصمود والتضحيات في سبيل خلاص الوطن من الغزاة والمحتلين فقد حان الوقت لنسيان الماضي والوقوف صفا واحدا في وجه الطغاة الذين حاولوا قتل وتدمير شعبنا واحتلال أراضيه..

قد يعجبك ايضا