الأسر اليمنية في عيد الأضحى المبارك.. استعدادات متواضعة تقهر العدوان

 

الأسرة /خاص

اختفت مظاهر البذخ والمبالغة في اقتناء مستلزمات ومتطلبات هذا العيد على مستوى إعداد الحلويات وشراء المكسرات والعصائر، كما تعتبر سُنَّة الاضاحي من السنن النبوية المؤكدة لذلك يحرص اليمنيون على التقرب إلى الله تعالى عبر هذه الشعيرة الدينية مهما كانت أحوالهم .. غير أن تداعيات الأحداث التي شهدتها اليمن مؤخرا اجبرت الكثيرين على العزوف عن القيام بهذه الشعيرة، وغيرها من متطلبات العيد البسيطة..

يقول علي أحمد موظف عسكري إن عدداً كبيراً من الذين يؤدون سُنَّة الأضاحي وجدوا انفسهم هذه السنة مجبرين على تركها بسبب تردي اوضاعهم المعيشية .
والأطفال هم الأكثر فرحاً وابتهاجاً بمناسبة العيد لذلك يحرص الآباء والأمهات على بذل الجهود المضاعفة من أجل إسعادهم وإدخال السرور إلى نفوسهم مهما كانت الظروف..
وحول ذلك أيضاً يقول عبدالله معروف، وهو رجل أعمال: العيد هو فرحة وبهجة للأطفال بالدرجة الأولى ولذلك فإن الآباء يعملون جاهدين على إسعاد ابنائهم في هذه المناسبة..
ويضيف أنه وضع ترتيبات معينة منذ وقت مبكر لتنفيذ زيارات ترفيهية لأبنائه الثلاثة تشمل زيارة الحدائق والمتنزهات المتاحة في نطاق امانة العاصمة إلى جانب تنظيم زيارات للأهل والأقارب في العاصمة وبعض المناطق المجاورة لها .
هموم الكبار
مشاعر السعادة والابتهاج التي تملأ نفوس وعقول الأطفال وصغار السن في مناسبة العيد تنقلب إلى هموم ومخاوف في قلوب الكبار من الآباء والأمهات..
وتوضح سعاد عبده حسن -الموظفة في مرفق صحي – أن مستلزمات العيد ومتطلبات الأطفال باتت عبئا ثقيلا على كواهل أرباب الأسر..
وتضيف: أصبح العيد بما يحمل من متطلبات محطة غير مرغوبة لكثير من الناس نظراً للأعباء والاحتياجات الإضافية التي ينبغي توفيرها في الوقت الذي يشهد فيه المستوى المعيشي تراجعا ملحوظا لغالبية المواطنين..
وتستطرد سعاد: ومع ذلك تظل مناسبة عيد الأضحى المبارك من المحطات الروحانية العظيمة التي يتوجب على الإنسان أن يستلهم دروسها ودلالاتها العظيمة .
المؤسسات الخيرية
وتبقى المؤسسات الخيرية والمدنية من المرافق المعنية بالمساهمة في تمكين الأطفال وخاصة أبناء العائلات الفقيرة من الشعور بالسعادة والفرح خلال هذه المناسبات العظيمة وذلك عبر مشاريع الدعم والمساعدة بملابس العيد وغير ذلك من متطلبات العيد، والمساهمة في تخفيف العبء عن كاهل أولياء الأمور من الفقراء وذوي الدخل المحدود من خلال كسوة العيد.
محطة للتآخي
يأتي عيد الاضحى هذا العام على اليمنيين بعد كل هذه الأحداث المؤسفة وتداعياتها ليمثل فرصة جديدة لطي صفحة الماضي وإعلان بدء عهد جديد من التسامح والمحبة بين ابناء الوطن الواحد .
يقول العلاَّمة وليد أحمد: حلول مناسبة عيد الأضحى المبارك بعد هذه الأحداث والخلافات العميقة يتيح الفرصة مجددا لليمنيين ليتناسوا خلافاتهم ويسموا فوق جراحاتهم..
ويضيف: العيد محطة للحب والتسامح والتكافل الاجتماعي وتعزيز قيم التراحم بين المسلمين، وعلى اليمنيين في هذه الظروف العصيبة التي تعيشها بلادهم تحت العدوان والحصار أان ينتصروا لهذه القيم الإسلامية ويعملوا من أجل وطنهم وأمتهم من خلال تغليب مصالح الوطن العليا على كل المصالح الضيقة والأنانية وأن يكونوا صفا واحداً من أجل الحفاظ على مكتسبات الوطن وحماية امنه واستقراره ووحدته..
ويوضح أن نعمة الأمن والوحدة والتماسك الاجتماعي بين أبناء الأمة الإسلامية هي الحكمة والمقصد من فريضة الحج، حيث يقف المسلمون جميعا في صعيد واحد يؤدون مناسك وشعائر هذه الفريضة العظيمة وهم على قلب رجل واحد.

قد يعجبك ايضا