العدوى المرتبطة بالرعاية الصحية

 

يتجه النظام الصحي في مختلف بلدان العالم الى محاولة تقليل المخاطر الصحية التي قد يتعرض لها المرضى اثناء زيارتهم للمرافق الصحية أو خلال فترة رقودهم فيها عندما يتطلب الأمر ذلك .كما تعمد هذه الأنظمة الى فرض بعض الاجراءات وتطبيق أنظمة ولوائح من شأنها تقليل تلك المخاطر وبما يعود ايجابيا على صحة المرضى ويقلل من النفقات المالية التي تنفق في تحسين المستوى الصحي للمجتمع. من أهم تلك المخاطر ما كان يعرف بعدوى المستشفيات .
تعرف عدوى المستشفى على أنها عدوى أو إنتان يكتسبه المريض بعد دخوله إلى المستشفى (أي أن الشخص لم يكن مصاباً به عند دخوله المستشفى) ولا تظهر إلا بعد 72 ساعة أو أكثر من دخوله إليه. وتبلغ نسبة احتمال إصابة المرضى الذي يدخلون المستشفيات في الدول المتقدمة من 5 – 10 % من كافة حالات الدخول إلى المستشفيات والمؤسسات الصحية، وترتفع هذه النسبة في الدول النامية إلى نحو 10 – 20 %. وحديثا أطلق اسم “العدوى المرتبطة بالرعاية الصحية” كاسم ٍبديل لـ “عدوى المستشفيات” نظراً لحدوث هذه الظاهرة في جميع أماكن الرعاية الصحية وليس فقط في المستشفيات.
تؤدي “العدوى المرتبطة بالرعاية الصحية” إلى أمراض خطيرة ومعدلات وفياتٍ عالية، كما أن تكلفة التشخيص والعلاج والعناية بهذا النوع تبلغ مائات الملايين من الدولارات في السنه في بعض بلدان العالم المتقدمة .وتتميز مسببات العدوى في مراكز الرعاية الصحية بشراستها “High virulence” غير العادية وقدرتها على مقاومة المضادات الحيوية بشكل متعدد ومتزامن أي ان نوع البكتيريا الواحد يكون مقاوماً لمجموعة كبيرة من المضادات الحيوية ووصل الأمر في بعض العزلات أن تكون مقاومة لكل المضادات الحيوية المعروفة. الأمر الذي يجعل من علاج الالتهابات “التي كانت في السابق تعتبر بسيطة” أمراً معقداً أو مستحيلاً في بعض الأحيان. .وأكثر أنواع العدوى الجرثومية التي تصيب المرضى أثناء وجودهم بالمستشفيات ومراكز الخدمة الصحية هي عدوى الجهاز البولي والجهاز التنفسي وتسمم الدم وعدوى جروح العمليات وغيرها من الالتهابات.
الجدير ذكره أضن هناك عدة عوامل تساهم في زيادة خطر الإصابة بالعدوى داخل مراكز الخدمة الصحية والمستشفيات ، من هذه العوامل ما يصعب تغييرها أو التحكم فيها مثل عمر المريض حيث يعتبر كبار السن والأطفال أكثر عرضة للإصابة بالعدوى ,كما ان طبيعة المرض الذي يشكو منه المريض أصلا يشكل عاملا أساسيا في احتمال إصابة المريض بعدوى داخل المستشفى أو مركز الخدمة الصحية ,حيث ان المرضى المصابين بأمراض تأثر سلبا على مناعة الجسم مثل مرض السكر والأورام الخبيثة والفشل الكلوي والمرضى الذين يستخدمون ادوية تثبيط المناعة يعتبرون الأكثر عرضة للإصابة بعدوى المستشفيات من غيرهم . ولكن هناك عوامل يمكن التعامل معها للحد او للتخفيف من الإصابة بالعدوى وتشمل :
التقليل من مدة إقامة المريض في المستشفى قدر الامكان. عدم استعمال المضادات الحيوية ذات الطيف الواسع بشكل عشوائي او على نحو غير مناسب, واستخدامها فقط عند الحاجة وبحسب البروتكولات المعمول بها عالميا .اتباع الإجراءات الصحية اللازمة والمنصوح بها عند استخدام القساطر الدائمة الوريدية والبولية. كما ان الاهتمام بالتثقيف الصحي وتدريب الكادر الصحي وحثه وإلزامه باتباع القواعد الصحية المعمول بها والمتفق عليها والمثبتة علميا اثناء تقديم الخدمات الصحية للمرضى يعد من أهم العوامل التي تحد من إصابة المرضى بالعدوى داخل المستشفيات ومراكز الخدمات الصحية ,مثل غسل اليدين قبل وبعد التعامل مع كل مريض .كما انه من البديهي ان الاهتمام بالنظافة العامة للمشافي ومراكز الخدمة الصحية ,والتعقيم الكافي والمناسب للأدوات الجراحية ,والأجهزة والمعدات الطبية والوسائل التشخيصية والعلاجية ,والتنظيف الدوري والمستمر للأسطح والجدران ودورات المياه واماكن الالتصاق المباشر مثل مغالق الأبواب وحنفيات المغاسل ودورات المياه يسهم بشكل مباشر وغير مباشر في التقليل من الإصابة بعدوى المستشفيات ومراكز الخدمات الصحية.
د كمال مجاهد الحوثي
استشاري امراض الباطنية – التعبئة الصحية

قد يعجبك ايضا