المراكز الصيفية ودور الجهات المعنية المفقود

 

جمال الخولاني

اختتمت قبل أيام برامج وأنشطة وفعاليات المراكز الصيفية التي أقيمت في أكثر من 3700 مركز توزعوا على 15 محافظة، وسط غياب وتجاهل تام من قبل الجهات المعنية على وجه الخصوص الأندية التي تنهج العمل الربحي والعشوائي، تاركة الأسلوب العلمي والمؤسسي.
وفق إحصائية رسمية بلغ عدد المستهدفين أكثر من 252 ألف طالب وطالبة، تلقوا العلوم والمعرفة والمفاهيم عبر برامج تدريبية فضلاً عن إقامة وتنظيم الأنشطة الرياضية والتأهيل الصحي وبرامج التوعية والتثقيف بهدف بناء جيل متسلح بالعلم والمعرفة وتنمية وصقل وإبراز المواهب واستغلال قضاء الإجازة الصيفية.
جمعني لقاء عابر مع عدد من المشرفين والعاملين في بعض المراكز بأمانة العاصمة، ودار النقاش حول مدى أهمية الأنشطة والبرامج التي نفذتها هذه المراكز وما هو دور الجهات المعنية في اكتشاف المواهب للاستفادة من قدراتهم وإبداعاتهم كل حسب تخصصه وميوله؟ ولماذا أصلاً وجدت هذه المراكز وغيرها من الأسئلة التي تعود بالنفع على هذه الأجيال خاصة في ظل الظروف الراهنة.
من خلال إجاباتهم المستفيضة على الأسئلة المذكورة آنفاً تبين جلياً غياب الجهات ذات العلاقة عن الاضطلاع بدورهم في البحث عن دماء جديدة تضخ في عروقها في مختلف المجالات الرياضية والثقافية وحفظ القرآن الكريم وعلومه، وكأن الأمر لا يعني هذه الجهات، وفي اعتقادي أن أبرز مكامن الخلل يعود لضعف آلية التنسيق بين المراكز ومكاتب التربية والتعليم، والشباب والرياضة في فروع المحافظات.
لاشك أن أكثر من 252 ألف مشارك يملكون في جعبتهم الكثير من الإبداعات وينتظرون فقط من يصقل هذه المهارات ويبرزها للنور بما يعزز من تنمية قدراتهم والاستفادة من مخرجات المراكز خاصة أن أعمارهم لن تتجاوز سقف الـ17 عاما، وما أن تنتهي فترة الإجازة الصيفية إلا وعادوا إلى منازلهم بخفي حنين وكأن هذه المراكز وجدت كإسقاط واجب كما جرت العادة في السنوات الماضية.
غياب التكامل والأدوار بين المراكز والقائمين عليها من جهة والجهات المختصة من جهة أخرى تسبب في هذا التجاهل المرير، رغم أن الأندية يتوفر لديها قائمة طويلة من الأسماء الكبيرة ويحملون صفة مسؤول فني، فضلا عن مدربي الفئات العمرية خاصة البراعم والأشبال والناشئين، ومشكلة هؤلاء المدربين أن أعمالهم تقتصر في الأندية فقط دون مراعاة هذه المواهب واستغلالها الاستغلال الأمثل، متناسين أن اللاعب بداية انطلاقته من المدرسة والحارة مرورا بهذه المراكز وصولا للأندية.
من هنا ندعو قيادات الجهات المعنية والمراكز الصيفية على حد سواء للتنسيق في وضع الخطط والبرامج الكفيلة بتمكين هؤلاء الشبان ودمجهم في المؤسسات والهيئات والأطر الرياضية والمجالات المختلفة، بما يسهم في نجاح الأهداف المرجوة من وجود المراكز وكسب الطلاب مفاهيم وطرق وأساليب علمية بأهمية المراكز في تنمية قدراتهم وإبداعاتهم وإبراز مواهبهم واستغلال الإجازة الصيفية من الضياع في ويلات الأفكار الهدامة.

قد يعجبك ايضا