أكاديميون وكتاب ورجال دين يدعون إلى وضع استراتيجية ثقافية ونهضة تنموية لمحاربة الإرهاب

العـــودي: التنمية المدخل الرئيسي لاستئصال جذور الإرهاب

المتوكل: غياب العدل يدفع الناس إلى العنف

الشــجاع: لا بد من سند شعبي لمواجهة الإرهاب

طــــاهـــر: مطلوب معالجة أسباب انتشار هذا الوباء

الاشموري: مواجهة الإرهاب قضية الشعب والمجتمع

جبــــــــري: ندعو إلى نشر ثقافة الوسطية والاعتدال

الإرهاب آفة خطيرة ما إن يحل في وطن أو أمة إلا وأنهكها وجلب لها الويلات والكوارث.
اليمن واحدة من الدول التي تتعرض لهجمة إرهابية شرسة في وقت تحاول اليمن لملمة جراحها والتأسيس لمستقبلها:
الإرهاب يتعارض مع أحلام اليمنيين في السلام والعدالة والاستقرار.. ومع حلم بناء الدولة المدنية الحديثة والذين ناضلوا من اجلها منذ نصف قرن.. وتطلعوا إلى نشر الوسطية والاعتدال ونبذ العنف والتطرف والإرهاب..
“القاعدة” والمنظمات الإرهابية لا تزال تشكل خطراٍ كبيراٍ على اليمن وكبدتها خسائر مادية وبشرية كبيرة.
إن الدولة قد وجهت ضربات موجعة للعديد من العناصر القيادية لتنظيم القاعدة إلا أن الخطر لا يزال قائماٍ..
عدد من الأكاديميين والكتاب أكدوا على أهمية تفعيل وتوحيد الخطاب الديني ووضع إستراتيجية ثقافية متكاملة وشاملة لتشكيل رأي عام وطني للحد من خطر التنظيمات الإرهابية..

جهود مشروعة
الدكتور حمود صالح العودي أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء يقول: إن الإرهاب من أهم القضايا الماثلة في المشهد السياسي والوطني والأمني الهام في اليمن وغير اليمن..
ويضيف: قضية الإرهاب بشكل عام وما يْعرف باسم القاعدة على وجه الخصوص ومن منطلق اهتمامي واختصاصي بجانب اجتماعي بالدرجة الأولى أستطيع القول بأن هذه الظاهرة المحلية والإقليمية والدولية هي من اكبر الأخطار المهددة للأمن والاستقرار المحلي والإقليمي والدولي أيضا.. ومن اعقد المخاطر التي يصعب التعامل معها بالنظر إلى أنها تتركز على أبعاد عقائدية بحتة وبالتالي فإن كل الجهود التي تبذل لمواجهة هذا الخطر هي جهود مشروعة على كل المستويات ولا خلاف في ذلك وضمن الإجماع المحلي الدولي.
ويشير الى عدم تعريف الإرهاب بشكل موضوعي وعلمي دقيق بحيث يمكن أن نميز بين ما هو إرهاب وما هو حق في الدفاع عن النفس أو الحق المدني والوطني فكثيراٍ ما يتم طبقاٍ لهذا الفهم غير المحدد للإرهاب إسقاط الكثير من مظاهر السلوك والتصرفات السياسية والاجتماعية والعسكرية بين أطراف الصراعات المختلفة باعتبارها إرهابا.. فكل من يختلف مع طرف آخر لا يتردد في أن يصبغ عليه مفهوم الإرهاب لمجرد انه يعارضه في الرأي أو الموقف أو ينازعه حقاٍ أو سلطة بحق أو بدون حق.
ثانياٍ: لا بد من البحث عن الأسباب الموضوعية المباشرة وغير المباشرة لبروز هذه الظاهرة وتمددها الإقليمي والدولي فالمعروف أن الجذور التاريخية قد بدأت في الثمانينيات من القرن الماضي في إطار الصراع الذي دار في أفغانستان بين طرفي الصراع الدولي (الاتحاد السوفيتي وقتها من جهة والمعسكر الغربي من جهة أخرى) وقد استخدم الكثير من شباب العالم العربي والإسلامي في عملية الصراع المباشر في أفغانستان وتدخلت في تنظيمه وتوليه دول إقليمية ومن ورائها دفع وتشجيع غربي بدرجة رئيسية بحجة مواجهة الشيوعية التي تتناقض مع الإسلام في نظرهم ودارت معركة الصراع في أفغانستان على هذا الأساس وتمت التعبئة لكل الأفكار المتطرفة من طالبان والقاعدة وغيرها استناداٍ إلى هذه البداية..
وبعد أن حسمت الحرب في أفغانستان لصالح المعسكر الغربي كان هناك عشرات الآلاف من هؤلاء الشباب داخل وخارج أفغانستان والوطن العربي الذين لم يعد لهم مهمة جديدة يؤدونها بنفس الفكر ونفس الطريقة.
بينما هم في أعماقهم كانوا وما يزالون يعتقدون بأنهم يقومون بأعمال مقدسة لخدمة الإسلام والمسلمين وحينما تنكرت لهم النظم السياسة الإقليمية والدولية وجد هؤلاء الشباب انفسهم في موقف من فرضت عليه الخديعة ومن لم يعد له مفر من أن يواجه كل من يخالفه في الرأي أو الموقف أو السلوك بكل الوسائل وأولها العنف.. ومن هنا جاءت المشكلة خصوصاٍ مع عدم حل مشاكلهم وإعادة تأهيلهم وتوفير فرص الحياة الطبيعية والمنطقية أمامهم.
وكذلك إن المناخ السياسي العام في الإطار الإقليمي عربياٍ وإسلاميا بل ودولياٍ قد شهد مع بداية الألفية درجات حادة من الصراعات والحروب والفقر والتخلف وهذه الأسر تضيق أمامها اليوم كل فرص الحياة المتعلقة بالحقوق الاجتماعية والمدنية والمعيشية الأمر الذي دفع بهم إلى أن يجدوا في هذا المناخ المتعصب والمتطرف باسم الدين وباسم الإسلام بيئة بديلة يحققون من خلالها ذواتهم ومكانتهم باعتبارهم مجاهدين في سبيل الله ومقاومين لأشكال الظلم والكفر كما يدعون على مستوى أوطانهم الإقليمية والدولية..
ويضيف: لا بد أن تعمل كل النظم السياسية المحلية والدولية على استئصال جذور هذه المشكلة عن طريق الاهتمام ببرامج التنمية والتطوير الاجتماعي الكفيل بالحد من الفقر والقضاء على البطالة وتوفير فرص الحياة الكريمة وتحقيق العدالة الاجتماعية لأن مثل هذه الإجراءات ليس من شأنها أن تغير أوضاع مثل هذه الجماعات لتعيدها إلى مسار السياق الاجتماعي السوي والاندماج في المجتمع فحسب بل إن ذلك هو حق من حقوق هذه الشعوب والمجتمعات بشكل عام أن تعيش في إطار من المواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية وفرص العيش الآمنة والكريمة لأن هذه المعركة هي المعركة الحقيقية لكل مشكلة أو ظاهرة الإرهاب…
وبدون أن يمنع ذلك من العمل على مواجهة أشكال العنف والإرهاب غير المشروع الذي يصدر عن مثل هذه الجماعات بكل الوسائل الممكنة بما في ذلك الوسائل الأمنية وحسب الرأي العام وتبصيره بمخاطر هذه الجماعات وجعله يشكل ظهيراٍ دولياٍ لأجهزة الأمن والقضاء في مواجهة هذا الخطر.. بل وحماية أنفسهم وأبنائهم منه.. وهذا هو ما يمكن التعامل به مع هذه الظاهرة وعدم الاقتصار على البعد الأمني فقط.. لأن هؤلاء الناس هم في الأصل ضحايانا بالأمس كما أصبحنا ضحاياهم اليوم ولن يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم..
غياب الدولة
الدكتور محمد عبدالملك المتوكل الأديب والكاتب السياسي يقول انه لا توجد الدولة المدنية الديمقراطية العادلة لأنه في حال توفر ذلك تكون هناك أي عناصر تمارس العنف أو تخرج من سيادة القانون والدستور. وإذا وجدت فالدولة قادرة على وضع حد لها..
ويضيف: يجب أولا أن تكسب الدولة الشعب لأنه القادر على حماية نفسه ومجتمعه وبدون العدل لن يتم شيء وكما قيل عن عمر ابن الخطاب أمير المؤمنين عندما قيل له: حكمت فعدلت فأمنت فنمت..
ويعتقد الدكتور المتوكل بأنه يجب لبناء الدولة المتماسكة الاتفاق على أسس بناء القوات المسلحة والاتفاق أين تتموضع وكيف يمكن اختيارها لتشمل كل مناطق اليمن بمعايير واضحة ومحددة وفصلها عن كل القوى السياسية والأحزاب لتصبح جيشاٍ لليمن وأن يكون لدينا القضاء المستقل العادل والذي بدونه تعيش البلد في وحشة والشيء الآخر تصحيح أوضاع الدستور وسيادة القانون ثم الاتفاق على انتخابات حرة ونزيهة وعادلة ومتكافئة وبهذه الإجراءات يتم إنشاء الدولة المدنية التي تحرر اليمن من كل مشاكلها..
ويرى الدكتور المتوكل أن أعضاء مؤتمر الحوار يجب أن يشغلوا أنفسهم بالإعداد لبناء الدولة المدنية الديمقراطية العادلة..
حماية شعبية
من جانبه يري الدكتور عادل الشجاع أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء أن تنظيم القاعدة والمنظمات الإرهابية تنشط دوماٍ في البلدان التي يوجد بها اختلالات داخل الأجهزة الأمنية ويقع على عاتق الأجهزة الأمنية دور كبير في مواجهة هذه التنظيمات خاصة أنها أصبحت في اليمن لا تعتمد على التنظيم الهرمي الذي يسهل تفكيكها ولكنها تعتمد على التنظيم العنقودي الذي يعتمد على تنظيم الجماعات الصغرى هنا وهناك ولا يمكن مواجهة التنظيمات الإرهابية بالطرق الأمنية فقط وإنما ينبغي أن يكون هناك حماية شعبية وللأسف الشديد كثير من مناطق القبائل يتم التأثير عليها من قبل هذه الجماعات تحت مبرر الدفاع عن الدين الإسلامي من قبل الهجمة الشرسة من قبل الغرب..
استراتيجية ثقافية
ويشير الدكتور الشجاع إلى أن اليمن لا تزال عضواٍ في النظام الدولي والذي اتفق على مواجهة التطرف والإرهاب وكانت اليمن قد خطت خطوات متقدمة ما قبل 2011م ووجهت الأجهزة الأمنية ضربات موجعة سميت هذه المواجهة حينها بين الأجهزة الأمنية اليمنية والمنظمات الإرهابية بأنها مواجهات كسر العظم ولكن بعد العام 2011م حصلت اختلالات أمنية ليس في اليمن فحسب وإنما في المنطقة العربية بشكل عام وتسللت الكثير من العناصر الإرهابية إلى اليمن واستطاعت أن تعيد نشاطها وتنظيم صفوفها من جديد. فلا يوجد تعاضد أو تعاون شعبي مع الجهات الأمنية لمواجهة الإرهاب لأن الجماعات الإرهابية تعيش دوماٍ في الظلام وإذا لم تجد مساندة شعبية لا يمكن لها أن تعيش في أي منطقة من المناطق.
ويضيف: نحن نلاحظ أن العمليات الإرهابية قد حرمت اليمن من ملايين الدولارات التي كانت تدخل عن طريق السياحة والتي كانت ترفد خزينة الدولة بما نسبته 40% تقريباٍ إضافة إلى ذلك أصبحت اليمن من الدول الخطرة فقد ارتفعت تكلفة بوليصات التأمين البحرية بشكل كبير أيضا.. وتنظيم القاعدة كما هو معروف تنظيم دولي لا يمكن لأي بلد في العالم مهما كانت قوته أن يواجه هذا التنظيم بمفرده لذلك لابد أن تكون اليمن مع بقية شركاء النظام الدولي في مواجهة هذا التنظيم..
داء وبيل
بينما يرى المحلل والمفكر السياسي الأستاذ عبدالباري طاهر بأن الإرهاب داء وبيل ينتشر كأي وباء وينتشر في البيئة الملائمة لانتشار هذا الوباء فلا بد قبل مواجهة الإرهاب والمنظمات الإرهابية بالإجراءات الأمنية أو بالقوات المسلحة أن نعالج الخلل والأسباب الأساسية لانتشار هذا الوباء ولا شك أن الفقر وعدم استقرار الحياة المعيشية والبطالة والأمية بمعنييها الأبجدي والمعرفي من الأسباب الأساسية لانتشار الوباء وتأتي أيضا التربية والمناهج التعليمية التي تعلم أو تدرس العصبيات الجاهلية وتعلم الناشئة التكفير والتخوين والتفسيق والتأثيم أيضا أسباب جوهرية إذا ما قرأنا مناهج التربية والتعليم في اليمن من دور الحضانة وحتى ما بعد الجامعة فسنلاحظ أن هذه المناهج معبأة بالتكفير والتخوين وتجرم الرأي المخالف وجميع الملل والنحل ما عدا الفرقة الناجية وسنلاحظ أيضا أن خطاب المسجد بعموم مساجد اليمن يعض بالويل والثبور ويجعل الحرام هو الأصل والحلال هو الاستثناء ويكفر ويؤثم المخالف..
أيضاِ الخطاب الرسمي هو الآخر لا يخلو من التخوين والتكفير فهناك قسوة في الحياة بسبب الفقر والجهل والأمراض المتفشية وهناك نظم تعليم أيضا كلها تدفع الناس إلى مزيد من التعصب والتشدد ورفض التسامح..
وأشار الأستاذ عبدالباري طاهر إلى انه لا شك أن التركيبة القبلية بأفقها الضيق وعصاباتها تسهم في تفشي هذا الداء فنحن أمام تركيبة مجتمعية تستند إلى القبيلة والى العصبيات الطائفية وتغرس الفتن والحروب التي هي البيئة الأكثر ملاءمة للإرهاب.. ولو نستقرئ الأوضاع في اليمن وفي الصومال والمملكة العربية السعودية والأفغان والباكستان لرأينا أن هذه البيئات أكثر ملاءمة لإنتاج هذا الوباء. فلكي نكافح هذا الخطر لا بد من إصلاح المناهج وخطاب المسجد ومعالجة العصبيات القبلية والجاهلية وخلق بيئة متفتحة ومتسامحة وعقلانية في حياتنا العامة.. أما أن نكتفي بالطائرة بدون طيار أو بالقوات المسلحة والأمن فلن نستطيع معالجة هذا الداء.. ولن تكون المعالجة إلا بإصلاح معيشة الناس وأمنهم وسلامهم وضمائرهم العقلية والروحية والتي أساسها المعرفة والعلم..
ودعا طاهر إلى تغيير جذري في خطاب المسجد وخطاب الأحزاب كلها وخطاب الإعلام والتركيز على ما ينفع الناس وعلى نشر مبادئ العدل والحرية والتسامح التي هي جوهر الديانات كلها وبالأخص في الدين الإسلامي الحنيف.. فاليمن ضحية لأطراف دولية في الصراع الدولي الذي جند هؤلاء الشباب الأغرار ثم قذف بهم إلى الكوارث فهم في نهاية المطاف ضحايا وجلادين في نفس الوقت.
الأستاذ مطهر الاشموري يؤكد من جانبه أن مصلحة اليمن كحاضر ومستقبل هي في مواجهة الإرهاب لأن الحرب ضد الإرهاب هي قضية الشعب والمجتمع.
وأن لا تكون هناك أي خلافات أو صراعات داخلية من شأنها التأثير على الواقع الوطني من الحرب ضد الإرهاب أو على الرأي العام والمساندة الشعبية المجتمعية للحرب ضد الإرهاب قياساٍ بقراءات وتقدير أو ترتيب اليمن في وضع وتموضع الإرهاب في واقعها حتى احداث سبتمبر 2001م.
ويرى أن الحرب ضد الإرهاب في اليمن نجاحاتها فوق ما نسمعه أو نتابعه كإنجازات وبالتالي فإنه بقدر ما ينظر أو يتعامل مع وضع الوفاق وتموضع الشراكة من مناح صراعية أو وجوه سلبية فإنه بمقدورنا الارتكاز والتركيز على ما هو مفيد وايجابي كتصعيد للحرب ضد الإرهاب مسانداٍ ومسنوداٍ شعبياٍ ومجتمعياٍ كرأي عام.
ويضيف: إن السير نحو دولة النظام والقانون وطموح الدولة المدنية الحديثة مرهون بمقدار نجاحنا في الحرب ضد الإرهاب ونحس بتنامي هذا النجاح حتى الوصول إلى حل لها أو تجاوزها حتى وإن ظل منها ما هو في السياق الطبيعي كحد أدنى يظل يواجه في إطار الظروف والاوضاع الطبيعية.
ويخلص الاشموري إلى القول أن مواجهة الإرهاب والحرب ضده باتت خياراٍ وطنياٍ فوق القياسات والمقاييس الصراعية وتفصيلها لهذه المقاييس أو بها وذلك ما يفرض على كل الأطراف أن تعيه وأن تقدر المسؤولية النوعية والاستثنائية في تاريخ وحياة الأوطان.
“الإسلام” دين محبة وسلام
الشيخ/ جبري إبراهيم حسن مدير عام الوعظ والإرشاد بوزارة الأوقاف والإرشاد يقول بأن الدين الإسلامي دين محبة وسلام وأخوة ووئام ولا يرتضي أي نوع من أنواع الإجرام ولذا حرم قتل الأنفس بجميع أنواعها المؤمن والكافر والبر الفاجر وحتى الحيوان وأوجب على من يفعل ذلك النار وهناك الكثير من الادلة من القرآن والسنة على حرمة ذلك.
“الإرهاب” قتل الأبرياء
ويضيف مدير عام الوعظ والإرشاد أنه لا شك أن العمليات الإرهابية تقتل الأبرياء وتقضي على الأطفال والنساء ولها تأثيراتها السلبية على الأمن والاستقرار وعلى اقتصاد البلد.. ولا شك أيضا أنها تعطي صورة سيئة عن الإسلام والإسلام بريء من ذلك.. والواجب على خطباء المساجد والدعاة أن يبينوا للناس وأن يوضحوا هذا الدين وأن يمسحوا عن الدين ما علق به من آثار هؤلاء الناس وأن يبينوا موقف الدين منهم خاصة وأن الأدلة واضحة ناصعة.. هذا واجبهم والله يقول { وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه} وقال تعالى {إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعدما بيناه للناس أولئك الذين يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون} وأن يحذروا المجتمع من خطورة انتشار هذه الآفة في أوساطهم.. ولا شك أن الإرهاب والتطرف يؤثران على أمن واستقرار البلاد ويثيراٍ الفتن والمشاكل بين الناس ويهددان اقتصاد البلاد.. ولاشك أن لوزارة الأوقاف والإرشاد قوافل من العلماء إلى جميع محافظات الجمهورية كافة لمحاربة التطرف ولنشر الخير والمحبة والعدالة والوفاق وتبصير الناس وكذلك تقوم بإصدار التعاميم على خطباء الجمهورية ليتناولوا في خطبهم جميع القضايا الوطنية..
قوافل من العلماء
ويستطرد القاضي جبري قائلاٍ: نحن بحاجة إلى نشر الثقافة الدينية الوسطية والاعتدال في أوساط المجتمع جميعاٍ والحاجة إلى الأربطة الدينية المدارس الدينية التي تصقل النفوس وتزكيها وتطهرها من كل الأدناس وتملأها بحب الله ورسوله وحب الوطن والدفاع عنه.. والحاجة أيضاٍ إلى علماء ربانيين يكون همهم إرضاء الله تعالى ونشر الخير في الوطن كله.. وتعزيز دور المؤسسات التربوية والتعليمية في المدارس والجامعات والمعاهد للوصول إلى منهج تربوي ينشر في أوساطهم الوسطية والاعتدال وحب الله تعالى وحب الوطن والاندفاع إلى عمل الخير ومحاربة الشر وأهمية تفعيل دور الأندية ودور الشباب التي تصقل عقول الشباب وتنور طريقهم وتشغل فراغهم وتزرع فيهم حب الله ثم حب الوطن.. وأيضا تحتاج إلى جهة رقابية وإشرافية لتفادي كل السلبيات ولنزيد من الايجابيات ولنحمي البلاد من الشر قبل وقوعه..
“الإرهاب” شوه الإسلام
ويفيد خطيب الجامع الكبير بالروضة حسين احمد السراجي بأن القاعدة والمنظمات الإرهابية وباء أصاب الأمة الإسلامية في مقتل زعزع أمنها واستقرارها وفكك نسيجها الاجتماعي وقضى على معالم التسامح والتعايش بين أفرادها ولم يحقق للإسلام شيئاٍ مما يزعم باستثناء انه شوه صورة الإسلام الناصعة .
ويؤكد خطيب الجامع الكبير في الروضة بأن الإرهاب في اليمن يمثل العقبة الكبرى أمام مسيرة التنمية والبناء حيث دمر السياحة وهدد الاقتصاد الوطني الأمر الذي ينافي مصالح البلاد والعباد كما اقتضتها الشريعة الإسلامية الغراء.. والمطلوب إيجاد منظومة عمل متكاملة تبدأ بالمجهود الرسمي حكومياٍ وإعلاميا بكافة وسائله بالتناسق والتناغم مع الدور العلماني للمرجعيات وخطباء المساجد وحتى منظمات المجتمع المدني لإيجاد رؤى فاعلة مجتمعياٍ تقوم بدورها في توعية كافة أبناء وشرائح المجتمع ولا يفوتني أيضا التأكيد على دور النخب السياسية والثقافية والأكاديمية في إقامة الدور المفترض من الجميع لتحصين المجتمع وأبنائه من الانزلاق في مهاوي التطرف والإرهاب.. وهناك أيضا دور يمكن أن تقوم به وزارتا الأوقاف والتعليم في تشغيل قناعات الجماهير والناشئة “التعليم” والطلاب في الجامعات والمدارس لمعرفة الخطورة الكامنة وراء هذا الوباء..
ضرب السياحة
مدير عام العلاقات والتوجيه بوزارة الداخلية الدكتور محمد القاعدي أفاد بأن الرأي العام المواجه للقاعدة والمنظمات الإرهابية موجود واليمنيون جميعهم ضد القتل واستهداف الأبرياء فالناس جميعا يدينون أعمال العنف والإرهاب من قبل أي جهة كانت لكن إذا كان القصد هو القيام بدور أكثر إيجابية في محاربة الإرهاب فذلك ما هو مطلوب من جميع المواطنين لأنه لا يكفي أن ندين أو نستنكر أعمال القتل والإرهاب فقط بل علينا أن نتعاون مع أجهزة الأمن من خلال تقديم المعلومة الصادقة والصحيحة حول كل ما من شأنه الإخلال بالأمن واستقرار البلاد ومن ذلك أعمال العنف والإرهاب التي ترتكب بين حين وآخر ومخاطر القاعدة والمنظمات الإرهابية على الأمن والاستقرار والتنمية واضحة للعيان ولم تعد أعمال الإرهاب مقتصرة على الخطر بل صارت ضررا حقيقيا فهي جرائم خطر وجرائم ضرر إذا ما تم تنفيذها وكم من أضرار جلبتها العمليات الإرهابية على اليمن سواء من خلال إحجام الشركات الاستثمارية عن العمل في اليمن من خلال ضرب السياحة أو التأثير على سمعة اليمن في الخارج أو غير ذلك.
مطب وطني
ويقول مدير عام العلاقات والتوجيه: إن بناء الدولة اليمنية الحديثة شعار طيب ومطلب وطني لكنه مازال كهدف أو شعار يردد لدى كثير من الناس والواقع أن هذا الهدف الرائع لا يمكن أن يتحقق إلا في ظل أمن واستقرار لا في وجود اختلالات أمنية كثيرة يصعب معها تحقيق دولة النظام والقانون والعمليات الإرهابية التي تنفذ في اليمن تضرب الأمن والاستقرار وتضرب اقتصاد البلاد في مقتل ناهيك عن الآثار التي تخلفها على الأسرة والمجتمع سيما وأن العمليات الأخيرة توجه إلى الأبرياء بشكل مباشر سواء كانوا من القوات المسلحة والأمن أو من غيرهم لأجل ذلك ولمواجهة خطر الإرهاب فإن الوضع يحتاج إلى تبني إستراتيجية واضحة وشاملة تشارك فيها كل فئات المجتمع الرسمية والحزبية والأهلية ومنظمات المجتمع المدني وذلك لمعالجة كافة جوانب المشكلة بعد معرفة مسبباتها وتفاصيلها وبالتالي التعاطي معها على أنها قضية وطن ومصير..

قد يعجبك ايضا