قائد الجنجويد يغير مواقفه ويُلوّح باحتمال خروج السودان من تحالف العدوان

حميدتي: القوات السودانية أكثر خسارة من مشاركتها في الحرب التي تقودها السعودية على اليمن

 

 

 

الثورة/
في تطور لافت بالموقف السوداني الرسمي من المشاركة في تحالف الحرب على اليمن ، قال قائد قوات الدعم السريع السودانية، عضو المجلس السيادي، الفريق محمد حمدان دقلو “حميدتي” إن بلاده أكثر الخاسرين من مشاركتها في الحرب التي تقودها السعودية والإمارات على اليمن.
ووفقاً لصحيفة التحرير السودانية، نفى حميدتي وجود أي مصلحة شخصية من وراء بقاء القوات السودانية في اليمن أو تلقيه أموالا مقابل ذلك..
وقال أن مشاركة القوات في اليمن تمت من قبل الدولة في الحكومة السابقة لدعم ما يسمى بالشرعية في اليمن، وسحبها متروك لرأي الشعب والحكومة المقبلة، حد قوله .
“وتابع، إذا رأت الحكومة المُقبلة أنّ المصلحة العامة تقتضي سَحب القوات من اليمن فنحن ليست لدينا مصلحة شخصية من وراء بقائها .
وتأتي هذه التصريحات مختلفة عن المواقف التي كان الجنرال ” حميدتي ” يعلنها ويتباهى بها من قبل ، وآخر تلك المواقف كانت قبل شهرين ، حين أعلن حميدتي ، الذي كان يشغل نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان، أن قوات الخرطوم من أكبر القوات المشاركة في تحالف العدوان الذي تقوده السعودية على اليمن للعام الخامس على التوالي.
وأضاف دقلو في خطاب جماهيري بمنطقة أبرق شرقي الخرطوم بتاريخ 24 يونيو 2019 : “نقاتل مع الإمارات والسعودية، وقواتنا من أكبر القوات المشاركة(في التحالف) إذ يبلغ قوامها ثلاثين ألف جندي.
وبحسب تقارير فإن معظم القوات البرية السودانية في الحرب على اليمن تتبع الفريق أول محمد حمدان دقلو نائب رئيس المجلس العسكري قائد قوات الدعم السريع، الذي أعلن في مايو الماضي، دعم الخرطوم للرياض في العدوان على اليمن واستمرار مشاركة القوات السودانيّة ضمن تحالف العدوان لدعم الشرعيّة المزعومة في اليمن الذي تقوده الرياض.
دعوات لسحب القوات
وكانت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا ، دعت قوى الحرية والتغيير في السودان إلى العمل السريع من أجل سحب القوات السودانية المشاركة في الحرب على اليمن، التي قالت إن عدد عناصرها يُقدر بـ30 ألفا ومنهم أطفال.
وأضافت المنظمة في بيان لها، السبت الماضي ، أن “النظام السوداني منذ عام 2015 جند أطفالا ورجالا مقابل المال للاشتراك في حرب تسببت بأسوأ كارثة إنسانية في العالم، وبالرغم من قيام ثورة في السودان تطالب بالحرية والعدالة فقد أصر المجلس العسكري على بقاء هذه القوات”.
وعبرت المنظمة عن استنكارها الشديد لأن الاتفاق المبرم بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري لم يتضمن أي بنود بسحب القوات السودانية من اليمن رغم التقارير التي تتحدث عن جرائم حرب ارتكبتها هذه القوات بحق الشعب اليمني.
وبينت المنظمة أنه من غير المعقول أن تسعى ثورة إلى حكم مدني وديمقراطي في موطنها بنزع صلاحيات الحكم من الجيش بينما تشارك قوات عسكرية من هذا البلد في السيطرة على مقدرات شعب آخر وتنكل به.
وأشارت المنظمة إلى أن سبب هذا الانحراف هو تركيز قوى الثورة على الشأن الداخلي السوداني دون الاهتمام بأنشطة وعلاقات المجلس العسكري مع بعض الدول التي تقمع شعوبها ولعبت دورا في إجهاض ثورات الربيع العربي وحاولت وأد الثورة السودانية.
وأكدت المنظمة أنه منذ اللحظة التي توقع فيها قوى الثورة على الاتفاق مع المجلس العسكري فلن تقتصر مسؤولية الجرائم التي ترتكبها هذه القوات على المسؤولين في الجيش إنما أيضا على المدنيين المشاركين في إدارة البلاد بموجب الاتفاق كون الجرائم المرتكبة ذات طابع مستمر، وفق البيان.
البشير يعترف بتلقي 91 مليون دولار من السعودية والإمارات
وفي حين حاول الجنرال محمد حمدان دقلو ” حميدتي ” نفي أي مصالح شخصية له من وراء مشاركة آلاف الجنود السودانيين في الحرب على اليمن ، وألقى باللائمة على الحكومة السابقة والرئيس البشير ، كشف المحقق في قضية اتهام الرئيس السوداني السابق عمر البشير، عن اعتراف البشير عن مصدر جزء كبير من الأموال التي عثر عليها في منزله، إذ أقر باستلامه 90 مليون دولار من السعودية ومليون دولار من الإمارات، بحسب “الوكالة الألمانية”. وحضر البشير، الاثنين الماضي ، محاكمته، للمرة الأولى. ويواجه اتهامات تتعلق بحيازة المال الأجنبي واستلام هدايا بصورة غير رسمية..
وذكر المحقق أن البشير أقر باستلامه مبلغ 25 مليون دولار من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، و65 مليون دولار من الملك السعودي الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، كما أقر أيضا باستلامه مليون دولار من الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.ولم يحدد المحقق فترة زمنية دقيقة لاستلام البشير للأموال المذكورة، مكتفيا بالإشارة إلى أن الأموال التي وجدت بحوزة البشير هي ما تبقى من المبلغ الذي استلمه من محمد بن سلمان، أي بقية الـ25 مليون دولار.
وكانت تمت الإطاحة بالبشير في 11 أبريل الماضي بعد أشهر من الاحتجاجات الواسعة، وتبين حيازة البشير75 عاماً على كميات كبيرة من النقد المحلي والأجنبي وكذلك أصول أخرى دون مسوغات قانونية .
تجدر الإشارة إلى أن الجنرال حميدتي الذي يشغل حاليا عضو المجلس السيادي في السودان ، وبحسب الكثير من التقارير الإخبارية ، يعد أكثر القيادات العسكرية السودانية ارتباطا بالقوات السودانية المشاركة في الحرب على اليمن ، إذ تتشكل معظم هذه القوات من وحدات ” الدعم السريع ” التابع له ، كما تتضمن العديد من المرتزقة الأفارقة الذين يجلبون إلى السودان ومنها إلى اليمن بتنسيق سوداني مع دول العدوان على اليمن . .

قد يعجبك ايضا