الصحافة العالمية تكشف عن صعوبات الحلف العسكري البحري الأمريكي في الخليج

بينت عدد من الصحف العالمية عن عدد من المشاكل التي تواجه أمريكا في حلفها العسكري المزعوم التي تسعى لتشكيله في الخليج الفارسي، ناهيك عن المشاكل التي باتت جلية اليوم بين واشنطن وحلفائها المعهودين في المنطقة.
حيث بينت بدورها صحيفة فايننشال تايمز البريطانية بأن كل الترسانة والقوة البحرية التي تستميت واشنطن لتشكيلها تحت ما بات يسمى بـ “حماية الملاحة في الخليج” تواجه صعوبات جمة.
وبينت الصحيفة في مقال لها أنه على الرغم من إعلان استراليا أمس انضمامها للقوة بعد موافقة بريطانيا على ذلك لا يمثل الشيء الكثير بعد طلب واشنطن من أكثر من 60 دولة بتقديم المساعدة البحرية العسكرية في هذه القوة، حيث أن الولايات المتحدة وبريطانيا تجدان صعوبة في إقناع دول أخرى للانضمام إلى القوة وخصوصا بعد أن رفضت ألمانيا طلبا رسمياً من واشنطن بهذا الخصوص ما يعني ان إمكانية قيام هذه القوة البحرية ستظل موضع تساؤل على المدى القريب.
حيث إنه وكانت طهران حذرت على لسان مسؤوليها من تداعيات مخطط واشنطن تشكيل (تحالف بحري) في منطقة الخليج الفارسي بذريعة توفير الأمن للملاحة البحرية، مؤكدة أن هذا التحالف لن يؤدي إلا إلى زيادة التوتر في المنطقة كما حذرت من عواقب وخيمة في حال انضمام كيان الاحتلال الإسرائيلي إلى هذا.
وفي سياق آخر، شدت مجلة دير شبيغل الألمانية أن العلاقات بين الولايات المتحدة وألمانيا تدهورت بشكل كبير لتصل إلى القاع جراء الخلافات الاقتصادية والسياسية الحادة بين البلدين. وبينت المجلة في تقرير لها أن العلاقات بين برلين وواشنطن قد تدهورت بشكل كبير ولا سيما بعد وصول ريتشارد غرينيل إلى برلين بصفته سفيرا لواشنطن في آيار 2018م حيث ساد بين الطرفين نوع من “الصمت الدبلوماسي” في حين شبه رئيس البرلمان الأوروبي السابق مارتين شولتز السفير الأمريكي بـ “الضابط الاستعماري اليميني المتطرف”. وبينت المجلة إلى أن سلوك غرينيل والتهديدات التي ينقلها عن الإدارة الأمريكية دفع المسؤولين الألمان إلى تجنب صحبته حيث لم تلتقه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أبدا بينما يفضل وزير الخارجية هيكو ماس فقط عقد لقاءات قصيرة معه.
وكشفت المجلة أن غرينيل وعلى خلفية الجدل حول مطلب واشنطن لحلفائها في حلف شمال الأطلسي (ناتو) بزيادة الإنفاق العسكري إلى 2 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي هدد ألمانيا بسحب القوات الأمريكية من أراضيها.
واشارت المجلة إلى أن نظرة الألمان إلى الولايات المتحدة باتت اليوم سلبية أكثر من أي وقت مضى حيث وصف 85 بالمئة من المواطنين الألمان موقفهم من الولايات المتحدة بأنه “سيئ” أو “سيئ جداً” . وأوردت المجلة أسباباً عدة لتدهور العلاقات بين واشنطن وبرلين بما فيها المواقف المتباينة حول الاتفاق النووي الإيراني الذي تملصت منه الولايات المتحدة وتهربت من مسؤولياتها تجاهه إضافة إلى الرسوم الجمركية الجديدة التي يلوح بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وسط استمرار الخلاف التجاري بين الطرفين.
ورأت المجلة أن الآمال المعقودة في برلين على عودة العلاقات الجيدة مع واشنطن مع انتهاء ولاية ترامب “ليست إلا أوهاماً” وان العلاقات لن تعود كما كانت عليه سابقاً لأن خصوم ترامب من الديمقراطيين يؤيدون بعض جوانب انتقاداته لأوروبا، معتبرة أنه حتى في حال خروج ترامب من البيت الأبيض فإن الولايات المتحدة ستبقى شريكاً غير مريح لألمانيا وطالت تبعات السياسات العدائية التي ينتهجها ترامب وحلفاؤه في أوروبا فقد تفاقمت الأزمة التجارية التي افتعلها الرئيس الأمريكي بعد فرضه العام الماضي رسوماً جمركية على واردات الفولاذ والألمنيوم القادمة من دول الاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك وسط انتقادات حتى من الداخل الأمريكي لتلك الرسوم.

قد يعجبك ايضا