اطلع على ما خلفه العدوان من دمار بالميناء

وفد إعلامي من قناة TV بي بي سي يزور محافظة الحديدة

 

 

الثورة / أحمد كنفاني
أكد نائب رئيس هيئة الأركان العامة رئيس لجنة إعادة الانتشار بالحديدة اللواء الركن علي حمود الموشكي أن أبناء مديرية الدريهمي يعيشون وضعا مأساويا بكل ما تعنيه الكلمة.
وأشار خلال لقائه صباح أمس السبت بالوفد الإعلامي لقناة TV بي بي سي – BBC News Arabic الزائر لميناء الحديدة وبحضور القائم بأعمال محافظ الحديدة محمد عياش قحيم ونائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة موانئ البحر الأحمر اليمنية المهندس يحيى عباس شرف الدين ووكيل محافظة الحديدة عبدالجبار أحمد محمد وعضو لجنة إعادة الانتشار العميد منصور السعادي ومدير أمن ميناء الحديدة العقيد سلمان الجماعي وعدد من أعضاء لجنة الانتشار، إلى أنه مضى الآن عام كامل على حصار الدريهمي من العدوان ومرتزقته دون أن يحرك العالم أو المجتمع الدولي والأمم المتحدة أي ساكن وينظرون منظر المتفرج فقط بالرغم من إطلاق العديد من المناشدات لرفع الحصار عن المديرية والسماح بتسيير قوافل اغاثية للقاطنين فيها وتقديم ما يمكن تقديمه من المساعدات الغذائية والدوائية لأبناء المديرية الذين أضحوا اليوم يعانون من النقص الشديد في المأكل والمشرب والدواء ويتجرعون مرارة الموت ويسقط منهم العشرات يوميا كشهداء وجرحى بسبب قصف العدوان ومرتزقته للمديرية بمختلف انواع الأسلحة بشكل عشوائي ويتم قبرهم أحياء.
ولفت اللواء الموشكي إلى أن أي هدف متحرك حتى من يحاول الخروج أو الهروب من المواطنين بالمديرية يتم استهدافه مباشرة.
وأوضح أن كل التنازلات التي قدمها الوفد الوطني والجيش واللجان الشعبية في اطار اتفاق ستوكهولم لم يتم التعامل معها بإيجابية من قبل العدوان ومرتزقته وقابلها بالتصعيد المتواصل وعدم الالتزام بالتهدئة، مؤكدا أن التزام مرتزقة العدوان بالتهدئة سيجعلهم يفقدون الكثير من العطايا والامتيازات والمخصصات المالية التي يحصلون عليها من دول تحالف العدوان، لافتا الى أن مرتزقة العدوان المرابطين بالساحل الغربي معظمهم من الكولومبيين والسنغاليين والسودانيين واليمنيين المحليين ذات الطبقات الدينية الاصلاحية والسلفية والداعشية والتكفيرية، مؤكدا ان هؤلاء من عبدة المال ولا يهمهم اليمن ولا مصلحة اليمنيين وما يهمهم هو الابتزاز والكسب السريع غير المشروع على حساب دماء اليمنيين الأبرياء الذين لا حول لهم ولا قوة والذين ليس معهم أحد سوى الله ورجال الرجال في الميدان الصامدين المؤمنين المجاهدين الذين يستبسلون في الدفاع عن أرضهم وعرضهم ويضحون بالغالي والنفيس في سبيل نصرة الحق غير آبهين لأحد معتمدين على إمكانياتهم المتواضعة من العتاد والعدة، منوها الى انه في حال أوقفوا اطلاق النار سيتوقف عنهم كل الدعم المالي الذين يحصلون عليه ومن الصعب عليهم ايقاف اطلاق طلقة واحدة.
وأوضح الموشكي انه طوال الفترة السابقة لم يلتزم مرتزقة العدوان بأي تهدئة في اتفاق ستوكهولم وخروقاتهم لوقف اطلاق النار زادت عن حدها كثيرا رغم تنفيذ الجيش واللجان الشعبية للمرحلة الأولى من إعادة الانتشار بشكل أحادي في موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى بإشراف رئيس فريق الأمم المتحدة الجنرال مايكل لوليسغارد.
وأكد جاهزية قوات الجيش لتنفيذ المرحلة الثانية من إعادة الانتشار، لافتا إلى أن خروقات العدوان والمرتزقة في الحديدة بلغت نحو 32 ألف خرق منذ 18 ديسمبر 2018م حتى يوليو 2019م خلفت أكثر من 1300 شهيد و1900جريح من المدنيين، مشيرا إلى أن تلك الخروقات توزعت ما بين قصف طيران وإطلاق مدفعي وصاروخي، مؤكدا أن القيادة السياسية والعسكرية العليا مع السلام ولا زالت ملتزمة بتنفيذ اتفاق السويد رغم النوايا السيئة و الخروقات المستمرة التي يرتكبها المرتزقة في محافظة الحديدة.
وأضاف أن ما تعرض له ميناء الحديدة من استهداف مباشر وممنهج من قبل طيران العدوان في 17 أغسطس 2015م لم يكن بالأمر الهين وأدى لنتائج وتداعيات كارثية لا يمكن وصفها على الاقتصاد الوطني والقطاعات المتعاملة مع الميناء وظروف ابناء الحديدة بشكل عام.
ونوه إلى أن العدوان تعمد قصف الكرينات الخاصة بمناولة الحاويات وإخراجها عن الخدمة بهدف تعطيل العمل داخل الميناء ناهيك عن الحصار الذي يفرضه عليه منذ سنوات عليه ومنعه دخول السفن واحتجازها لأشهر في عرض البحر، مشيرا الى ان هناك قيوداً يتم وضعها وتعسفاً كبيراً يمارسه العدوان ضد السفن المرتادة للميناء.
كما تناول الموشكي أوضاع الصيادين بالمحافظة والظروف السيئة التي يعيشونها بسبب فقدانهم لمصدر رزقهم، مؤكدا أنهم الأكثر شريحة تعرضت للعدوان المباشر والقصف وسقط منهم العشرات من الضحايا اثناء مزاولة مهنتهم مع قواربهم .
وكان القائم بأعمال محافظ الحديدة ونائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة موانئ البحر الأحمر اليمنية ووكيل المحافظة والمدير التنفيذي لصندوق النظافة عبدالإله الأهدل ومدير فرع الهيئة الوطنية لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية جابر الرازحي ومدير مكتب التربية والتعليم عمر بحر قد استعرضوا في لقائهم مع القناة الوضع العام بالمحافظة وحجم الخسائر والأضرار التي منيت بها المؤسسة وموانئها المختلفة وعدد من القطاعات الخدمية بالمحافظة جراء العدوان السعودي الأمريكي وما رافقه من تصعيد عليها واحتياجاتها من المشاريع الخدمية والتنموية وما تم تنفيذه في اطار اتفاق السويد .
كما قام الوفد الإعلامي لقناة BBC بزيارة وجولة ميدانية بميناء الحديدة واطلع خلال زيارته لمحطة الحاويات والساحات لحجم الدمار الذي تعرضت له الكرينات والمخازن والمنزلق ومحطة الكهرباء واستمع الوفد من مدير ادارة الاعلام عمر الجرموزي عن سير العملية التشغيلية بالميناء وما تعرضت له المعدات والآليات المستخدمة في عدد من المنشآت والمرافق من استهداف وقصف مباشر من قبل العدوان .
ومن المقرر أيضا أن يقوم الوفد الإعلامي للقناة بزيارات ميدانية تشمل عدداً من المستشفيات والأسواق الشعبية وميناء الاصطياد السمكي بمحافظة الحديدة بهدف اعداد مواد برامجية يسلط الضوء من خلالها على الوضع العام والظروف الراهنة التي تمر بها المحافظة واحتياجات مرافقها الخدمية ومن ضمنها ميناء الحديدة والحياة المعيشية للمواطنين والتعرف على ما تم تقديمه من المساعدات الإغاثية من قبل المنظمات والدور الذي لعبته منظمة الأمم المتحدة في اطار تنفيذ اتفاق السويد والتخفيف من حدة الصراع والحرب بالمحافظة .

قد يعجبك ايضا