محاقري الطاولة.. ولكن!

 

جمال الخولاني

اختتمت قبل أيام على صالة النادي الأهلي في صنعاء بطولة التحدي التنشيطية للمحافظات في لعبة كرة الطاولة بمشاركة عشر محافظات، وقد استطاعت محافظة تعز انتزاع البطولة من مخالب أمانة العاصمة بمجموع ثلاثة لقاءات مقابل لقاء وحيد مكّن أبناء الحالمة من الصعود إلى لمنصة التتويج.
البطولة التي نظمها اتحاد اللعبة على مدى أربعة أيام شهدت الندية والإثارة، وظهر فيها طابع التنافس والحماس، خاصة اللقاء النهائي الذي جمع البطل محافظة تعز ووصيفه أمانة العاصمة في لقاءات ألهبت حماس المتواجدين في الصالة، من حيث أداء ومستويات اللاعبين رغم فترة الإعداد القصيرة إزاء الظروف التي تعيشها بلادنا وشحة الموارد ما تسبب في تقليص الأنشطة وركود اللعبة والضحية هو اللاعب.
مدرب أهلي صنعاء ومنتخب الأمانة الكابتن هاني الحمادي دفع بالشقيقين بشير ومحمود المحاقري لأول مرة ضمن فئة الكبار باعتبارهما ينشطان في فئة الناشئين في دلالة واضحة على الاهتمام والرعاية بقاعدة النشء بما يمكنهم من الاحتكاك ومقارعة الكبار وإبراز وصقل مواهبهم باعتبارهم النواة الحقيقية والرافد الأساسي للأندية والمنتخبات الوطنية.
كنت شاهدا على مجريات البطولة وتابعت بشغف اللقاءات النهائية خاصة اللقاء الذي جمع لاعب منتخب الأمانة الشاب اليافع بشير المحاقري ولاعب المنتخب الوطني ومحافظة تعز المخضرم عمر الكدس، في مباراة ظن الجميع أن الأخير سيكسبها بسهولة ويسر نظرا للفوارق بين اللاعبين والخبرة من حيث تحقيق البطولات المحلية فضلا عن التمثيل ورفع العلم اليمني شامخا في المحافل الخارجية.
المحاقري أبدع وتفنن في المواجهة وكان ندا قويا وشجاعا طيلة فترات اللقاء، متسلحا بصيحات الجماهير، وأحرج الكدس الذي حسم اللقاء بصعوبة بثلاثة أشواط لشوطين بفضل خبرته الطويلة في هذه اللعبة التي تندثر رويدا رويدا، على غرار بعض الألعاب والدليل ممارستها في النادي الأهلي فقط على مستوى أمانة العاصمة مع وقف التنفيذ في الأندية الأخرى التي لا تعير اللعبة والمواهب أي رعاية واهتمام، وكأن الرياضة اختزلت وانحصرت في لعبة كرة القدم.
حدثني أحد اللاعبين بمرارة أثناء اللقاء النهائي المعاناة التي يجترحها ويتجثمها اللاعبون والاستعدادات الضعيفة والاكتفاء بالتدريب على استحياء في حال أعلن اتحاد اللعبة عن إقامة نشاط، في مؤشر خطير على تراجع اللاعبين وإدخال اللعبة في النفق المظلم، وأكد أن مستويات اللاعبين في تدهور بسبب قلة الأنشطة التي كانت تقام بمعدل 15 نشاطاً في العام، فضلا عن المعسكرات الخارجية، ومع ذلك لا تزال المواهب تتدفق و حاضرة بقيادة الربان هاني الحمادي الذي يعمل بكل طاقاته في سبيل الحفاظ على اللاعبين ومكانة اللعبة، وبروز وتطور اللاعب بشير المحاقري وشقيقه محمود وإيهاب عادل وغيرهم من اللاعبين شاهد على ذلك.
رسالتي لوزارة الشباب والرياضة وصندوق النشء والشباب واللجنة الأولمبية بشكل عام واتحاد اللعبة على وجه الخصوص أن يسارعوا إلى إنقاذ ما تبقى من المواهب ونشر قاعدة اللعبة في مختلف المحافظات، وتعزيز الموارد المالية بما يمكِّن الاتحاد برئاسة الدكتور والأب الروحي للعبة عصام السنيني من استعادة رونق اللعبة من خلال تنفيذ الأنشطة وعودة المشاركات الخارجية، بما يسهم في الارتقاء وتطور اللعبة والحفاظ على هذه الشريحة من الضياع.
حاشية:
أيمن نبيل الذماري، وائل السعيدي، أمجد عبدالعظيم البرطي، عبدالرحمن يحيى شبيل، وريان اليفاعي.. أسماء قادمة بقوة في فضاء اللعبة، فقط يحتاجون مزيدا من الرعاية.

قد يعجبك ايضا