معادلة الصواريخ والمُسيّرات اليمنية

افتتاحية الثورة

مُنذُ مارس 2015م تاريخ شَنِّ السعودية حربها على اليمن وفق حساباتها الدولية والإقليمية ومعادلة فائض القوة العسكرية والسياسية والمالية والإعلامية وخارطة التحالفات السياسية والطائفية والمذهبية تحولت مملكة العدوان إلى نصب أهداف للصواريخ والمسيّرات اليمنية التي وصلت إلى معظم مدنها الرئيسية.
في مايو 2015،م استهدفت القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية قاعدة خميس امشيط بصاروخ باليستي من نوع “سكود” ، وفي يونيو من العام نفسه تعرضت معسكرات وقواعد عسكرية في جيزان ونجران لهجمات باليستية بصواريخ “توشكا” الروسية ، وشهد العام 2016 م تطورا نسبيا في الضربات الصاروخية, حيث استهدفت صواريخ “قاهر” و”زلزال 3″ المحلية جملة أهداف عسكرية في نجران وجيزان وعسير ، لكن العام 2017 شهد تطورا نوعيا بإزاحة القوة الصاروخية عن صاروخ باليستي طراز “بركان 1” ثم “بركان 2″والأخير هو الصاروخ الذي قصفت به القوة الصاروخية أهدافا في الرياض وينبع وغيرها ، وكان من أبرز الضربات الباليستية إطلاق صاروخ باليستي من نوع “بركان 2” على قاعدة الملك خالد في الرياض بتاريخ 20 مايو/أيار 2017، قبل ساعات من وصول الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى السعودية في زيارة قام بها لمملكة العدوان آنذاك ، وفي يوليو/تموز من العام نفسه، أعلنت القوة الصاروخية إطلاق صاروخ باليستي بعيد المدى لأول مرة على منشآت نفطية في محافظة ينبع، غربي السعودية.
وعلى الرغم من أن النظام السعودي نفى إصابة مصافي النفط وقتذاك وحينها لم يؤكد اعتراض الصاروخ، فإن تقريراً أمريكياً سلط الضوء، في وقتٍ لاحق، على الضربة الصاروخية باعتبارها تطوراً نوعياً غير مسبوق آنذاك، إذ طار الصاروخ مسافة تقارب 1000 كيلومتر في سماء مملكة العدوان السعودية.
وفي نوفمبر 2017 ضربة صاروخية بصاروخ “بركان 2” على مطار الملك خالد الدولي في الرياض، ووصلت شظايا الصاروخ فعلاً إلى أجزاء من المطار ، حسب مصادر أكدت لـ(لثورة) حينها أن الانفجار الذي نتج عن الضربة أصابت مخازن وقود وتسبب بحالة من الهلع والإرباك في المطار ، إلى ذلك، كان الهجوم الصاروخي الأشهر على الرياض ومدن سعودية أخرى في 26 مارس 2018 عشية الذكرى الثالثة للعدوان على اليمن فيما عُرف بعملية الشهيد أبو عقيل حيث استهدفت القوة الصاروخية بدفعة صواريخ باليستية متنوعة بين متوسطة وبعيدة المدى من نوع “قاهر M-2 “الذي استهدف مطار أبها وجيزان ومقر أرامكو في نجران ومعسكرات وأهدافا أخرى عسكرية ، و”بركان H-2” الذي استهدف مطار الملك خالد الدولي ، أسمت القوة الصاروخية تلك العملية النوعية بعملية الشهيد -أبو عقيل-وفاءً لوعد السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي ، وشكّل العام ذاته الذي أطلق عليه الرئيس الشهيد صالح الصماد عام الصواريخ الباليستية لحظة فارقة أخرى في التصعيد لعمليات الرد والردع وتدشين الخيارات الإستراتيجية، وأضيف لها إنجاز إزاحة الرئيس الشهيد صالح الصماد الستار عن منظومات طائرات مسيّرة من طرازات مختلفة، هجومية وتجسسية، استُخدمت في العام نفسه في عمليات ميدانية في الحدود وبشكل لافت.
ومع نهاية العام 2018 وبدء العام 2019، أخذت الطائرات المسيّرة بعدا استراتيجيا أوسع مع تطور لافت في العمليات وكثافتها وبرز ذلك في مشاركة الطيران المسيّر بمعركة الساحل الغربي ، ومع الضربة التي شنتها طائرة “صماد 3 “على مطار أبو ظبي في العام 2018 أزيح الستار عن منظومة متطورة من المسيّرات ، إلى جانب ذلك بات الطيران المسيّر يشكل معادلة ردع عالي الخطورة على قوى العدوان باستهداف قاعدة العند الجوية في محافظة لحج ، لكن عملية التاسع من رمضان التي استهدفت خط ضخ النفط في منطقة الرياض تعد الأقوى وغير المسبوقة في عمليات سلاح الجو المسيّر ، وكانت بمثابة التحول الإستراتيجي المهم والذي دخلت معه عمليات سلاح الجو مسارا مختلفا من التصعيد وطورا جديدا من الرد والردع.
لم تتوقف عمليات سلاح الجو المسيّر لتتواصل بعد ذلك العمليات الهجومية على مطارات أبها وجيزان ونجران وخميس امشيط ، ضمن معادلة مطاراتنا مقابل مطاراتكم والتي أعلن المتحدث الرسمي للقوات المسلحة بأنها مرحلة لها بنك أهداف يتكون من ثلاثمائة هدف ويشمل منشآت حيوية واقتصادية داخل السعودية ستكون تحت نيران سلاح الجو المسيّر.
ومع توالي الضربات للمُسيّرات والصواريخ اليمنية تزيح القيادة العامة للقوات المسلحة عن منظمات صاروخية ومسيّرات يمنية جديدة ، يأتي ذلك في إطار التحضير لمرحلة ثانية من التصعيد في عمليات الرد والردع ، أمر يضع المعتدين أمام مفترق طرق وبعد أن صارت مغامرتهم وجرائمهم خطيئة ماحقة فإن الاستمرار فيها يصبح تهديدا وجوديا تتعاظم خطورته مع الحديث عن مرحلة ثانية من التصعيد ، وعلى دول العدوان اليوم أن تواجه مكشوفة كلف حربها وخياراتها الحمقاء بما فيها الكلف الباهظة للحماية الدولية وما يترتب عليها من نزيف هائل يكاد يبتلع ثروات الخليج المتراكمة بل وثروات الأجيال القادمة كذلك.

قد يعجبك ايضا