لم ير َ الكونُ مِثلَهم عظماءً

 

عبدالجليل الرفاعي
أيُّ رُزءٍ كَرُزءِ أهلِ الكساءِ
قد تجلَّى بالأمسِ في كربلاءِ
يوم أن قُدمت رؤوسٌ كرامٌ
لدعي ٍّمِن أفجر ِالأدعياءِ
يوم أن سِيقتِ السبايا بسوطٍ
والسبايا بناتُ خيرِ النساءِ
يوم أن رُضّتِ الجسومُ بخيلٍ
لا تُبالي بمصرعِ العُظَمَاءِ
يوم أن أُحرِقت خيامٌ لقومٍ
جدُّهم كان خاتَم الأنبياءِ
يوم أن نَكَّلت بعترةِ طه
أُمَّة ٌلا تخافُ ربَّ السَّماءِ
أيُّ رُزءٍ كَرُزءِ أحمد لمَّا
ذُبِحت أهلُه بأرضٍ عراءِ
وتخلّى عن نُصرةِ السِّبط قومٌ
لم يُراعُوا وديعةَ الزهراءِ
لم يُدافعْ عن سبط أحمدَ إلاَّ
قلة ٌ قد تميَّزت بالوفاءِ

عاهدوا اللهَ أن يجودوا بنفسٍ
لِيذُودوا عن سيِّدِ الأولياءِ
يومَ أن قدَّموا النفوسَ فداءً
لإمامٍ أَوْلى بكلِّ فداءِ
يومَ أن سطَّروا البطولاتِ عشقاً
لِحفيدِ النبيِّ رمزِ الإباءِ
يومَ أنْ واجهوا الرَّدى بثباتٍ
وتحدّوا بالصبرِ كلَّ بلاءِ
ما استكانوا لرغبةِ ابنَ زيادٍ
ما تخلّوا عن سيِّدِ الشُّهدَاءِ
لم يهابوا جيشَ الدعيِّ بتاتاً
لم يُبالوا بالموتِ في كربلاءِ
واجهوا زمرةَ النِّفاقِ بعزمٍ
وصمودٍ في ساحةِ الهيجاءِ
قاتَلوا الكونَ كلَّه واستماتوا
فارتقَوا في مسيرةِ الشُّهَدَاءِ
قدَّمُوا الروحَ للإمَام فصاروا
أكرمَ النَّاسِ في دروبِ السَّخَاءِ
لم يرَ الكونُ مثلَهم عُظَمَاءً
لم يُبالوا بمصرعِ العُظَمَاءِ
صدقوا اللهَ فاصطفاهم لِأمرٍ
هُوَ واللهِ غاية ُ الأصفياءِ
جعلوا الدِّينَ مسلكاً لخلودٍ
فاستحقُّوا منازلَ الأتقياءِ
تَخِذُوا المجدَ سُلَّماً لحياةٍ
هيَ أسمى مِن عيشةِ الجُبَنَاءِ
فاستحقُّوا الحياةَ دنيا وأخرى
فِي وَلَاءٍ يفوقُ كلَّ الولاءِ
فهنيئاً لهم وتباً لقومٍ
قَطَعُوا رأسَ سيِّدِ الشُّهَدَاءِ
لعنة ُ الله كلّ يومٍ عليهم
مِن طُلوعِ الصَّباحِ حتى المَسَاءِ
رَبِّ والعنْ يزيدَ وابنَ زيادٍ
ما جرى الشِّعرُ مِن فَمِ الشُّعَرَاءِ
وابنَ سعدٍ وخصَّ باللَّعنِ شِمرَاً
أفسقَ النَّاسِ, أتعسَ الأشقياءِ
مَن أضاعوا أُخرَاهُمُ بحياةٍ
هِيَ أدنى مِن عِيشةِ التُّعَسَاءِ
ويحَ قومٍ لِأجل حفنةِ مالٍ
مِن لَئيم ٍباعوا بَنِي الأنبياءِ

يومَ باعوا نفوسَهم لِشَقِيٍّ
واستباحُوا دِمَاءَ أهلِ الكِسَاءِ
حارَبُوا المصطفى وبالكُفرِ بَاؤوا
فاستحقُّوا عذابَ ربِّ السَّمَاءِ
قاتَلُوا سِبطَ أحمدٍ وأباحوا
دَمَ أهلِ النَّبيِّ في كربلاءِ
وتولَّوا يزيدَ حتى ينالوا
حفنة ً مِن دراهمِ الأُمَرَاءِ
لعنة الله كلَّ يومٍ عليهم
عَدَّ رمل الفلا وقطر السَّمَاءِ
مَن يَبعْ دينَه بحفنةِ مالٍ
هُوَ والله أبلدُ البُلَدَاءِ
أَوَ مِثل الحسين بالذبحِ يُجزى
يا لها مِن مُصيبةٍ وَبَلاَءِ
وَيْحَكُمْ يا عبيدَ أبناءِ حَرْبٍ
أَجهلتُم مَكانة َ الأَوصياءِ
أَجهلتُم سِبط َالنَّبيِ حُسيناً
أَجهلتُم مقامَ أهلِ الكِسَاءِ
هُوَ سِبط ُالرَّسولِ نجلُ عليٍّ
سيِّد النَّاسِ وابنُ خيرِ النِّسَاءِ

هُوَ ريحانةُ النَّبِيِّ وأنتمْ
قد قتلتُم ريحانةَ الأنبياءِ
أَوَ لَستمْ لِدين طه اعتنقتُم؟!
يا لَكُم مِن حَمقى ومِن أغبيَاءِ
فلماذا قتلتمُ سِبطَ طه
وَسَبيتم حرائرَ الزَّهرَاءِ؟!
أَوَ دين النَّبيِّ يرضى بذبحٍ
يا بنَ سعدٍ لسيِّد ِالشُّهَدَاءِ؟!
فبماذا غداً تُجيبونَ طه
أَ بِأيدٍ قد لُطِّخت بالدِّمَاءِ؟!
أَم بعذرٍ أيُقبلُ العذرُ منكم
بعد غدرٍ بسيِّدِ الأولياءِ؟!
أيُّ دينٍ يرضى بما قد صنعتم
فابشروا بالجزاءِ يوم الجزاءِ
فلكم في الجحيمِ نارٌ أُعدَّت
للذين اعتدَوا على الأوصياءِ
لعنَ اللهُ أمَّة ًقد تجنَّتْ
فاستباحت دِماءَ أهلِ الكِسَاءِ
وتعدَّت على رجالٍ عِظَامٍ
هُمُ أَوْلَى بمنصبِ الخُلَفَاءِ

هُمُ أَولَى بأن يقوموا مقاماً
وَرِثُوه مِن خاتَم الأنبياءِ
هُم بنصِّ الكتاب ِأطهرُ آلٍ
هُمُ أَولَى بسيِّدِ البطحاء
قَتلتهم شِرارُ أمِّةِ طه
ذبحتهم غدراً يدُ الأدعِيَاءِ
سوف نبكي لِخطبهم كلّ يومٍ
سوف نُحيي عزاءَهم بالبكاءِ
فعليهم بكى الوجودُ مِراراً
وبكتهم أملاكُ كلِّ سماءِ
سوف تجري مِنّا دُموعٌ غِزَارٌ
وسترثي مصارعَ العُظمَاءِ
ننظمُ الشِّعرَ في رِثا آل طه
ونُواسي النَّبيَّ في كربلاءِ
ونُعزِّي البتولَ في كل عام ٍ
في مُصابٍ لسيِّدِ الشُّهَدَاءِ
ونُعزِّي الوصيَّ والدمعُ يهمي
مِن جُفونٍ ممزوجةٍ بالدِّماءِ
وسنحيا بحبِّ عترةِ طه
نتلقّى منهم جزيلَ العطاءِ

فعطاياهمُ رضاهم علينا
ورضاهم يمُدُّنا بالولاءِ
هُوَ أسمى غاياتنا ومنانا
وَرَّثَتُه الآباءُ للأبناءِ
سوف نبقى نُكِنُّ للآلِ ودّاً
وَوَلَاءً مُكَلَّلاً بالوفاءِ
وستحيا أجيالُنا تتولَّى
آلَ بيتِ النَّبيِّ في صنعاءِ
وعلى دربِ سبطِ طه سنمضي
لا نُبالي بناصبٍ للعداءِ
كلُّنا اليومَ شيعة ٌ لحسينٍ
يفتدي الكلُّ سيِّدَ الشُّهَدَاءِ
لا نُبالي بعاذلٍ ناصبيٍّ
لامَنَا في هوى بَنِي الزَّهراءِ
في صنعاء
18 – 19 أكتوبر 2015م
4-5 محرم الحرام 1437ه

قد يعجبك ايضا