الإمارات بين الغد والغدر

عبدالفتاح علي البنوس
الغدر من الخصال الذميمة التي باتت لصيقة بالنظام الإماراتي العميل المتصهين ، هذا النظام العائلي الرجعي المستبد الذي تحول إلى سرطان خبيث ينخر في الجسد اليمني خاصة وفي الجسد العربي عامة ، هذه الدولة الزجاجية الاستعراضية عملت عقب تحالفها ومشاركتها في العدوان على بلادنا جنبا إلى جنب مع الكيان السعودي على إطلاق قناة فضائية إماراتية موجهة لمتابعة الشأن اليمني ، وإن حاولت أن تصبغها ديكوريا بالصبغة اليمنية ، وذلك بهدف قيامها بدعم وإسناد مخططها وخدمة أهدافها المتوخاة من وراء قيامها بالمشاركة في العدوان على بلادنا والسعي لاحتلال المناطق الجنوبية والهيمنة عليها ، وكذا القيام بالدفاع عن جرائمها والترويج للاحتلال الإماراتي وتصويره على أنه يندرج في سياق الدعم والتحرر والتطور الذي ظلوا يوعدون به أبناء المحافظات الجنوبية.
هذه القناة الفضائية التي أطلق عليها اسم الغد المشرق والتي يديرها المسخ المرتزق عبدالله إسماعيل وتبث برامجها من الإمارات تحت إشراف إماراتي ووفق السياسة الإماراتية وبما يخدم مصالحها ويعزز من نفوذها وهيمنتها تشن هذه الأيام حملة مسعورة على حزب الإصلاح حسب الرغبة والطلب والتوجه الإماراتي المناهض للإخوان والداعم لعفافيش المرتزق العميل طارق عفاش ، حملة تخوين واتهامات بالغدر والخيانة ، حيث خصصت القناة في أعلى شاشتها هاشتاقاً وشعاراً لها تصف فيه حزب الإصلاح بحزب الغدر ، وتارة بحزب الأوساخ وذلك ردا على الحملة التي تتبناها وسائل إعلام الإصلاح والقوى القبلية والعسكرية الموالية للحزب والتي تمثل أجنحة الإصلاح القبلية والعسكرية والتي تهاجم فيها الإمارات وتتهمها بالسعي لاحتلال الجنوب ونهب ثرواته واستغلال مقدراته ، والاتجاه نحو الهيمنة المطلقة عليه من خلال تفعيل أدواتها هناك والتي تتحرك وفق التوجيهات والأوامر الإماراتية.
حملة الإصلاح الموجهة ضد المحتل الإماراتي ليست صحوة متأخرة من قبل الحزب ، وإنما تندرج في سياق المكايدات والصراع السعودي الإماراتي والتنافس القائم بينهما على احتلال اليمن ونهب ثرواته والسيطرة على كافة مقدراته ، فالسعودية دفعت بالإصلاح لمهاجمة الإمارات ، كما دفعت الإمارات ببقايا الخونة العفافيش لمهاجمة السعودية ، فالعفاشي يرى في التواجد السعودي في اليمن احتلالا ، ويرى في التواجد الإماراتي بأنه يندرج في إطار دعم الشرعية المزعومة ، وعلى النقيض من ذلك تماما يرى الإصلاحي في التواجد الإماراتي احتلالا ، بينما يرى التواجد السعودي دعما وإسنادا للشرعية الدنبوعية المزعومة ، وهنا تكمن المشكلة ، ويتضح غدر وسخف الإمارات والإصلاح معا ، فكلاهما ينطلقان تبعا للمصلحة النفعية الخاصة ، ولا توجد هنالك لا صحوة ولا يحزنون ، فالإمارات قطعت عنهم المدد ، فارتموا بقوة في أحضان السعودية ، والتي طلبت منهم مهاجمة الإمارات مقابل ديمومة الدعم والتمويل.
وأمام هذه الحملة الإماراتية المسعورة على حزب الإصلاح التي تقودها قناة الغد المشرق ، فإن الأمر يتطلب صحوة وطنية إصلاحية تبدأ أولا بالعودة إلى حضن الوطن وإعلان البراءة من العدوان وقوى الغزو والاحتلال الإماراتية والسعودية والتخندق في جبهة الوطن لدحر الاحتلال الإماراتي والسعودي ومن ثم الشراكة في بناء الوطن مع القوى الوطنية لا أن يتجه الحزب لتلميع وتمجيد وتبجيل المحتل السعودي والثناء عليه والقتال في صفه ومهاجمة المحتل الإماراتي إعلاميا.
بالمختصر المفيد، المحتل السعودي لا يقل قبحا ووضاعة وإجراما ووحشية عن المحتل الإماراتي وكلاهما يستخدمان الإصلاح قفازة وأداة لتمرير وإنفاذ أجندتهما ، والمشكلة أن الفائدة المادية التي يحصل عليها الحزب تقتصر على بعض القيادات التي تتزعم أجنحة الحزب السياسية والاقتصادية والعسكرية والتي تحصل على نصيب الأسد من هذه الأموال ، فيما يساق المغفلون إلى حتوفهم ويتم التغرير عليهم وخداعهم بالتنظيرات الإخوانية الأفلاطونية التي لا تسمن ولا تغني من جوع ، اليوم هناك فرصة للإصلاح للعودة إلى جادة الحق والصواب ، والتخلي عن السعودية والإمارات ، قرار العفو العام ما يزال ساري المفعول ، وهي فرصة وعدم الاستفادة منها وتضييعها قد يكون غصة ، لا داعي للكبر والعناد ، العدو يستهدف الجميع الحوثي والمؤتمري والإصلاحي والناصري والاشتراكي والحراكي ، العدو لا يريد الخير لليمن واليمنيين ، فلماذا الإصرار على العمالة والانبطاح له والقبول بعيشة الذل والهوان ، الوطن سينهار بالجميع إذا ما تمكن الغزاة والمحتلون ، إلى هنا ويكفي ولنفتح صفحة جديدة ، فلا يليق بك أن تنبطح لعدوك وتتودد له ، وترفض أن تمد يدك لأخيك وابن بلدك!!!
جمعتكم مباركة وعاشق النبي يصلي عليه وآله.

قد يعجبك ايضا