أعراض صحية ونفسية وفقدان المهارات الحياتية: تعرض الأطفال للشاشات الذكية.. الخطر المعاصر

ألم الرأس والصداع وتشويش في العينين والنسيان وعدم التركيز أهم المشاكل الصحية لاستخدام الشاشة الذكية

> مختصون: يجب عدم السماح للأطفال باستخدام الجوال وإبقاؤه بعيدا عن الجسم خاصة أثناء النوم

الأسرة / خاص
عام دراسي جديد يأتي بعد عيدين متتالين ومتطلبات لم تنته إلى جانب الحالة الاقتصادية السيئة التي يمر بها أولياء الأمور جراء الحصار الجائر وتأزم الحالة الاقتصادية.
عام دراسي يعني بداية متطلبات دراسية لا تنتهي، كتب وزي مدرسي وحقائب مدرسية والقائمة تطول، هذا القلق الجديد وهمومه كذلك المعالجات الاقتصادية والنفسية والاجتماعية وغيرها من التفاصيل نتعرف عليها من خلال هذا التحقيق:

محمد البالغ 12 عاما يعاني من صداع وألم في الرأس وتشويش في العينين اصطحبه والده الى الطبيب الذي شخص حالته بضعف البصر ومشاكل في الرؤية وأن حالته الصحية ليست على ما يرام اذا ما استمر لساعات طويلة أمام شاشة تلفونه.
محمد لم يعان من مشاكل صحية فقط بل من مشاكل نفسية ونسيان لكل شيء وعدم تركيز وضعف التحصيل الدراسي الأمر الذي جعل والديه في قلق كبير على حالته الصحية ومستقبله في ظل تعلقه بالانترنت وشاشات اللمس.
فيما يرى فؤاد القدسي أنه من الصعب جدا التعامل مع الأطفال والمراهقين في ظل وجود الشاشات الذكية ويقول فؤاد : حرمت أولادي الثلاثة من تلفوناتهم وأخرجت الكمبيوتر من المنزل وأغلقت التلفزيون حرصا مني عليهم وعلى صحتهم لكن ذلك جاء بنتائج عكسية فقد أصابتهم حالة غريبة من العزلة وكل منهم إما نائم أو فضل البقاء بمفرده وأصابتهم حالة من اليأس الشديد ما دفعني إلى إرجاع التلفونات بعد قطعهم لي وعداً بأن لا يستخدموه اكثر من اللازم ومازلت أعجز عن التعامل معهم وكيف أحد من استخدامهم له.
مشاكل نفسية
يرى باحثون أن الأطفال دون سن 18 عامًا، الذين يقضون ساعة أو أكثر يوميًا أمام شاشات الهواتف الذكية وغيرها من الأجهزة، يمكن أن يعانوا من مشاكل نفسية.
ولاحظ العلماء، أنه “حتى ساعة واحدة في اليوم تكفي لتؤدي إلى تدهور الحالة النفسية للطفل، بجانب مشاكل في الحد من حب الاستطلاع وضبط النفس والاستقرار العاطفي والتشتت كذلك مشاكل في التواصل مع أقرانهم”.
وأكد الباحثون بأن “الأطفال من عمر 14 إلى 17 عامًا” الذين يقضون وقتاً أمام الشاشات لمدة سبع ساعات أو أكثر، يؤدي إلى الاكتئاب والقلق من نفس الفئة العمرية من الذين يقضون أمام الشاشات ساعة واحدة يوميًا”.
تحذيرات
دعت منظمة الصحة العالمية في بيان لها، إلى عدم تعرض الأطفال دون سن العامين لأي شاشات رقمية نهائيا، كتلك التي لدى الحواسيب والهواتف النقالة وغيرها.
وأوضحت أن تعرض الأطفال دون سن العامين للشاشات الرقمية التابعة لجميع أنواع الأجهزة الإلكترونية، قد يتسبب بمشاكل صحية في مراحل لاحقة من عمرهم استناداً إلى الأبحاث التي أجرتها في هذا الصدد ،مشيرة إلى أن ترك الأطفال أمام الشاشات في تلك السن يكسبهم الميول إلى الخمول في مراحل تالية، ومن ثم تزداد فرص إصابتهم بالسمنة والأمراض المرتبطة بها.
وقالت: إنّ الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عامين وأربعة لا يجب أن يتجاوز تعرضهم لتلك الشاشات ساعة واحدة يوميا، مشدّدة على أن “تحسين النشاط البدني، وضمان النوم الجيد للأطفال، سيحسن صحتهم البدنية والعقلية.
وعندما يترك طفل لمدة خمس أو ست ساعات أمام شاشة اللوحة الذكية، فليس هو المريض في هذه الحالة، بل والداه لذلك وجب توعيتهما لكي يتعلما طرقا أخرى للعناية بأطفالهم.
آثار خطيرة
تشير الدراسات إلى أن مستخدمي الهاتف بكثرة يصابون بأورام غير خبيثة في الأذن والمخ وأيضا الصداع واضطرابات النوم والأضرار تزيد بالنسبة للأطفال والمراهقين، لأن الموجات الكهرومغناطيسية تتوغل أكثر برؤوسهم، مما يجعلهم أكثر تضررا مقارنة بالبالغين.
وتقول الدراسة “إن استخدام الأطفال للجوال يشكل اضطرابات نفسية وتأثيرا في الشخصية كالرهاب الاجتماعي وتدني مفهوم الذات، والتوحد في حال سمحنا للأطفال بالاستقلال باستخدامه”.
إضافة إلى حالة الإدمان التي تعطل كل قدراته وتفقده مهارات الحياة الأساسية وأولها التعامل مع مشكلاته وأيضا الاتكالية، وعدم الاعتماد على الذات وضعف التواصل وقلة التركيز والتشتت الذهني”.
ويوصي المختصون الأهل بعدم السماح للأطفال دون 8 سنوات باستخدامه وإبقاء الجوال بعيدا عن الجسم، لأن الهواتف الذكية يجب إبعادها عن مكان النوم، لكي لا يتسبب لهم بمشكلات صحية ونفسية وشخصية خطيرة ويشتت قدرتهم التحصيلية.
وتؤكد الدكتورة نورا القاسمي اخصائية عيون أن الهواتف النقالة تسبب الاصابة بقصر النظر وان بقاء الأطفال أو المراهقين امام الشاشات وكثرة استخدامها تؤثر على صحتهم وعادة ما يعانون من الصداع المستمر بسبب إجهاد العين ويتحول جهد العين الى قصر نظر وأن الأمراض العينية المرافقة لكثرة استخدام الهواتف الذكية وهي احمرار العينين والتهاب في العيين وجفاف في العينين واضطرابات في الرؤية، وضعف عضلات العينين، وظهور هالات سوداء تحت العين وحدوث انتفاخ تحت العين أيضا.
ويقول المختصون “الطفل لا يعي مصلحته وهنا يأتي دور الأهل في إرشاده وتوجيهه في كيفية استخدام هذا الهاتف وتحديد أوقات لذلك، فعادة يتحول جهد العين إلى قصر نظر خصوصا إذا كان الطفل لديه قابلية من أحد والديه، فموضوع قصر النظر مرتبط بالجينات في المقام الأول، وعليه فإن كثرة متابعة هذه الأجهزة والتمعن بها يؤثر على العين بالسلب على المدى الطويل، كما أنه يتسبب في إجهادها على المدى القصير”.
ويضيفون “كما أن هناك أطفالا لديهم ضعف عام، وبالتالي معرضون للإصابة بقصر النظر أيضا، وإذا كان الطفل لديه قصر نظر فإن حالته ستزداد مع كثرة استخدام الموبايل”.
وعادة ما تكون شاشة الأجهزة الخلوية ساطعة جدا مما يتعب عضلات العين كما أن الموبايل مصمم للاستعمال بشكل قريب جدا من العين، وعندما يقرأ الإنسان أو يكتب فإنه يجب أن يكون بعيدا عن الشاشة مسافة معينة، مما يؤدي إلى ضعف في القدرة البصرية وهذا الأمر خطير جدا على الأطفال ويؤدي إلى مشاكل بصرية قد ترافق الطفل طوال عمره.
وفقاً لإرشادات لأطباء الأطفال فإن الأطفال بعمر 2 إلى 5 سنوات يجب ألا يقضوا مدة تزيد عن ساعة في اليوم في مشاهدة التلفاز أو استخدام الحاسوب اللوحي وغيرها من وسائط الإعلام الرقمية، وأما بالنسبة للأطفال الأصغر سناً فيجب أن يلغى الوقت الذي يقضونه أمام الشاشة نهائياً.
وفي حين أنه من الواجب على الأهل أن يحدوا من الوقت الذي يقضيه أولادهم الصغار أمام الشاشة، ولكن ليس عليهم حرمانهم منها بالمطلق فالمهم أثناء استعمال وسائط الإعلام الرقمية هو تفاعل الأهل مع الأطفال مما يساعدهم على استيعاب ما يشاهدونه على الشاشة وتطبيقه حولهم على أرض الواقع.
وعلى الوالدين أيضاً أن يحدا من وقت استخدامهما للشاشة لأن الأبحاث وجدت أن استخدام الهواتف الذكية بحضور الأولاد مرتبط بازدياد منسوب التوتر لديهم، وقلة تفاعلهم مع الوالدين.

قد يعجبك ايضا