أحداث عدن.. الفصل الأخير من المسرحية الهزلية لدول العدوان

محمد عبدالمؤمن الشامي

شهدت محافظة عدن على مدار الأيام القليلة الماضية، معارك عنيفة بين ما يسمى قوات المجلس الانتقالي المدعوم من الاحتلال الإماراتي، وقوات الحماية الرئاسية الموالية للفار هادي المدعومة من قبل الاحتلال السعودي خلّفت عشرات القتلى والجرحى من المدنيين، الأمر الذي يؤكد حقيقة ان الهدف الأول من هذا العدوان هو تمزيق اليمن وتفتيته، حيث اصبحت محافظة عدن مدينة للأشباح، وهذا ما يريده تحالف العدوان السعودية والإمارات وأمريكا ومن دار في فلكها، ليس لمحافظة عدن فحسب بل لجميع محافظات ومدن بلادنا، فبعد أن فشل مخطط دول العدوان في تجزئة اليمن باسم الأقاليم عبر عبد ربه منصور هادي الذي قدم استقالته في يناير 2015م، شنت طائرات دول العدوان السعودي الاماراتي الأمريكي غاراتها الجوية على العاصمة صنعاء وأعلنت السعودية من واشنطن بدء العدوان على اليمن تحت مسمّى (عاصفة الحزم) بتاريخ 25 مارس 2015م، ومنذ اللحظات الأولى للعدوان عمد إلى استهداف المحافظات الشمالية والجنوبية مستهدفاً المدنيين قتلاً وتدميراً مستمراً طال البشر والشجر والطير والحجر، على مرأى ومسمع المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية والعربية والإسلامية حصاراً شاملاً براً وبحراً وجواً إلى اليوم .
اليوم نحن في العام الخامس من العدوان وبالصمود الأسطوري الذي سطّره اليمنيون جيشاً ولجاناً شعبية تم إفشال كل المخططات والمؤامرات والمشاريع الهادفة إلى تشطير اليمن، وتقسيمه ليس فقط إلى شمال وجنوب فحسب بل إلى أقاليم ودويلات، فاليمن واحد موحد كالرجل الواحد إلى الأبد شعب عظيم يصنع المعجزات، أن الوحدة اليمنية لها قيمة خاصة في قلوب كل اليمنيين، ويدرك كل اليمنيين جيداً أن التحديات والمخاطر على الوحدة هي من دول العدوان التي تستهدف وحدة اليمن وهويته الوطنية.
لذلك يجب أن يعي كافة أبناء الشعب اليمني في الشمال والجنوب، في الغرب والشرق، في الداخل والخارج، من المهرة الى صعدة، أن الوحدة الوطنية هي المستهدف الأول من قبل دول العدوان .. فالعدوان لا يفرق بين شمال وجنوب أو غرب وشرق، لا يفرق بين البشر والحجر ولا بين الماضي والحاضر، المستهدف هو اليمن أرضه وإنسانه ومقوماته وأمنه ووحدته واستقراره، وهذا ما يجب أن يدركه اليمنيون بما في ذلك الأحزاب والمكونات السياسية والناشطين السياسيين وممثلي منظمات المجتمع المدني وكل شرائح وأطياف المجتمع اليمني شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً.

قد يعجبك ايضا