مسرحية الـ11من سبتمبر

 

عبدالفتاح علي البنوس
تصادف اليوم ذكرى تفجيرات 11سبتمبر من العام 2001م والتي شهدتها الولايات المتحدة الأمريكية ، حيث تم استخدام اربع طائرات مدنية لاستهداف عدد من الأهداف تمثلت في مركز التجارة الدولية بمنهاتن بالعاصمة نيويورك ، ومقر وزارة الدفاع في واشنطن ، فيما أفشلت العملية الرابعة التي قال الأمريكان بأنها كانت تستهدف البيت الأبيض ، 18عاما على هذه الأحداث الهوليودية التي خطط لها ونفذها اللوبي اليهودي داخل الولايات المتحدة الأمريكية بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية بهدف تدشين مرحلة الابتزاز والاستفزاز والتهديد للأنظمة العربية عامة والخليجية على وجه الخصوص بذريعة دعم ما يسمى بالإرهاب .
حيث شكلت أحداث الحادي عشر من سبتمبر البداية الحقيقية لشفط دول الخليج وعلى وجه التحديد السعودية ، على اعتبار أن التحقيقات التي أجرتها السلطات الأمريكية كشفت بأن غالبية من اشتركوا في تنفيذ هذه الهجمات يحملون الجنسية السعودية ، وعلى ضوء ذلك تعامل الأمريكان مع السعودية معاملة الحلاب مع بقرته الحلوب ، ودفع آل سعود مليارات الدولارات للبيت الأبيض ولأهالي الضحايا تحت يافطة المساعدات وضخوا الكثير من الأموال وقدموا الكثير من التنازلات السيادية مقابل تخفيف الضغوطات المفروضة عليهم من قبل الشعب الأمريكي وأهالي الضحايا على وجه الخصوص ، وشاهدنا جميعا كيف تعاملت أمريكا مع الشرق الأوسط عقب هذه الهجمات ، والتي جعلت منها ذريعة لتوسيع نفوذها والهيمنة على سلطة القرار فيها واستغلال ثرواتها النفطية وتسخيرها لمصلحتها ، والدفع بالأنظمة العربية لممارسة عمليات القمع والاعتقال والقتل لبعض مواطنيها تحت شماعة محاربة الإرهاب ، وهو المصطلح القرآني الذي سعت أمريكا وإسرائيل للإساءة إليه بمفهومه القرآني ، لتكيفه بمفهومها وبما يخدم مخططاتها ، فتحولت الجماعات والحركات والتنظيمات الإسلامية المقاومة للاحتلال الرافضة للهيمنة الأمريكية والغطرسة الإسرائيلية إلى جماعات وتنظيمات إرهابية ، رغم أن التحقيقات التي نشرتها السلطات الأمريكية حول هجمات سبتمبر أظهرت أن ما حصل هو أشبه بالمسرحية أو الفيلم الأمريكي التنفيذ ، اليهودي التخطيط والتمويل، بدليل غياب كافة الموظفين اليهود يوم الثلاثاء الـ11من سبتمبر2001م والذين يبلغ عددهم قرابة 4آلاف موظف في برجي التجارة ، وهو الأمر الذي يثير الريبة والشك ويؤكد على أن ما حصل لم يأت مصادفة وإنما جاء وفق خطة معلومة ومعروفة لدى السلطات الأمريكية وأن اللوبي اليهودي وأجهزته الإستخباراتية هم من يقفون خلفها .
18عاما مرت على هجمات 11سبتمبر ، شاهدنا أمريكا التي تدعي محاربة ما تسميه الإرهاب ، تقف إلى جانب من تسميهم بالإرهابيين في سوريا ، وتدافع عنهم ، وتعمل على توفير الغطاء الجوي لتحركاتهم ، وهكذا تصنع في العراق ، واليمن ، وليبيا وغيرها من الدول ، حيث يحظى هؤلاء الإرهابيون بعناية وحماية أمريكية ، ويحظون بدعم وتمويل سعودي خليجي ، ومن خلال تحركات وأنشطة هذه العناصر تظهر وكأنها أقرب ما تكون كجيوش غير نظامية للأمريكان والصهاينة والسعودية والإمارات ، فهي تتحرك وفق التوجيهات والأوامر الأمريكية ، وفي اليمن شاهدنا كيف يتنقل عناصر ما يسمى بالقاعدة وداعش بمواكب كبيرة من قيفة بالبيضاء وزنجبار وجعار بأبين إلى شبوة وعدن وحضرموت ومارب والساحل الغربي ، وإلى جبهات الحدود مع السعودية للقتال في صف مرتزقة الريال السعودي ، دون أن تتعرض مواكبهم لأي قصف جوي ، في الوقت الذي نسمع بين الفينة والأخرى عن عمليات لطائرات أمريكية بدون طيار لبعض العناصر الذين تسميهم السلطات الأمريكية بالإرهابيين ، وهؤلاء هم من يخرجون عن طاعة أمريكا وتقرر التخلص منهم خوفا من فضحهم إياها والإدلاء بمعلومات تكشف زيفها وخداعها فيما يتعلق بحربها المزعومة على الإرهاب .
بالمختصر المفيد، هجمات الحادي عشر من سبتمبر ، أظهرت لكل عاقل لبيب بأن القاعدة وداعش والنصرة وغيرها من المليشيات والجماعات الإجرامية التكفيرية أمريكية الصنع ، وهابية المذهب ، يهودية الولاء ، سعودية الدعم والتمويل ، وأن الهدف منها هو تشويه صورة الإسلام والمسلمين ، وخلق حالة من الكراهية والعدائية تجاههم ، للحد من انتشار الإسلام ، وللثناء على اليهود ، بالمقارنة بين أعمالهم وأعمال هذه الجماعات التي تتدثر بعباءة الدين الإسلامي ، وهذا هو بيت القصيد ، يريدون وسم الإسلام بالإرهاب ، والمسلم المقاوم بالإرهابي ، ليبرروا تدخلهم السافر في شؤوننا وانتهاكهم الغاشم لسيادتنا ، وهيهات لهم ذلك .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .

قد يعجبك ايضا