قيادات جنوبية لـ”الثورة”: دول الاحتلال تغذي الصراع في المحافظات الجنوبية خدمة لأطماعها

> الجفري:احتلال المحافظات الجنوبية لن يدوم وسيرحلون كما رحلت بريطانيا من قبلهم
> العولقي:على أبناء الجنوب أن لا ينجروا وراء المحتل ومخططاته التمزيقية ويغلبوا المصلحة الوطنية
> الشعبي:”إعادة الشرعية” مجرد يافطة زائفة لاحتلال الجنوب والهيمنة على اليمن لكنهم سيفشلون
> الوزير:تفرُّق اليمنيين ساعد قوى الغزو والاحتلال واتحادهم سيفشل مخططاتهم كاملة
> العليي:مخطط السعودية والإمارات في المحافظات الجنوبية مخطط تقسيم وتمزيق ونهب

الثورة / محمد شرف الروحاني
تقسيم اليمن وتمزيقه هدف رئيسي لدول العدوان والاحتلال السعودي الإماراتي الأمريكي، فالسعودية والإمارات تعملان على إثارة الفتنة وإشعال الحروب بين أبناء المحافظات الجنوبية خدمة لأطماعهما منذ أول يوم لاحتلالهما للمحافظات الجنوبية.. هذا ما أكده عدد من السياسيين والقيادات الجنوبية في حديثهم لـ”الثورة” عن حقيقة الصراع وما يجري في المحافظات الجنوبية اليوم:

البداية كانت مع منسق الجبهة الوطنية لمقاومة الغزو والاحتلال احمد العليي الذي أكد ان مخطط السعودية والإمارات في المحافظات الجنوبية هو مخطط احتلال وتقسيم، وقال: يجب على الجميع ان يسلم بأن أراضي المحافظات الجنوبية قابعة تحت الاحتلال، الذي يسعى لتقسيم اليمن وتمزيق النسيج الاجتماعي وتقسيم الأرض اليمنية ونهب خيرات الوطن” .
مقدمات المؤامرة
وأضاف: ” مؤامرة التقسيم والتمزيق لليمن ليست وليدة اللحظة وإنما سبقتها محاولة لتمرير مخطط التقسيم من خلال مؤتمر الحوار الوطني وعندما تم افشالها بثورة 21 سبتمبر انتقلت هذه الدول الى مخطط آخر وهو العدوان والاحتلال بشكل مباشر”.
العليي تابع قائلاً: “مخطط مشروع التقسيم والتمزيق كان واضحاً منذ اليوم الأول لدخول الآليات الامارتية إلى المحافظات الجنوبية حيث رفعت علم الانفصال، محاكاة لمخطط ما يسمى استعادة الدولة والانفصال وهي تنفذ هذا المخطط عبر ادواتها اليوم في ما يسمى بـ المجلس الانتقالي” .
وشدد العليي على “ضرورة ان يكون هناك موقف معلن من جميع ابناء الشعب اليمني جنوبه وشماله والعمل على مواجهة هذه المؤامرة التي تحاك من الرياض وابو ظبي، والتوجه لإفشال هذا المخطط وإفشال المخطط الحقيقي الذي جاء من اجله النظام السعودي والنظام الإماراتي”.

أدوات محلية
ناطق القوات الجوية العميد عبدالله الجفري تحدث بدوره قائلاً : من المؤسف جداً ان الأدوات المحلية هي جزء من مخطط التقسيم والتمزيق الذي تريد تحقيقه الدول المحتلة للمحافظات الجنوبية والشرقية لتحقيق مصالح أنانية خاصة على حساب الثوابت الوطنية وعلى حساب الأهداف التي ناضل لأجلها اليمنيون في ثورة 14 أكتوبر حتى عام 67 م .
وأضاف: ان هذه المخططات التي يراد من خلالها تمزيق الوطن وتمزيق النسيج الاجتماعي والصف الوطني ستواجه من قبل الأحرار من أبناء الجنوب ولن يكونوا مكتوفي الايدي” .
الجفري أشار هنا إلى تواصل مع الاحرار في جنوب اليمن، وقال: “نحاول ان نوصل رسائل من خلال وسائل الإعلام لإخواننا في الجنوب بألا يكونوا أداة وألا يتمترسوا خلف العدو الأجنبي الخارجي فكل المشاكل تحل من الداخل ومن يعول على الخارج فهو خاسر ولن يتأتى ذلك إلا من خلال بناء نظام سياسي في صنعاء نستطيع من خلاله حل كافة القضايا وكافة المشاكل وفي مقدمتها القضية الجنوبية”.
أطماع خارجية
وأضاف: أكدنا مراراً وتكراراً وناشدنا كل القوى الخيرة وكل ابناء الوطن الشرفاء في المحافظات الجنوبية بأن يتصدوا لهذا المخطط وهذا الغزو الذي يراد من خلاله نهب الثروات والسيطرة على كل المقدرات، فالمحافظات الجنوبية وصلت الى وضع سيئ وكارثي من عدم استقرار امني وعدم توفير خدمات أيضا عدم توفير المرتبات وقتال مستمر بين أبناء الجنوب.
وتابع: عليهم ان يعودوا إلى صف الوطن وان يكونوا يدا واحدة في مواجهة هذا العدوان وهذا الاحتلال وأيدينا ممدودة لهم للسلام لحل كافة القضايا، فالجنوب اليوم يتجه الى منزلق خطير ومستنقع لن يستطيعوا الخروج منه في ظل التجاذبات الإقليمية والدولية وفي ظل ما هو موجود من تآمر له بعد تاريخي وله أهداف سيطرة على مقدرات الوطن وتدمير البنية التحتية وتمزيق النسيج الاجتماعي للصف الوطني”.
لكن الجفري أكد في ختام حديثه معنا فشل المخطط في النهاية، وقال: هذا الغزو والاحتلال للمحافظات الجنوبية والشرقية لن يدوم ابداً وبالتالي سيجرون أذيال الهزيمة كما جرتها اكبر إمبراطورية في العالم كانت لا تغيب عنها الشمس في الثلاثين من نوفمبر 67م”.
تنافس على السيطرة
من جانبه، أكد الشيخ محمد عبدالله العولقي رئيس مجلس التلاحم الشعبي القبلي في محافظة شبوة أن ما يحصل في المحافظات الجنوبية هو “تنافس بين قوى الاحتلال السعودية والإمارات على السيطرة والنفوذ وأماكن الثروة”.
وقال : دول الاحتلال تعمل على بث الفرقة واثارة الفتنة وإشعال الحروب بين أبناء الجنوب من اجل خدمة أجندتها الخاصة وتنفيذاً لمخطط التقسيم والتمزيق ونهب ثروات المحافظات الجنوبية التي تتمتع بثروات نفطية وغازية، لهذا تحاول قوى السعودية احتلال شبوة وحضرموت والإمارات تريد ان تحتل عدن وبقية المحافظات من اجل مصالحها”.
الشيخ العولقي دعا إلى “تغليب المصلحة الوطنية على كل المصالح المناطقية والحزبية والعودة إلى صف الوطن وعدم الانجرار وراء الاحتلال الذي حوّل الجنوب إلى ساحة صراع بين ابناء الجنوب وكل ذلك خدمة لأهدافه وتحقيقاً لأطماعه التي يريد تحقيقها”.
مخطط مكشوف
إسماعيل الوزير مسؤول ملف الجنوب السياسي وعضو المكتب السياسي لأنصار الله من جهته أكد ان “ما يجري في المحافظات الجنوبية هو مخطط سيطرة للدول المحتلة وتمزيق اليمن إلى كانتونات صغيرة حتى تستطيع دول الاحتلال تنفيذ مخططها المتمثل في السيطرة ونهب الثروة والقضاء على السيادة والاستقلال”.
وقال: “السعودية تسعى إلى السيطرة على المهرة وحضرموت من اجل مد أنبوب النفط الى البحر العربي، والإمارات تريد السيطرة على عدن وما حولها من اجل السيطرة على ميناء عدن الذي عملت على تدميره وتحطيمه خلال الفترة السابقة حتى لا يكون منافساً لميناءي جبل علي ودبي في الإمارات عن طريق المرواغة”.
وأضاف: عندما وصل الشعب اليمني إلى اخذ زمام المبادرة جاءت القوة العسكرية لتحل محل المراوغة وهذه المخططات يحاولون الوصول اليها عبر الأدوات السياسية أو عبر أدواتهم في الداخل سواء ما تسمي نفسها بالشرعية او الانتقالي”.
الوزير ختم حديثه بالتأكيد على عامل القوة والضعف يمنياً، وقال: تفرق اليمنيين هو ما جعل الأمم المتحدة أداة للقوى الكبرى وتوحد اليمنيين وفهمهم للأمور سيجبر الأمم المتحدة على الوقوف إلى جانب الشعب اليمني”.
يافطات زائفة
الناشط السياسي علي الشعبي تحدث عن “رسم دول الاحتلال أهدافاً خفية لعدوانها” وقال: “لم تكن إعادة الشرعية إلا يافطة زائفة والهدف هو احتلال الجنوب وفرض الهيمنة على اليمن بعد ان كادت تفقدها بعد ثورة الـ21 من سبتمبر، فدول الاحتلال حاولت وضع ترتيبات سياسية لإدارة البلاد تحت إشرافها وبعد إفشالها لجأت إلى القوة”.
لكن الشعبي في المقابل أكد فشل هذه المخططات، وقال: “مخططات الاحتلال ستفشل، فالعالم أصبح مقتنعا اليوم ان الحل العسكري غير ممكن لإنهاء الصراع في اليمن وأن الجلوس إلى طاولة الحوار هو الحل الوحيد للخروج من الوضع الذي يعيشه الشعب اليمني اليوم”.