وصية المؤسس ومعاهدة الطائف واتفاقية جدة

عبدالفتاح علي البنوس
السعودية جارة سوء ، منذ تأسيسها لم يصلنا منها إلا شرها الذي توزع على حكامها الذين تعاقبوا على الحكم فيها ، قد يكون الملك فيصل هو الحالة الاستثنائية بين ملوك السعودية الذي أظهر حالة من الود تجاه اليمن واليمنيين ، وكانت له توجهات إيجابية معززة للعلاقات الأخوية بين البلدين ، وهو ما دفع باللوبي اليهودي لتصفيته والخلاص منه ، عقب تصريحاته المنددة بالاحتلال الصهيوني والداعمة بقوة للقضية الفلسطينية ، وآل سعود كأسرة حاكمة ليست وليدة شبه الجزيرة العربية ، وإنما هي أسرة يهودية الجذور صنعتها المخابرات البريطانية بالتزامن مع ظهور محمد بن عبدالوهاب مؤسس الحركة الوهابية التي تقاسمت سلطة الحكم في بلاد نجد والحجاز السياسية والدينية ، عملوا على توزيع شرهم ، واحتكار الخير الذي أنعم الله به عليهم لهم ولأسيادهم من الأمريكيين والأوربيين وأبناء عمومتهم من اليهود ، تنفيذاً لوصية مؤسسهم الهالك عبدالعزيز آل سعود.
الوصية المشبعة بالحقد والغل والتصهين واليهودة والتي جاء فيها (الحكم لأولادي ومن بعدهم لأحفادي ، واضربوا واطعموا ولا تتركوا يد مصر تصل إلى سوريا ، ولا تدعوا يد سوريا تصل إلى العراق ، لكل جسد رأس وقلب ، فرأس الأمة العربية مصر ، وقلبها سوريا ، فاضربوا الرأس ، واطعنوا القلب حتى لا تنتهي مملكة آل سعود ، عزكم في ذل اليمن ، وذلكم في عزها) هذه وصية جدهم المؤسس وهي معبرة عما فيها من حقد وكره وغطرسة ويهودة ، غرسها في نفوس وقلوب أولاده وأحفاده ، فأظهروا حقدهم الدفين على اليمن واليمنيين وعلى العراق ومصر وسوريا وكل الدول القومية التي تعاف حياة العبودية والذل والهوان ، يريدون إذلالنا وإهانتنا والنيل من كرامتنا وسيادتنا تنفيذا لوصية الهالك عبدالعزيز آل سعود ، حيث يعملون على إثارة الفتن والأزمات والصراعات في الداخل اليمني لكي لا نصل إلى التطور والتقدم المنشود ، لا يريدون أن يستقل قرارنا وأن تصان كرامتنا ، وتحفظ سيادتنا ، لأننا حينها سنبني أنفسنا ونخدم شعبنا وهذا ما حذر منه ، وأوصى أولاده وأحفاده بأن لا يتركونا نصل إليه ، ومن أجل ذلك استحدثوا اللجنة الخاصة والتي كانت باكورة نشاطها التآمر على الرئيس الشهيد إبراهيم محمد الحمدي والمشاركة في جريمة اغتياله في العام 1977م.
ولو أمعنا في مضامين الوصية السالفة الذكر فإن العدوان على بلادنا يأتي ترجمة حرفية لمضامينها ، بعد أن لمس آل سعود عقب ثورة 21سبتمبر التي أطاحت بأذناب السعودية وأذرعها ، حيث شعروا بالخوف والقلق منها ، خشية أن تسهم في تحسين أوضاع اليمن واليمنيين ، وهذا ما يتعارض مع الوصية ، ومن هنا يجب أن نعي وندرك جميعا أن آل سعود حالهم حال إسرائيل غدة سرطانية خبيثة ، لا خير منها يرتجى للعرب والمسلمين عامة ولليمن واليمنيين خاصة ، وأن كل ما يقومون به يصب في مصلحة أعداء الأمة ، ويخدم مصالحهم ويعزز من نفوذهم ، لذا فإن الواجب علينا أن لا ندخر أي وسيلة في مواجهتهم والتصدي لمشاريعهم التدميرية التآمرية وخصوصا بعد أن ارتكبوا الجرائم والمذابح البشعة في حق المدنيين الأبرياء من النساء والأطفال على مدى أربع سنوات من العدوان.
ومن ذلك العمل الجاد على انسحاب بلادنا رسميا من معاهدة الطائف 1934م واتفاقية جدة الموقعة عام 2000والخاصة بترسيم الحدود والتي حصلت بموجبها جارة السوء على عسير وجيزان ونجران ومساحات من الأراضي اليمنية التي تم تسليمهم إياها سابقا ، واستخدامها كورقة ضغط على هذه الأسرة الخبيثة ، والتي لم تكتف بما قامت به تجاه اليمن واليمنيين ، وما تزال تعمل من أجل تمزيق اليمن وتجويع اليمنيين ، وإذكاء الصراعات والفتن والأزمات ، وتحويل اليمن إلى مستعمرة سعودية ، لتبدأ بعدها معركة تحرير الأراضي اليمنية في عسير ونجران وجيزان كرد تأديبي على الغطرسة والإجرام السعودي ، وقيامها بانتهاك السيادة اليمنية ، والعبث بأمن واستقرار واستقلال اليمن.
بالمختصر المفيد، هذا هو الرد الأنسب الذي سيجبر المهفوف السعودي على الفرملة والعودة إلى رشده وايقاف مغامرته الحمقاء وتصرفاته الصبيانية الرعناء تجاه اليمن واليمنيين.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.

قد يعجبك ايضا