اتحاد القدم .. سياسة آنية مصيرها الفشل

 

جمال الخولاني

لا أدري ما هي الآلية التي ينتهجها الاتحاد العام لكرة القدم في اختيار الأجهزة الفنية للمنتخبات الوطنية، وما هي المعايير التي يستند إليها عند الكشف عن هوية المدرب الأجنبي أو الوطني على حد سواء، ومن هو المخول في دراسة ملفات المدربين والرفع بهم لقيادة الاتحاد للمصادقة عليهم.
السياسة المتبعة للاتحاد مع الأسف الشديد آنية ووقتية لا تخضع للدراسة والتقييم والمعايير في اختيار الأجهزة الفنية، وبالتالي الفشل هو الرهان والمحصلة في تراكم الإخفاقات ليلجأ الاتحاد مجددا في البحث عن مدرب آخر أو العودة للسابق وهكذا تدور الدوائر والنتيجة واحدة ومقصلة الإقالة جاهزة للمدرب الضحية وجهازه المعاون، بينما الإداري يمدد أبا حنيفة ولا يبالي وكأن المدرب المغلوب على أمره هو المتسبب الفعلي في الإخفاق.
مؤخرا أسند اتحاد اللعبة مهمة تولي قيادة المنتخب الأول لجهاز فني وطني خالص يقوده الوطني سامي النعاش خلفا للسلوفاكي جان كويسان الذي قاد المنتخب ثلاث مباريات في نهائيات الأمم الآسيوية الماضية وكانت النتائج كارثية وظلت قيادة الاتحاد عاجزة عن إيضاحات جوهرية عن أسباب الإخفاق كاستشعار بالمسؤولية واعتذار رسمي يخفف من معاناة الجمهور التواق لرؤية منتخب يرفع الرأس ويقارع الكبار على غرار من هم في خندق ويلات الحروب والأوضاع في بلدانهم أسوة بوطننا الحبيب، كسوريا والعراق وفلسطين وغيرهم.
بالتأكيد اختيار المدرب الوطني هو الأفضل في الوقت الراهن بصرف النظر عن القائمة المختارة في قيادة المنتخبات الوطنية والسبب البيئة وقرب المدرب المحلي من اللاعبين ودرايتهم الكاملة بمستويات اللاعبين ومن هم أهل لتمثيل فانلة المنتخبات وفق شروط وضوابط تساهم في تعزيز قدرة اللاعب على تقديم مستوى مشرف يليق بمكانة الكرة اليمنية.
المنتخب الوطني الأول ينتظره استحقاق في بطولة غرب آسيا الشهر المقبل في مدينة كربلاء العراقية للوقوف على جاهزية اللاعبين البدنية والفنية والذهنية في التصفيات المزدوجة المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2022 بقطر وأمم آسيا 2023 في الصين، فمهمة النعاش معقدة والظروف غير مواتية بشرط التسريع في إقامة الدوري التنشيطي الذي أعلنه الاتحاد وهي بادرة جميلة لقتل الجمود الكروي المتوقف منذ خمسة أعوام رغم قلة مباريات البطولة، ونأمل أن ينال النعاش فرصة كافية لإعداد اللاعبين المختارين.
هي رسالة واضحة المعالم لقيادة الاتحاد العام في إعادة النظر في كيفية اختيار المدربين ودراسة ملفاتهم بتأن ومنح الفرصة الكافية للمدرب في مدة التعاقد بحيث لا تقل عن سنتين ولا تزيد عن خمس من خلال وضع الخطط الاستراتيجية البناءة على غرار الاتحادات الأهلية الوطنية على مستوى الوطن العربي أقل تقدير ولن أذهب بعيدا في مقارنات ما أنزل الله بها من سلطان، فسياسة الترقيع مصيرها دائما دهاليز القاع والشتات وتصنيف منتخبنا الوطني خير دليل.
زاوية حادة: المنتخب المصري ودع نهائيات أمم أفريقيا المقامة حاليا على أرض الكنانة بخسارته في ثمن النهائي أمام مضيفه الجنوب أفريقي بهدف نظيف، فقام الاتحاد المصري بإقالة الجهاز الفني والإداري للمنتخب ولم يكتف بذلك بل قدم رئيس اتحاد اللعبة استقالته وطالب من أعضاء الاتحاد إتباع نهجه لإتاحة الفرصة للآخرين، والحليم تكفيه الإشارة.

قد يعجبك ايضا