“ترامب” وكشف الأوراق

أحمد يحيى الديلمي

أحمد يحيى الديلمي
لقد عرف القاصي والداني أن الضجيج الصاخب الذي يُفصح عنه الرئيس الامريكي ترامب لم يكن إلا محاولة لإثبات الذات خاصة مع قرب الانتخابات الامريكية إذ يباغت الناس بأشياء غريبة ويتكلم بهوس عن السلام في العالم وكأنه المعني به وحده ، والحقيقة أنها لم تكن سوى فقاعات لذر الرماد على العيون والتمهيد لابتزاز أمراء النفط للظفر بامتيازات ومكاسب مهولة لم يسبق لها مثيل في التاريخ .
أمس الأول خرج علينا ترامب بتصريحات متشنجة طالب فيها بضرورة خروج إيران من اليمن وهو مشهد تكرر كثيراً كلما وقعت أمريكا في ضائقة لجأت إلى اليمن وتحدثت عن إيران غير الموجودة أصلاً في اليمن هذا المشهد البشع يدل دوماً على أن أمريكا لا تزال مصممة على استمرار جذوة الحرب في اليمن وأن دورها محوري في العدوان على هذا البلد مع استمرار الحصائر الجائر وأنها هي من تفرض الأوضاع المريرة التي تضاعف معاناة اليمنيين وتجعل شبح الموت محلقاً في سماء الأرض الطيبة لا يغادرها لحظة .
وهنا نتساءل ما دور الأمراء الشواذ في هذا العدوان ؟ فتُجيب الأيام لتكشف أنهم مجرد كباش آدمية تخضع للعالف الأكبر وتنقاد لأوامره وتترجم خططه وأنها مصدر علف هذا الثور المتغطرس .
ما يثير السخرية أن المحاور الإقليمية تنزلق إلى أتون صراعات خفية دون أن تعلم لأن برامجها ضيقة جداً ولا يحس المسؤولون فيها بثقل المسؤولية الملقاة على عاتقهم وينقادون لرغبات الحلم المخملي الذي يمكنهم من الاستمرار بالزعامة ودعوى تمثيل الإسلام وبالتالي فإن أمريكا تغذي الصراعات في المنطقة بطرق وأساليب مختلفة تصل أحياناً حد التدخل المباشر وممارسة كل أنواع النصب والدجل على الشعوب المغلوبة لإقناعها أنها مهددة من هذا الطرف أو ذاك في نطاق الإقليم ، وهنا تبرز الحقيقة التي لا جدال حولها وهي أن أمريكا العدو الاكبر للأمة وللإسلام وأنها وجدت غايتها في أمراء مخدوعين مسلوبي الإرادة يغذونها بمئات المليارات ويحرمون شعوبهم من هذه الثروة الهائلة وقد وصل الأمر إلى حد الفاحشة المدوية ، فهل يعود العرب الى رشدهم ويدركون حجم المؤامرات التي تحاك ضدهم من قبل الثور الهائج المتغطرس؟ ، وهنا نقول لأمريكا: إيران موجودة في كل مكان وتهدد الوجود الأمريكي في المنطقة ، فلماذا تبحث عنها في المكان الذي لا وجود لها فيه؟! إنها مهزلة لا توازيها مهزلة خاصة أنها صادرة من رئيس نظام يدعي السيطرة على الوضع في العالم أمنياً على وجه الخصوص .
* إلى الأمير الغر محمد بن سلمان :
قال الأمير الغر محمد بن سلمان ولي عهد النظام السعودي ( لن نسمح بوجود حزب الله جنوب المملكة ) .
رد المجاهدون الابطال المرابطون في مواقع الكرامة والشرف على تخوم عسير ونجران وجيزان: ونحن لا نقبل بوجود الكيان الصهيوني على الحدود الشمالية لليمن ، الأرض اليمنية مقدسة لا تقبل المطبعين وأذناب أمريكا .
* صوم اللسان
قالت وسيلة إعلامية مأجورة إن محمد بن سلمان متعود على صوم الاثنين والخميس للدلالة على قوة إيمان الرجل ، قلنا صوم اللسان خير من صوم البطن وحماية دم الإنسان خير من عبادة أعوام ، كفى كذباً وتظاهراً بالإسلام في زمن كشف الأوراق وعلى هذه الوسيلة والأمير الغر أن يعرفوا أننا أصبحنا على مشارف الزمن اليمني الجميل ، وهذا الزمن هو الكفيل بحماية الدين الإسلامي الحنيف كما جاء به نبي الإنسانية محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وذود الأعداء عنه ، وأختم بقول المبصر الوحيد في هذا الكون المرحوم بإذن الله الأستاذ/عبدالله البردوني حيث قال :
هذي الكباش الآدمية
باسم عالفها تناطح
والله من وراء القصد ،،،

قد يعجبك ايضا