العيد في إب.. محطة للتلاحم والصمود

الثورة / محمد الرعوي ..
على الرغم من مرور ما يربو على خمسة أعوام من استمرار العدوان الغاشم على اليمن أرضاً وإنسانا ًالذي ألقى بصلفه وتبعاته على مختلف جوانب الحياة اليومية لأبناء الوطن إلا أن كل ذلك لم يقف حجر عثرة أمام صمود أبناء الوطن وممارسة الحياة اليومية بأفراحها وأتراحها ، خصوصا ما تشهده المناسبات الدينية المقدسة كعيد الأضحى المبارك الذي يزخر بالعديد من الشعائر والطقوس والعادات والتقاليد والأعراف المختلفة .
” الثورة ” تسلط الضوء على أبرز الانطباعات لدى أبناء محافظة إب والطقوس العيدية التي يعيشونها في هذه المناسبة الدينية العظيمة .
محطة فرح وابتسامة
– في البداية تحدث الأخ / محمد أحمد غانم – قائلاً: لا شك أننا في هذه المناسبة الدينية العظيمة ورغم ما يعترينا من ألم جراء العدوان الغاشم علينا لأكثر من خمسة اعوام إلا أن ثمة محطات في الحياة يحق للمرء فيها أن يبتسم وأن يزهو وأن يقهر الحزن وأن يغيظ العدو، وها نحن في هذه المناسبة الدينية عيد الأضحى المبارك الذي عاد علينا في ظل العدوان المستمر والحصار الجائر والمعاناة المريرة لكن لا يمكن لعدونا أن يحاصرنا ليمنع عنا الابتسامة طالما وهي نابعة من إيماننا بالله ويقيننا بعدالة مشروعنا المدافع عن الأرض والوطن. وفي هذه المحطة الإيمانية تغمرنا الفرحة ونشهد طقوساً عيدية إيمانية وتقاليد عرفية ذات أصالة وعراقة ويمكن أن نجعل من هذه المناسبة الدينية محطة من الابتسامة والتلاحم والصمود وأن نصلح فيها ما أفسده العدو وما كدر من صفو الحياة ، ولو تأملنا في حياة الناس خلال هذه المناسبة لوجدنا معاني لم ولن يتعلمها إنسان العصر المتخم في بذخ الحياة بعيداً عن قيم التراحم والرحمة والصبر والإيمان .
ومن غير الخافي أن العيد يسوده التزاور والتراحم وصلة الأرحام وإفشاء السلام والمحبة وتبادل التهاني وما يشهده من إقامة الافراح والأعراس ومتنفس للأسرة للخروج في رحلات مع الأطفال واللعب والزهو سواء في زيارة المناطق السياحية والأثرية أو المتنفسات خصوصا أن محافظة إب تشهد موسم أمطار ومناظر خلابة تبعث على الفرحة والسرور في القلوب ، لذا نجد أن أبناء محافظة إب عاصمة السياحة والسلام خير مثال على الطيب والنقاء والمحبة والسلام .
عيد الحرية والكرامة
إلى ذلك أضاف الأخ / عبد القوي السالمي – كاتب وشاعر قائلاً: إن لنا في عيدنا هذا المبارك انطباعات متعددة أولها : دعاؤنا (ربنا مسنا الضر وأنت أرحم الراحمين) ،وثانيها : مهما حاول العدوان ومرتزقته وكل عملاء الخارج إضعاف عزيمتنا فلن نفرط بالسيادة ولن نتنازل عن شبر واحد من الأرض اليمنية وحدودها الإقليمية ، مهما حاول تجار الحروب وصناع الكوارث والأزمات لن نتخلى عن وحدتنا الوطنية الجغرافية والثقافية والتاريخية ، فنحن في استقبال عيد الأضحى المبارك لهذا العام تجاوزنا خمسة أعوام من ويلات الحرب الهمجية على اليمن ،عدوان عسكري غاشم ، وحرب اقتصادية ممنهجة ، ومحاولة تقسيم للبلد ، إنها حرب متكاملة الأركان .
لكني رغم ما أشرت إليه بداية حديثي يمكنني أن أقول : ستبقى فرحة العيد وطقوسه الروحانية والاجتماعية من تكبير وزيارات ومعايدات وأهازيج تلون بالبشرى وتغير لون آهات أسر الشهداء ، وأنات الجرحى ، وفقدان المفقودين ، سنصنع من عظمة عيد الأضحى المبارك أعياداً كثيرة بدايتها (أن الحق عال وأن الباطل زاهق) وعيد آخر هو أننا شعب يصنع التاريخ، التاريخ الذي لا يكذب، ولا يمحيه الكاذبون ، وعيد آخر هو أن الشعب اليمني مهما زادت معاناته وانهارت ظروفه الاقتصادية نتيجة سياسة التجويع لن تنهار معالم شموخه وكبريائه ولن تنهار اخلاقه ومبادئه ولن يستطيع أعداؤه انتقاص حقه في الحرية.
واختتم قائلاً :إن محافظة إب جزء من هذا الوطن الغالي على قلوبنا ومن هذا الشعب المكلوم الذي يعلن بأن هذا العيد هو عيد التمسك بالحرية والكرامة والحفاظ على وحدتنا الوطنية ،،حفظ الله اليمن واليمنيين ، وأقول لكافة أبناء الشعب اليمني كل عام وأنتم والوطن بخير.
صنع البسمة
الأخ / علي محمد مرشد –تاجر يقول: لا غرابة أن نجد أبناء محافظة إب دائما يحاولون صنع البسمة بكرمهم وطيبتهم وشهامتهم وحبهم لعمل الخير والتكافل الاجتماعي واحتفاظهم بأجمل العادات والتقاليد والطقوس سيما في الافراح والمناسبات الدينية ،حيث يسعى كل فرد الى الاستمرار والمحافظة على عادات وتقاليد أهلنا وذلك عن طريق التزاور واللقاءات والاجتماعات اللامة لأبناء القرى والعزل والمديريات ، وكذا تبادل الزيارات بين الأصدقاء والأقارب وتبادل التهاني والمباركات معهم، رغم شحة الموارد المالية وانعدام المال لدى الكثير الا انك تجد الإباء والشهامة والصبر ممزوج كل ذلك بكرم أنفسهم غير مبالين بالعدوان وحصاره، كما تجد التراحم والتكاتف بين الجميع والتكافل الاجتماعي والكرم والجود.
ومن أبرز العادات والتقاليد لدى أبناء المحافظة تبادل الزيارات الفردية والجماعية ،وإقامة الأفراح والأهازيج والكرنفالات الشعبية في الساحات العامة للقرى والعزل والمديريات، وكذلك زيارات الأماكن الاثرية والتاريخية في المحافظة وأيضاً شم الهواء العليل في الأماكن الطبيعية والسياحية، وكل هذا يأتي بعد النحر وزيارة الأرحام والأقارب وتبادل التهاني معهم ،وغيرها من التقاليد والعادات الاجتماعية التي تقام في هذا العيد المبارك لدى أبناء محافظة الشموخ والتاريخ إب الخضيرة ..
الأخ / جمال عبدالله – موظف قال: على الرغم من جور الأيام وسنين الحرب والعدوان على اليمن إلا أننا سنفرح بالعيد وندخل الفرحة على قلوب أبنائنا وأسرنا وجيراننا ، فها هو العيد يأتي وقد سلبت الأزمة الخانقة الفرحة من وجوه الناس بسبب شدة المعاناة وحرمان السواد الأعظم من الناس من الحصول على قيمة أضحية العيد وكسوة أطفالهم وشراء بعض اللوازم ، في ظل انقطاع مرتباتنا وما نراه من الارتفاع الجنوني لأسعار القمح والمواد الأساسية وتدهور الحالة المعيشية للمواطنين وانعدام مصادر الدخل مما ضاعف هموم المواطن وجعل بهجة العيد لدى الكثير على هامش الشعور.
وأضاف: إن محافظة إب ليست استثناء عما تعيشه بقية المحافظات وإن كانت اكثر استقرارا نوعا ما كونها في منأى عن الاقتتال وموجة العنف حتى هذه اللحظة ونتمنى أن تظل محافظة إب رمزا للسلام والأمن والاستقرار ومأوى للنازحين ومهما حاول المتآمرون والحاقدون وقوى الشر الزج بها في أتون صراعات وخلق تناحر بين أبنائها لكنها بفضل الله وبجهود رجالها الخيرين والشرفاء والمخلصين سوف تكون عصية ولن تكون مسرحا للاقتتال ولن تنالها يد العصابات والعمالة والغدر والخيانة والانتقام.

قد يعجبك ايضا