توعدت بالرد على رسوم واشنطن: بكين تهدد محتجي هونج كونج بضربهم في 10 دقائق

اضطر المحتجون في هونج كونج أمس الأول إلى تغيير تكتيكاتهم بعد صدور حكم قضائي يمنعهم من الاستمرار في احتلال مطار الجزيرة، وتهديد من بكين بأنها تستطيع ضربهم في عشر دقائق.
وأوردت صحيفة تايمز البريطانية أنه بعد ظهر أمس الأول لم يتبق سوى بضع عشرات من المتظاهرين في المطار، وكان عددهم أقل من عدد مراسلي وسائل الإعلام والمصورين.
وأضافت إن النشطاء تعهدوا -رغم النكسة- بالاستمرار في الحركة المؤيدة للديمقراطية، والتي بدأت في أوائل يونيو الماضي ضد قانون تسليم المجرمين الذي تم إلغاؤه، وتطورت فيما بعد لتصبح تحديا مباشرا للحكومة الصينية.
واستؤنفت الرحلات الجوية من المطار وإليه بعد انتهاء المواجهة المستمرة منذ يومين بين المحتجين وشرطة مكافحة الشغب إلى اشتباكات عنيفة يوم الثلاثاء الماضي، حيث هاجم المحتجون رجلين قالوا إنهما من جواسيس الحكومة.
وفرض المطار قيودا جديدة أمس الأول، تسمح لحاملي مستندات السفر خلال 24 ساعة فقط بالدخول من بوابات المسافرين.
ودانت بكين الاحتجاجات بأنها قريبة من الإرهاب، وأصدرت تحذيرا بأن قواتها المسلحة تستطيع الوصول إلى هونج كونج خلال عشر دقائق.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية العشرات من العربات المدرعة وهي تتجمع داخل ملعب في مدينة شنزن جنوب الصين بالقرب من هونج كونج، ونشرت القيادة الشرقية للجيش الصيني إحدى الصور على الإنترنت مع تحذير يقول إن وصولها إلى هونج كونج لن يستغرق أكثر من عشر دقائق.
وتضمن التحذير نصوصا قانونية عديدة تسمح للجيش بالانتشار في هونج كونج، وصدر هذا التحذير -الأشد قسوة حتى الآن، كما وصفته التايمز- من بكين عقب إدانة المكتب السياسي في هونج كونج المتظاهرين بسبب احتجازهم اثنين من المواطنين الصينيين في المطار والاعتداء عليهما، أحدهما مراسل لصحيفة “غلوبال تايمز” الصينية الحكومية.
ووصفت بكين الاعتداءات على المواطنين الاثنين الماضي بأنها أعمال وحشية تتجاهل القانون وتنتهك حقوق الإنسان وتخلو من الإنسانية وتتجاوز الحدود الأساسية للحضارة، مضيفة إن مرتكبيها لا يختلفون عن الإرهابيين، ودعت سلطات هونج كونج إلى إنهاء “الفوضى” على الفور.
من جانب آخر أعلنت بكين أمس أنها ستضطر لاتخاذ إجراءات مضادة حتمية لمواجهة قرار الولايات المتحدة فرض رسوم جمركية على سلع صينية بقيمة 300 مليار دولار.
وقالت وزارة المالية الصينية، إن الرسوم الجمركية الأمريكية تنتهك تفاهمات توصل إليها رئيسا البلدين، وتنحرف عن المسار الصحيح لتسوية النزاعات عبر المفاوضات.
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت مطلع الشهر الجاري أنها ستفرض رسوما جمركية على سلع صينية بقيمة 300 مليار دولار اعتبارا من أول سبتمبر المقبل.
إلا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تراجع عن جزء من الخطة الثلاثاء الماضي، إذ أرجأ حتى منتصف ديسمبر المقبل فرض رسوم جمركية على بعض السلع التي تضمها القائمة المستهدفة مثل الهواتف الخلوية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، على أمل تقليص تأثير الرسوم على المبيعات في موسم العطلات الأمريكية.
إلى ذلك أكد السفير الصيني في بريطانيا، ليو تشاومينغ، أن بلاده ستستخدم قوتها لقمع احتجاجات هونج كونج في حالة صار الوضع أكثر سوءا، “بعد أن أظهر متظاهرون علامات إرهاب”.
وشدد السفير في تصريحات للصحفيين أمس على أنه “في حالة تدهور الوضع أكثر، فإن الحكومة المركزية لن تبقى مكتوفة الأيدي”.
وأضاف “لدينا ما يكفي من الحلول والقوة التي يسمح بها القانون لقمع أي اضطراب بسرعة”، لافتا إلى أن تحركات بعض المتظاهرين “تعتبر انتهاكات عنيفة وجسيمة”.
كما قال ليو إن “الحكومة المركزية في الصين لن تسمح أبدا لبعض منتهكي القانون العنيفين بأن يقودوا هونج كونج نحو طريق خطير”.
وينظم المحتجون في هونج كونج منذ 10 أسابيع تظاهرات للمطالبة بمزيد من الحريات، وفي الأيام الأخيرة شلت اعتصامات مطار المدينة الذي يعد أحد أكثر المطارات ازدحاما في العالم.
وبموجب اتفاق عام 1997م الذي شهد عودة هونج كونج من الحكم الاستعماري البريطاني إلى الصين، فإن المدينة تهدف إلى “التمتع بحريات أوسع من تلك المسموح بها في البر الصيني”.

قد يعجبك ايضا