تصاعد الأعمال التخريبية والاغتيالات مع قرب


استطلاع / أسماء حيدر البزاز –

انتهاء مؤتمر الحوار يفضح أصحاب المشاريع الصغيرة

■ أكثر من 1300 اعتداء على خطوط الكهرباء والخسائر بلغت 120 مليون دولار
■ هناك أطراف ليست مستفيدة من مخرجات الحوار تلجأ إلى زعزعة الاستقرار

استطلاع / أسماء حيدر البزاز

ارتفاع وتيرة الاغتيالات والاعتداءات على جنود وضباط الأمن والجيش والمنشآت الخدمية من أبراج الكهرباء وأنابيب النفط في وقت يتزامن معه بروز نقاط اتفاق على الملامح الرئيسية لمخرجات الحوار الوطني التي أظهرت الملامح الرئيسية لشكل بناء الدولة اليمنية الحديثة يطرح العديد من التساؤلات حول أجندات القوى المحركة لتلك الأعمال التخريبية التي يربطها خيط واحد هو العداء لهذا الشعب وللوطن اليمني ومستقبله من خلال التعمد الواضح لإفشال نتائج التسوية السياسية والحوار الوطني في هذا التوقيت..

الكاتب والسياسي فؤاد الصياد يقول: كل هذه الأحداث التي شهدناها من اعتداء على الجنود وأعمال التخريب للكهرباء وحتى استهداف شبكات الاتصال الانترنت لم تأت بشكل مفاجئ وإنما تكاد أن ترمي بثقلها باتجاه إفشال مؤتمر الحوار وعرقلة هذا المسار ومنع كل سبيل لاستقرار هذا الوطن وهي أياد مأجورة من شخصيات سياسية كبيرة ونافذة تسعى لإفشال أهم مرحلة تمر بها اليمن وفي محاولة منها للعودة بعجلة التغيير إلى الوراء غير مبالية بما يحدث من دمار وخسائر تتكبدها اليمن من جراء هذه الأعمال فيما هم ماضون في هذا الطريق لأنه سبيل الضعفاء والجبناء وبخاصة عندما لا يجدون من يحقق لهم أهدافهم المريضة.
موضحا : أن مقررات الحوار تجد من الغالبية استجابة حقيقية بدليل تجاوز كل ما يشوبها من ملاحظات أو عراقيل تحاول إفشالها أو إجهاضها وباعتقادي أن الجميع – بإذن الله – سائرون نحو إتمام وإنجاح هذا الحوار ولو أزعج ذلك بعض الأطراف السياسية التي مازالت تمارس أسلوب التعطيل والعبث بمقدرات هذا الوطن ولكن هيهات لأهدافهم أن تتحقق فالشعب صار أكثر وعيا مما يحيكون.
الدولة العميقة
سمير البدري – ناشط حقوقي يقول : من الواضح ان من يقف وراء هذه الاغتيالات كلها جهة واحدة هي من نفذت سلسة الاغتيالات الأخيرة فمن المستفيد من هذه العمليات ومن الخاسر من الذي يملك المعلومات الكافية عن الضحايا والتدريب والدعم اللوجستي من معلومات وإفراد ووسائل نقل وسلاح كل ذلك يشير إلى أن من قام بهذه الاغتيالات جهة تملك إمكانيات كبيرة وليست تنظيم أو جماعة
واصفاٍ تلك القوى بالدولة العميقة لأنها قوى معروفة ومكشوفة عند الجميع والدليل أن سلسلة الاغتيالات والاعتداءات تضاعفت بعد قرارات الرئيس هادي الأخيرة وكأنها رسائل بأن الوضع غير مشجع لإنجاح مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وثنية عن مواصلة الإصلاحات وإصدار قرارات أخرى تشكل مدخلاٍ آخر بأن الأمور تحت السيطرة.
فيما ترى الدكتورة سعاد سالم السبع – جامعة صنعاء: أن استهداف الأمن هو استهداف لما تبقى من الدولة اليمنية وللأسف توزعت دماء رجال الأمن بين أكثر من جهة وما يدمي القلب أن القتل يتم بأيادُ يمنية ولكن الله سيظهر الحق ويأخذ بحقهم مهما طال الزمن .
ومضت تقول: من المفترض أن تقف كل القوى الوطنية مع رجال الأمن لأنهم هم من يكتشفون المؤامرات ضد هذا الوطن وهم من يتابعون المخربين ويكشفونهم يعني هم من يستطيعون تقديم المعلومات الصحيحة عن الجرائم وهم مستهدفون من كل أعداء الوطن ولابد أن تقف معهم الدولة والجيش لأن ما يحدث لم يعد يحتمل فخيرة الرجال يتم استهدافهم بلا توقف.
تسييس المطالب
المحامي الدكتور فيصل المجيدي يقول: حقيقة تظل إشكاليات الاعتداءات على أبراج الكهرباء وقوات الأمن والخدمات العامة منطلقة من حقيقة ضعف هيبة الدولة وسيادة القانون الأمر الذي أغرى الكثيرين بامتطاء هذا المنحى الخطير من تاريخ الدولة اليمنية غير أن دلالات تسييس هذا الأمر واضحة للعيان ولا تحتاج لكثير من الجهد إذ إنها اعتداءات تتزامن وبشكل مضطرد مع ما يدور في أروقة المتنافسين سياسيا والمتحاورين وهو أمر مؤسف .
مؤكداٍ على أهمية أن يراعي السياسيون أن الوطن قاسم مشترك للجميع ولا يجب أن يدخل في المساومات الحزبية مع الأخذ بأن تفرض الدولة هيبتها على كامل التراب الوطني ودعا المجيدي النائب العام أن يقوم بتطبيق القانون والعمل على تقديم كل منتهك للقانون للمحاكمة علناٍ.
1300 اعتداء
السياسي نجيب الغرباني يقول: هناك بعض القوى لا تريد لليمن ان تخرج من أزمتها خاصة ونحن على أعتاب الانتهاء من قرارات حتمية لليمن الجديد في مؤتمر الحوار الوطني وهذه الجماعة تدرك ان اليمن يعيش بلا دولة ولا توجد هيبتها في أماكن نشاط هذه الجماعات الإرهابية
مبيناٍ أن أكثر من 1300 اعتداء على خطوط الكهرباء منذ عام 2010م وخسائر بلغت 120 مليون دولار و أزمة مشتقات نفطية وافتعال الجرائم والتفجيرات والاغتيالات خاصة بالقرب من الانتهاء من مخرجات الحوار لتعمل تلك القوى على عرقلتها لأنها تهدد مصالحها ولهذا نتمنى الإسراع في تأسيس الدولة اليمنية بشكلها الجديد وفرض هيبتها وفرض النظام والقانون لأن التحديات ستكون أكثر في المستقبل مالم تضرب الدولة بيد من حديد ضد كل من تسول له نفسه تقديم مصالحه الشخصية الضيقة على مصلحة الوطن.
أكرم الغويزي – ناشط سياسي يقول :الاعتداءات على جنود الأمن وأبراج الكهرباء بتوقيتها الزمني مع مخرجات الحوار الشامل ما هي إلا مسلسل قديم من عدة أجزاء والهدف من هذا المسلسل تعطيل أي مبادرة أو حل أو مخرج لليمن من مشاكله التي تعصف بأمنه واستقراره حتى يستمر اليمن في حالة من الفوضى وذلك ما يخدم أهداف تلك الفئة التي تعمل لأجندات خاصة بهم ومرتبطة من الخارج.
تمديد الحوار
الدكتور نبيل الشرجبي – جامعة الحديدة بالقول : هناك قوى داخل مؤتمر الحوار لم تعجبها المخرجات النهائية للمؤتمر والأسباب كثيرة لذا تتبع سياسة الاعتداءات وتوظف الكثير من الأحداث وإحداث الكثير من القلاقل لأنها تعرف تماماٍ الخلل الأمني الواضح لذا تعمد إلى زيارة الصعوبات الاقتصادية عبر استهداف موارد اليمن القليلة حتى تزيد الصعوبات والعوائق أمام الحكومة وتتعطل مخرجات الحوار .
إعاقة التغيير
ويرى باسم الحكيمي – عضو مؤتمر الحوار الوطني أن المستفيد الوحيد من ضرب أبراج الكهرباء وأنابيب النفط هي نفسها القوى الرجعية والمتخلفة ومن الملاحظ أن هذه الاعتداءات التي تتم على أبراج الكهرباء وأنابيب النفط والغاز تزايدت في الأيام الأخيرة لمؤتمر الحوار الوطني من أجل إعاقة مشروع التغيير الذي ضحى من أجله الشباب لكن كل تلك المجالات السياسية ستبوء بالفشل فعجلة التغيير قد دارت ولن تعود إلى الوراء.
وتيرة الاغتيالات
جمال محمد عبدالجبار – إعلامي ومحلل سياسي يقول : في البداية يجب علينا الإقرار بأن كل الأعمال الإرهابية والتخريبية وأعمال تعطيل مصالح الناس وإقلاق الحياة الاجتماعية والأمنية لليمنيين لها منابع عدة منها ما هو يتعلق بضعف بنية الجهاز الأمني القائم الذي يستدعي إظهار قدرته في بسط الأمن والسكينة على كل الرقعة اليمنية وفي الأيام الأخيرة أو الساعات الأخيرة من المدة المقرة لإنهاء مخرجات الحوار الوطني نرصد بروز العديد من العمليات وتصاعد وتيرتها وفي تزامن واضح بشكل لايلتبس على أحد بدءاٍ من الأعمال الإرهابية الموجهة نحو رجال القوات المسلحة والقوات الأمنية و القوات الخاصة وتوسع عمليات الاغتيالات لرجال الأمن وكذا الاعتداءات على أبراج الكهرباء و أنابيب النفط واحتجاز قاطرات النفط والسولار وأعمال التقطعات في كثير من المناطق لتصل إلى الطرق الرئيسية التي طالما ظلت بعيدة عن هذه الأعمال ويضيف بالقول: ونرى التصاعد في خرق القوانين من خلال الأعمال المخلة بالأمن من بينها حمل السلاح ازدياد التوتر في الجبهات التي كانت في السابق مناطق توتر دائم والتي عاشت فترة هدوء في الفترة الماضية مثل منطقة دماج وبعض مناطق عمران في شمال الشمال وبروز العديد من الأعمال الخارجة عن القانون في المناطق الجنوبية .
مبيناٍ : أن كل تلك الأحداث تأتي لتوتير الأجواء السياسية وانفلات واضح للإعلام الحزبي والخاص المدعوم من أطراف عدة و كل هذا جاء مرافقاٍ مع بروز نقاط اتفاق على الملامح الرئيسية لمخرجات الحوار الوطني التي أظهرت الملامح الرئيسية لشكل بناء الدولة اليمنية الحديثة حيث ترى أطراف عديدة أنها ستأتي متعارضة مع مصالحها متناسين أن مصلحة اليمن تستدعي الكثير من التضحيات في الوقت الراهن لأنها المكسب الأكبر لمستقبل الأجيال القادمة .
ومضى يقول : و تبدو الأمور أكثر وضوحاٍ مما قبل في ضلوع تلك القوى السياسية في دعم مثل هذه الأنشطة التي لن تؤدي إلا إلى إسقاط مشروع الدولة اليمنية الحديثة ومحاولة إدخال هذا البلد في مستنقع ألا دولة ليحل محلها الصراعات المدمرة للجميع .
وتساءل عبد الجبار بالقول : أ ي غباء سياسي يجعلنا ننقاد نحو تمزيق هذا الوطن من خلال إسقاط بنيته لنعيش على أطلال الندم والحسرة لأن لا أحد يمكن أن ينجوا من هذا المنعطف الذي سيجر وطننا وأهلنا إلى وحل الاقتتال والحرب التي لنتبقي ولا تذر – لا قدر الله – وهل لهؤلاء أو أي منا أن يعرف أن مشروع إسقاط مشروع الدولة اليمنية هو ليس بالأمر السهل ليس لأن دول المنطقة والمجتمع الدولي مجمعة على أن مصالحها وأمنها القومي مهدد بسقوط الدولة اليمنية بل كون ذلك يعد مواجهة شاملة مع كل مكونات المجتمع اليمني من أقصاه إلى أقصاه و الذي أصبح يعرف أن استحقاق بناء يمن جديد هو نهاية مطاف هذه المرحلة التي طالما حلموا بها والتي ستأتي لتنقل اليمن واليمينيين إلى مرحلة جديدة من الاستقرار والتحديث فهل يعي من يقدمون أنفسهم قرابين على بلاط اللعبة السياسية التي تحبكها تلك القوى بخيوط مجدولة بدماء أبناء هذا الوطن وعلى حساب مستقبل أحلام أجياله أن تقديمهم التنازلات الكبيرة من أجل هذا الوطن سيضعهم في مصاف البانون لأوطانهم بدلاٍ من أن يصبحوا أقزاماٍ وكائنات منبوذة ملعونة في مسار تاريخ شعبنا ويمننا.
ابتزاز
فيما يرى الناشط منصور أبو الفضل منصور : أن سلسلة الاغتيالات والاعتداءات على الخدمات العامة هي دليل على أن هناك من يرفض هذه المخرجات ويعمل على عرقلة نجاحها وإفشال مشروع اليمن الجديد في محاولة لابتزاز واضحة لرئيس الجمهورية للتعاطي مع طلباتهم ورغباتهم التي تقف عائقاٍ أمام دوران عجلة التغيير.
ويوافقه الناشط الحقوقي أكرم المذحجي حيث يقول:كل تلك الأعمال التخريبية رسالة لكل المتحاورين أنه لن يتم قبول ما ستخرجون به من اتفاق لتغيير اليمن وبنائها بشكل أفضل ورسالة للحكومة بأنها حكومة فاشلة ومن هنا لا بد أن تثبت الحكومة وجودها وتعيد ثقة الشعب بها من خلال كشف المتورطين ومحاكمتهم وفاءٍ لدماء هؤلاء الجنود والأبرياء على أقل واجب.
ضريبة ندفعها
بلقيس العبدلي – عضو مؤتمر الحوار الوطني عن فريق بناء الدولة تقول : إن هناك من يريد إرسال رسائل سلبية للشارع توحي بعدم جدوى الحوار وعدم القدرة على تطبيق مخرجاته وهناك من يريد زعزعة همة وطموح منتسبي الأمن والجيش بإعلان الحرب عليها لما أثبتته من وطنية خلال المرحلة السابقة لكنها ضريبة ندفعها ويدفعها جنودنا الأبطال مقابل الوصول إلى دولة المؤسسات.
الدكتور عبد الباسط الحكيمي من جامعة صنعاء يقول : إن قوى داخل مؤتمر الحوار وجدت بأن المخرجات لا تتماشى مع مصالحها فلجأت إلى زعزعة الأمن والاستقرار وكأنها تقول ” إما أن تسيروا على دربنا وإلا قلبنا عليكم الطاولة رأساٍ على عقب ”

قد يعجبك ايضا