الأوساط السياسية والشعبية بالحديدة تشيد بدعوة فخامة الرئيس مهدي المشاط القوى السياسية إلى التصالح والتسامح والحوار

المصالحة الوطنية خيار اليمنيين العاجل لمواجهة ممارسات المحتل التمزيقية

الثورة / أحمد كنفاني
أشادت الأوساط السياسية والحزبية والشعبية وقيادات منظمات المجتمع المدني والنشطاء الحقوقيون بمحافظة الحديدة بدعوة فخامة الرئيس مهدي المشاط القوى السياسية إلى التصالح والتسامح والحوار والسلام في خطابه المتلفز الذي ألقاه عشية الاحتفال بعيد الأضحى المبارك، وأشارت إلى أن هذه الدعوة ستجعل كل القوى السياسية والاجتماعية داخل الوطن وخارجه أمام محك حقيقي لتحمل مسؤولياتهم تجاه الشعب والوطن، وأكدت أن المصالحة الوطنية في اليمن تحتاج إلى إرادة سياسية قوية من كل الأطراف الفاعلة، كما تتطلب التفكير المنفتح الذي يقبل الآخر من أبناء الوطن رغم الاختلاف معه فكريا أو سياسيا أو في أي مجال آخر، لأن القاعدة التي تجمع أبناء البلد الواحد وقواه الحية أكبر بكثير مما يفرقهم، ولفتت إلى أن ممحاكات وانشغال القوى السياسية ببعضها يتيح المجال أمام المشاريع الخارجية الأمريكية الصهيونية وأدواتها للهيمنة على مقدرات وطننا وتعطيل مسيرته نحو التقدم والتنمية والإصلاح والتطور على كافة الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية وعليه فنحن مطالبون أكثر من أي وقت مضى بطي صفحة الخلاف والفرقة والانطلاق نحو تحقيق المشروع النهضوي الحضاري لوطننا، ووقف الهدر الذي تعانيه بالطاقات والمقدرات والأرواح .. وشددت خلال حديثها لـ”الثورة” على أهمية أن تستعيد النخب السياسية وأطيافها المختلفة زمام المبادرة وتحييد ما يفرقها ويشتت شملها والبحث عن مظلة مشتركة ننضوي تحتها بكل أعراقنا وأصولنا وانتماءاتنا ومعتقداتنا .. فإلى الحصيلة:
رؤية ثاقبة
بداية أكد القائم بأعمال محافظ الحديدة محمد عياش قحيم أهمية الدعوة التي أطلقها فخامة الرئيس مهدي المشاط للمصالحة الوطنية اليوم قبل غد، معتبرا انها تعد رؤية ثاقبة لفخامة الأخ الرئيس وادراكه لأبعاد المؤامرات الخطيرة التي تتهدد وطننا ووحدته وكيانه وهويته فيما الخلافات الداخلية التي استغلها اعداؤنا تعصف بوطننا وثوابته الوطنية العليا وعبر عن أمله من كل من تبقى لديه ضمير أو وطنية أن ينتهز هذه الدعوة التي جاءت معبرة عن ضمير شعبنا الذي ينتفض في وطنه المحتل وتدارك المؤامرات التي تحيكها واشنطن وتل ابيب وابو ظبي والرياض ومن يقف خلفها من دول الظلم والطغيان.

وأكد قحيم أن حالة الانقسامات والصراعات المشتعلة بين دول المنطقة العربية وداخلها تفرض ضرورة إبداع رؤية واستراتيجية فعالة للتعامل السياسي معها، إذ أن استمرار هذه الحالة سيقود إلى المزيد من التفتت والتقاتل ومن ثم بروز الدول الفاشلة، وفي نهاية المطاف سيكون مصير المنطقة وكيانها العضوي فضلًا عن وجودها الحضاري والمعنوي مهددًا بالانهيار والاختفاء.
حوار يمني يمني
من جانبه أشار وكيل محافظة الحديدة عبدالجبار أحمد محمد إلى أنه آن الآوان لحوار يمني – يمني ينهي الارتهان المخزي للجار العدو من تلطخت يده بدماء اليمنيين الأبرياء والذي أثبتت لنا الأيام أنه لا يحمل لنا إلا الخراب والدمار والمشاريع التمزيقية والاستعمار والضعف والهوان.
وأكد أهمية إشراك جميع القوى السياسية في صنع القرار للوصول للمصلحة العامة والهدف المشترك دون امتلاك أي طرف حق الرفض الذي يخرج مفهوم الشراكة السياسية عن معناها الحقيقي إلى مفهوم المحاصصة وتوزيع الغنائم والمكاسب، مشيرا إلى أن الشراكة السياسية تتطلب نشاطاً إيجابيا لتحديد حقيقة المصالح الوطنية لكل من المجتمع والدولة وإدارة التفاوض بقصد بناء التوافقات حول القواسم المشتركة في بيئة قائمة على التسامح ونبذ التطرف واستخدام العنف، وهي تختلف عن استبداد الأغلبية القائم على فكرة الانتصار على الخصوم وإجبارهم على الخضوع لمآرب ومطالب الأغلبية على حساب المجموع الكلي للشعب مع ضرورة العمل على احترام التنوع والتعدد داخل المجتمع واحترام حقوق الآخرين وإزالة بؤر التوتر لخلق أجواء من الوفاق والاتفاق لتحقيق المصالح العامة، ومنع استخدام السلطة ومؤسسات الدولة في الصراع السياسي وإقصاء المعارضين، ولفت إلى أن من عناصر التوافق بين الشراكة السياسية والمصالحة السعي إلى إشراك كافة القوى السياسية والأطراف المختلفة في عملية صنع القرار والعمل السياسي والعمل على الوصول للمصلحة العامة والأهداف المشتركة لجميع الأطراف وقبول التضحية من أجل الأهداف العليا للأمة وتحقيق التماسك والتوحد لمجابهة الأخطار المشتركة والاستعداد للدفاع عن ثوابت الأمة والوطن وأهمية وجود جسور وآليات لتجسير الفجوة بين المواقف المختلفة والمتناقضة، واللجوء للوسائل السلمية والديمقراطية لحل الخلافات وسيادة الروح الجماعية ومحاولة التوفيق بين القيم والانتماءات الفرعية لخلق الثقة المتبادلة، وأهمية وجود مرجعية قانونية واتفاقات معتمدة من قبل جميع الأطراف من أجل ضمان استمرارية الحلول الإيجابية للتقريب بين مواقف الأطراف المعنية ومنع المخاوف والأحكام المسبقة بين مكونات المجتمع والدولة لتسهيل عملية التوافق والانسجام لتحقيق التكامل الوطني والتوحد في ظل النظرة الشاملة باعتبار الكل رابحاً بدلا من صيغة الرابح والخاسر في العلاقة بين الأطراف.
مؤامرات استعمارية
إلى ذلك أكد الدكتور ماجد عبدالوكيل فضل القباطي أهمية أن يستشعر الجميع المخاطر التي تحدق بالوطن من كل جانب وأن يلتقي اليمنيون ويتركون خلافاتهم جانبا والعمل بروح الفريق الوطني الواحد الذي يتسامى فوق جراحاته لمواجهة دعوات تمزيق وتفتيت وطننا ليسهل احتلاله والتبرير لذلك واحتلال موانئه وجزره ومنافذه الدولية ونفطه وخيراته وجباله وصحاريه وهي الممارسات التي يجب أن ندرك الوقت حيالها لتوحيد جبهتنا الداخلية التي بدأت تتعزز اليوم أكثر من أي وقت مضى لمواجهة المؤامرات الاستعمارية التي ظهر مؤخرا جزء من تجلياتها في عدن.
ونوه الدكتور القباطي بأن من المعوقات التي تعترض طريق المصالحة من وجهة نظره غياب الثقة وضعف الجدية لدى الأطراف الرئيسية لحالة الانقسام تشكل العائق الأبرز، كما تلعب الاطراف الخارجية الإسرائيلية والأمريكية دورا مؤثرا في إفشال جهود إنهاء العدوان واحلال السلام في اليمن ، وشكل غياب الدور الرسمي العربي والإسلامي الفاعل عاملا معوقا إضافيا، ويرى القباطي أن جهود تحقيق المصالحة تراوح مكانها، بين ثلاثة سيناريوهات، سيناريو استمرار الأزمة والعدوان وإدامة التبعية والهيمنة للخارج وتهديد الوحدة بالانقسام وهو ما يعني استمرار التداعيات الخطيرة القائمة حاليا على القضية اليمنية وعلى أوضاع الشعب اليمني، آملا تغليب سيناريو نجاح المصالحة وتجاوز الانقسام والوصول إلى اتفاق سياسي بين الأطراف المتنازعة حول القضايا الخلافية ووقف العدوان والتعويض عما كل احدثه من تدمير وخراب ، وبما يؤدي إلى طي صفحة الانقسام وتحقيق التوافق الداخلي، وفتح المجال لبناء المشروع الوطني، وإعادة ترتيب البيت اليمني الداخلي، وتعزيز قدرة اليمنيين على مواجهة مخططات الاحتلال والتقسيم، والإسهام في تحقيق الاستقرار والخروج من حالة الفوضى.
مواقف مسؤولة
من جانبه يرى الشيخ ثابت ابراهيم المعمري شيخ مشائخ عزلة المعامرة بمديرية الجراحي أن التساهل أمام دعوات العقلاء وحكماء الوطن في افشال مخططات المحتل الخليجي الأمريكي الصهيوني الغاشم قد يقضي على آمال فئات كبيرة من الناس لكنها لن تكون كذلك لدى شرفاء وطننا ورجاله من كافة الأطراف السياسية في شماله وجنوبه لوضع حد لهذه الخطط الصهيونية الاستعمارية وسيقف أحفاد مناضلي سبتمبر واكتوبر ونوفمبر للتصدي لهم، مشيرا الى أهمية البدء في حوار يمني بين كافة الأطياف الرافضة للمحتل الاماراتي والسعودي لمواجهته والتحرك لطرده وتحرير وطننا من الاحتلال الغاشم وترسيخ الثوابت الوطنية وفي مقدمتها وحدة شعبنا، مؤكدا أن القضايا الوطنية الكبرى تتطلب مواقف مسؤولة أمام هذه التداعيات التي تقطر لها قلوب اليمنيين الشرفاء دما.
وأكد الشيخ المعمري انه لم تعد هناك اي دولة عربية في منأى عن التدخل والتهديد الخارجي بحجة الحرب على الإرهاب وملاحقة الإرهابيين ولم يعد التهديد الخارجي للدول العربية مقتصرا على الدول العظمى، بل تجاوز الأمر إلى دول الجوار الإقليمي التي أصبح تهديدها أمرًا واقعًا كما هو حاصل اليوم في العراق وسوريا واليمن وغيرها، منوها بأن أمريكا وإسرائيل قادرتان على التدخل وقصف أيّ أهداف تريانها مهدِّدةً لأمن إسرائيل حاضرًا ومستقبلًا في جوارها العربي، مع تهيئة البيئة الدولية لمثل هذا العمل سياسيا وأخلاقيا، وأضاف: إن القوى العظمى والكبرى في العالم استطاعت أن تعزّز تواجدها في كلّ دولةٍ عربية من المغرب وحتى الكويت عسكريًا وأمنيًا ولم تعد بعض الدول العربية آمنةً من تدخل جوارها العربي عسكريًا في شؤونها، وتدميرها بالتعاون مع القوى الخارجية، والأمثلة على ذلك لم تعد بحاجة إلى دليل، فهي حاضرة في العراق وسوريا وليبيا واليمن وغيرها كما أسلفنا.
حرص ومسؤولية
واختتم الحديث معنا الناشط الحقوقي عبدالرحمن الأهدل قائلا: تأتي دعوة فخامة رئيس الجمهورية القوى السياسية للتصالح والتسامح من منطلق الحرص والمسؤولية والحفاظ على مصلحة الوطن ومراعاة لأوضاع المواطنين، ويرى المتوكل أن هذه الدعوة تأتي والوطن يمر بمنعطف سياسي خطير ” التقسيم ” ولم يعد يتحمل المزيد من الأزمات وهي دعوة صادقة نتمنى أن تستشعرها كل القوى السياسية وتلبي النداء في هذا الظرف الاستثنائي الذي يمر به الوطن.

قد يعجبك ايضا