عشر ذي الحجة.. مواكب إيمانية تجسد قيم الوحدة بين المسلمين

استطلاع / أسماء حيدر البزاز –

أيام مباركة تقبل علينا جمعت كل أنواع العبادات والطاعات وبها أقسم المولى لفضلها وعظمتها لا مثلهن الجهاد في سبيل الله إلا من عفر وجهه في التْراب.. لتحيي روح الوحدة الإسلامية بشعائرها ووقائعها, العشر من ذي الحجة فضلها والأعمال المستحبة فيها في زمام الاستطلاع الآتي .. نتابع:

العلامة جبري حسن إبراهيم: الحمد لله القائل “وِاعúبْدú رِبِكِ حِتِى يِأúتيِكِ الúيِقينْ” والحمد لله الذي جعل لعباده مواسم لتجديد الإيمان وزيادة رصيد الحسنات والطاعات ومنها الضيف الإيماني الكريم المقبل علينا خلال أيام والمتمثل في العشر من ذي الحجة هذه العشر المباركة التي أقسم الله بها في كتابه العزيز: “وِأِذنú في النِاس بالúحِج يِأúتْوكِ رجِالاٍ وِعِلِى كْل ضِامرُ يِأúتينِ منú كْل فِجُ عِميقُ ليِشúهِدْوا مِنِافعِ لِهْمú وِيِذúكْرْوا اسúمِ اللِه في أِيِامُ مِعúلْومِاتُ” وقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيهن:”ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله منه في هذه الأيام العشر قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله!! قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء”.
المشهد الإسلامي
ومضى بالقول: ولهذا فالأولى للمسلم أن يتحرى هذه العشر في أداء مناسك العبادات على أكمل وجه من الصلاة في الجماعة والإكثار من النوافل والصدقات وحفظ اللسان وصونه من الغيبة والنميمة والإحسان إلى المحتاجين والفقراء وقراءة القرآن والدعوة بالتي هي أحسن على الصعيد الشخصي والأسري والمجتمعي في وقت خيمت فيه الصراعات والنزاعات وأفواه الاقتتال على المشهد الإسلامي.
مبينا: وقد جاء قوله تعالى: “وِالúفِجúر وِلِيِالُ عِشúرُ” تبيانا لعظمتها حتى أقسم الله بها لأهميتها والحرص على إيفائها فعلا وقولا بالتهليل والتكبير لحديث:”ما من أيام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد”
أفضل من الجهاد !!
من جهته تحدث العلامة طه الذماري عن فضائل العشر من ذي الحجة مستدلا بقوله صلى الله عليه وآله وسلم:”إن العشرِ عشرْ الأضحى والوترْ يوم عرفة والشفع يوم النحر وعندما سئل نبينا الكريم عن العشر أهن أفضل أم عدتهن جهاداٍ في سبيل الله¿ قال:”أفضل من عدتهن جهاداٍ في سبيل الله” وفي رواية أخرى ولا مثلهن في سبيل الله إلا من عفر وجهه في التْراب”
وقال صلوات الله عليه وسلامه: “ما من عملُ أزكى عند الله ولا أعظم أجراٍ من خيرُ يعمله في عشر الأضحى وكان سعيد بن جْبيرُ رضوان الله عليه إذا دخل أيام العشر اجتهد اجتهاداٍ شديداٍ حتى ما يكاد يْقدرْ عليه”.
كل العبادات
وأوضحت الداعية إيمان أحمد ياسين -جامعة القرآن الكريم وعلومه- عن مزايا عشر ذي الحجة قائلة: لو علم الناس ما خص الله هذه الأيام من سمات لشمروا بعزائمهم لإيفائها بحقها طاعة وعبادة فقد أقسم الله بها ووصفها في سورة الحج بأنها أيام معلومات ومن أحب الأيام إلى الله ففيها يوم التروية الثامن من ذي الحجة تبدأ فيه أعمال الحج وفيها يوم عرفة الذي قال فيه رسولنا الكريم ما من يومُ أكثر من أن يْعتق الله عز وجل فيه عبداٍ من النار من يوم عرفة وإنه ليدنو ثم يْباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء¿ وفيها ليلة المْزدلفة وفيها فريضة الحج الركن الخامس من أركان الإسلام وفيها “يوم النحر” وهو يوم العاشر من ذي الحجة وقد قال فيه صلوات الله وسلامه: “إن أعظم الأيام عند الله تبارك وتعالى يومْ النحر ثم يوم القِر”
وأضافت: إنها بحق أيام تجتمع فيها جميع العبادات من صلاة وصيام وقيام وحج حيث يجتمع الناس فيه مختلف الطوائف والبلدان والقارات تجمعهم غاية وراية واحدة هي لا إله إلا الله بعد أن فرقتهم السياسة.
جزاءه الجنة
الداعية عبدالرحيم النزيلي تطرق في حديثه عن الأعمال التي يْستحب أداؤها في عشر الحجة منها: الصيام لقوله تعالى في حديث قدسي “كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به” والإكثار من الصدقات فالصدقة تدفع البلاء وتمنع ميتة السوء وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن الصدقة لتطفئ غضب الرب وتدفع ميتة السوء” وهي أجود ما تكون هذه الأيام والإكثار من النوافل: ففي حديث قدسي: “من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلى عبدي بشيء أحب إلى مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه”.
وأكد ضرورة صلة الأرحام فليس شيء أطيع الله تعالى فيه أعجل ثوابا من صلة الرحم و ليس شيء أعجل عقابا من البغي وقطيعة الرحم واليمين الفاجرة تدع الديار بلاقع والإحسان إلى الوالدين والأقربين لقوله تعالى: “وِاعúبْدْوا اللِهِ وِلِا تْشúركْوا به شِيúئٍا وِبالúوِالدِيúن إحúسِانٍا وِبذي الúقْرúبِى وِالúيِتِامِى وِالúمِسِاكين وِالúجِار ذي الúقْرúبِى وِالúجِار الúجْنْب” و الإكثار من الاستغفار والذكر وبذلك قال تعالى “ليِشúهِدْوا مِنِافعِ لِهْمú وِيِذúكْرْوا اسúمِ اللِه في أِيِامُ مِعúلْومِاتُ عِلِى مِا رِزِقِهْم من بِهيمِة الúأِنúعِام” وصفة التكبير: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد فقد كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما كانا يخرجان إلى السوق أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما.
وأضاف: الحرص على إحياء سنة السواك بعد أن أصبحت للأسف مندثرة عند الكثيرين وغيرها من السنن النبوية وفي ذلك يقول صلوات الله عليه وسلامه: “من أحيا سنة من سنني قد أميتت بعدي فإن له من الأجر مثل من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيئاٍ” وختامها أداء الحج والعمرة فالحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة.
لا يشقى جليسهم
فيما تحدثت الداعية سلوى الخطيب عن فضل الذكر في هذه الأيام العظيمة ذكرا دائما فيه مجاهدة للنفس عن الغفلة والتقصير والابتعاد عن الهوى والزيغ “أِمú حِسبúتْمú أِنú تِدúخْلْوا الúجِنِةِ وِلِمِا يِعúلِم اللِهْ الِذينِ جِاهِدْوا منúكْمú وِيِعúلِمِ الصِابرينِ”.
فإن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا: هلمْوا إلى حاجتكم فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا فيسألهم ربهم وهو أعلم منهم ما يقول عبادي¿ تقول: يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك فيقول: هل رأوني¿ فيقولون: لا والله ما رأوك فيقول: وكيف لو رأوني¿ يقولون: لو رأوك كانوا أشد لك عبادة وأشد لك تمجيداٍ وأكثر لك تسبيحاٍ فيقول: فما يسألونني¿ فيقولون: يسألونك الجنة فيقول: وهل رأوها¿ يقولون: لا والله يا رب ما رأوها فقال: فكيف لو أنهم رأوها¿ يقولون: لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصاٍ وأشد لها طلباٍ وأعظم فيها رغبة قال: فمم يتعوذون¿ يقولون: من النار فيقول: وهل رأوها¿ يقولون: لا والله يا رب ما رأوها يقول: فكيف لو رأوها ¿ يقولون: لو رأوها كانوا أشد منها فراراٍ وأشد لها مخافة فيقول: فأشهدكم أني قد غفرت لهم فيقول ملك من الملائكة: فيهم فلان ليس منهم إنما جاء لحاجة. قال: هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم”. وقال عز وجل عن نفسه “أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حين يذكرني إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ هم خير منهم وإن تقرب مني شبرا تقربت إليه ذرعا وإن تقرب إلي ذراعا تقربت منه باعا وإن أتاني يمشي أتيته هرولة”.
وقوله صلى الله عليه وآله: سبق المفردون قالوا: وما المفردون يا رسول الله¿ قال: الذاكرون الله كثيرا والذاكرات .
دعاء عرفة
العلامة مصطفى الريمي يقول: لا بد من الإكثار في الدعاء في العشر المباركة من ذي الحجة فخير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قال النبي وقبله من النبيين والرسل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير فهو دعاء مجاب على الأغلب وفي الفقه هو أفضل من غيره .

قد يعجبك ايضا