عواقب الارتزاق ونهاية المرتزقة

عبدالفتاح علي البنوس
عواقب الارتزاق وخيمة، ونهاية المرتزقة خزي ومذلة ومهانة، نهاية فيها ما فيها من الامتهان والاحتقار، والاستعباد والاستبداد، ومهما قدَّم المرتزقة لأسيادهم من تنازلات، ومهما أسدوا لهم من خدمات، ومهما قدموا من تضحيات ، ومهما تصنَّعوا من مواقف وأصدروا من قرارات ، فإنهم في نظر أسيادهم عبارة عن حثالة وقطيع من الأجراء الذين يعملون بنظام الدفع المسبق ، لا كرامة ولا عزة لهم ، ينظر إليهم نظرة احتقار وازدراء وامتهان ، ومن يشاهد حال مرتزقة السعودية والإمارات يشعر بالخزي نيابة عنهم.. يقبعون في الفنادق قيد الإقامة الجبرية ، لا يغادرون غرفهم وأجنحتهم الفندقية إلا بتوجيهات وضوء أخضر من أسيادهم ، حريتهم مسلوبة ، وكرامتهم منتهكة ، وحريتهم مصادرة ، لا رأي لهم ولا قرار ، حالهم أشبه بالمكفلين لا سلطة عليهم غير سلطة الكفيل ، من في الرياض يسبّحون بحمد مهفوف السعودية محمد بن سلمان ، ومن في الإمارات يقدِّمون كل قرابين الولاء والطاعة للمسخ محمد بن زايد ، وكل ذلك من أجل الظفر بريالات الأول ، ودراهم الثاني ، ومن أجلها باعوا الوطن وتآمروا عليه ، وتحالفوا مع الأعداء ضده ، غير آبهين بنتائج وتداعيات وانعكاسات ذلك على وطنهم وشعبهم.. كل ذلك لم يشفع لهم ، ولم يصنع لهم أي رصيد عند الغازي السعودي والإماراتي وظلت نظرتهم تجاههم كما هي بل زادت احتقارا وإذلالا لهم، حيث كشفت مصادر إعلامية عن تحركات سعودية إماراتية مشتركة بالتنسيق مع السلطات المصرية للقيام بحصر الممتلكات العقارية التابعة للمرتزقة والتي قاموا بتملكها خلال فترة إقامتهم هناك من المبالغ التي تدفعانها لهم لمحاربة أنصار الله (الحوثيين) حد وصفهم والتي قاموا باستغلالها لحساب مصالحهم الشخصية حيث قدرت المصادر قيمة هذه الممتلكات قرابة 5 مليارات دولار تتركز في الجانب العقاري ، وسط تكهنات بذهاب السلطات المصرية إلى تأميم هذه الممتلكات ومصادرة ملكية قيادات المرتزقة لها بناء على طلب السلطات السعودية والإماراتية اللتين بدأتا عمليا مرحلة تصفية حساباتهما مع مرتزقتهما الذين ترى أنهم لم ينفذوا ما طلب منهم من مهام ، وأنهم استغلوا الدعم الممنوح لهم لشراء الفلل والشقق والعمارات في القاهرة والإسكندرية وتركوا مهمة قتال (الحوثيين) حسب زعمهم.. يأتي ذلك في الوقت الذي سبق أن تطرقت وسائل إعلام مصرية ، وأثار ناشطون مصريون على شبكات التواصل الاجتماعي قضية الإقبال الكبير لليمنيين على شراء العمارات والشقق السكنية في القاهرة وهو الأمر الذي تسبب في ارتفاع أسعارها ، وخلق أزمة سكن بات المواطن المصري يعاني منها بشكل غير مسبوق ، حيث باتت القاهرة تعج بآلاف الأسر اليمنية التي تقيم فيها ، والكثير منها قدمت من السعودية هربا من غلاء الأسعار والإجراءات التعسفية والمضايقات التي يتعرضون لها ، بما في ذلك رسوم الإقامة الشهرية التي تتضاعف كل عام كبديل غير معلن للترحيل القسري..
بالمختصر المفيد: هذه الخطوة إن صحت فإنها ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، وهي لا تعدو عن كونها مقدمة لسلسلة خطوات قادمة تتخذها السعودية والإمارات، خصوصا إذا ما اعتبرنا ما يحصل في المحافظات الجنوبية خطوة متقدمة تصب في ذات الاتجاه الإذلالي المهين للمرتزقة، ومما لا شك فيه أننا قد نسمع ونشاهد في قادم الأيام ما هو أشد وأفظع من ذلك، ولا غرابة فهذه هي عواقب الارتزاق، وهذه هي نهاية المرتزقة.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.

قد يعجبك ايضا