إخراج الدرون من الخدمة وتحييد الطيران.. النكسة المدوية للعدوان

العميد / عزيز راشد
بالرغم من أن الدفاعات الجوية اليمنية قديمة لم تواكب القدرات العلمية في التكنولوجيا العسكرية وليست محدثة من قبل النظام السابق في التصدي للطائرات الحديثة وبقت على قدراتها المحدودة والمرسومة لها من قبل قوى إقليمية ودولية ووصل الأمر بالإدارة الأمريكية إلى إرسال خبراء عسكريين أمريكيين إلى اليمن عام 2007 – 2008 م بالاتفاق مع النظام السابق على تدمير الدفاعات الجوية باعتبارها خطرا على الطائرات المسيرة الأمريكية مقابل تسليم دفاعات أمريكية بديلة وهذا ما لم يحدث.
بالإضافة إلى أن نظام هادي اتلف عددا كبيرا منها وخصوصا أثناء تواجد ما يسمى لجنة هيكلة الجيش اليمني، وتم استهداف الرادارات في بداية العدوان لكي يخلو الجو اليمني للاستباحة من قبول تحالف العدوان.
لكن قيادة الثورة ممثلة بالسيد عبد الملك الحوثي حث العسكريين في أكثر من خطاب على ضرورة تطوير وابتكار الجيش واللجان دفاعات جوية مناسبة لأن تحالف العدوان يعتمد على القصف الجوي بنسبة كبيرة جداً ، فبادرت قيادات عسكرية وأكاديميين من أنصار الله والجيش واستشعروا المسؤولية واستطاعوا مواكبة العدوان وقاموا بتحديث ما تبقى من أسلحة الدفاع الجوي بخبرات عسكرية محلية حتى توصلت إلى نوعية من صواريخ الدفاعات الجوية التي تم تطويرها وتحديثها وربطها بشبكات تعقب رادارية ، وكهر وبصرية ، وكهرومغناطيسية وأجهزة استشعار ورصد الأجسام الطائرة المتعددة والتعامل معها والعمل على استهدافها بشكل مباشر وإسقاطها.
حيث استطاعت الدفاعات الجوية اليمنية من إسقاط عدد كبير من الطائرات الحربية والعمودية والطائرات المسيرة الحربية وطائرات تجسس عديدة منذ بداية العدوان أهمها : أربع طائرات حربية تابعة لتحالف العدوان ،و حوالي 25 طائرة عمودية متنوعة و خمس طائرات مسيرة قتالية منها 3 طائرات نوع MQ9 و طائرة واحدة نوع MQ1 ،و طائرة واحدة نوع( Wing long) صينية الصنع وهي تشبه مواصفات MQ9 الأمريكية.
ويعتبر هذا الإنجاز العسكري في مجال الدفاعات الجوية تطوراً كبيرا في ظل حصار شامل ويعني ذلك أن الاعتماد على الذات والقدرات المحلية هو كفيل بخروج اليمن إلى مصنع عسكري متقدم في المنطقة كما تحدث قائد الثورة في أحد خطاباته بل وقابل إلى توسيع النطاق والرصد والتعقب حتى الوصول إلى تحييد الطائرات المعادية لدول تحالف العدوان وعندها سوف تكون نكسة عسكرية مدوية وهذا ما نتوقع خصوصا مع وجود الإرادة والقيادة والإصرار على النصر بعون الله.
وإذا تحدثنا عن الطائرات المسيرة فإن دولا متقدمة أقرت بصعوبة استهدافها وهي تعاني منها بشكل كبير ، وهناك دراسات عالمية تؤكد أن اختراع بندقية تتعامل معها بشكل مباشر أوتوماتيكيا وسيلة ناجحة ولكن لهذا الابتكار عيوب لا يسعنا ذكرها.
وهناك دول من دربت نسورا لكي تتعامل معها ولكن هذه الطريقة مكلفة جداً ، والبعض يؤكد التعامل بالطائرات المسيرة لكي تسقطها وهذا حسب اعتقادي غير مجدي.. لان كيان العدو الصهيوني قبل سنوات حاول إسقاط طائرة أيوب التابعة لحزب الله التي أطلق عليها عدد من الصواريخ ولم يستطيع إسقاطها مما اضطر إلى قيامة بإقلاع عدد من الطائرات الحربية واستهدافها بصعوبة.
لكننا اليوم عندما نتحدث عن الدفاعات الجوية اليمنية المطورة فيعني ذلك أن تجارب علمية عديدة أجريت عليها حتى استطعنا تقييم هذا السلاح الرادع لكي يضاف إلى أسلحة الردع الأخرى ، ولعل إسقاط خمس طائرات مسيرة مقاتله وتجسسية من نوع MQ9 و MQ1 و Wing long الصينية تجربة جوية ناجحة.
نستطيع القول بأن الدفاعات الجوية اليمنية أثرت على هذا النوع من الأسلحة و أخرجت طائرات الدرون الأمريكية والصينية من هذا النوع من الخدمة تماماً ، وهذه ضربة قاتلة للمصنع والمصنع معا.
ونقول للإمارات صفقتكم مع كيان العدو الصهيوني جريمة من حيث التطبيع ومخالفة لمؤتمرات القمم العربية في المقاطعة.. أما في مجال الطيران المسير فهو إلى بوار أمام الدفاعات الجوية اليمنية.

قد يعجبك ايضا