عبروا عن رفضهم القاطع لصفقة القرن وما طرح في مؤتمر البحرين منتصف الأسبوع الماضي

الشعب اليمني : نحن ضد أي مشروع من شأنه أن ينال من حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم والعودة إلى وطنهم

> رئيس جامعة الحديدة : صفقة القرن مشروع أمريكي صهيوني يراد منه تهويد فلسطين، وهي تتعارض كليا مع المبادرة العربية للسلام

> القائم بأعمال محافظ الحديدة : مؤتمر المنامة فضح أنظمة العمالة والخيانة وفي مقدمتها نظاما آل سعود وآل زايد

> أكاديميون وكتاب : الإدارة الأمريكية استبدلت شعار “الأرض مقابل السلام” بشعار “الازدهار مقابل السلام”

الثورة / أحمد كنفاني

أكدت الفعاليات والتنظيمات السياسية والحزبية والأكاديمية ومنظمات المجتمع المدني ورابطة علماء اليمن في بيانات صادرة عنها مطلع الأسبوع الجاري أن أي مشروع من شأنه أن ينال من حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وحق إقامة دولة فلسطين بعاصمتها القدس يعد مرفوضا شكلا ومضمونا .
وأشارت إلى أن تمرير ما يسمى بصفقة القرن وبيع القضية الفلسطينية والتنازل عن الحقوق المشروعة وتمرير المشروع الصهيو أمريكي في المنطقة على حساب معاناة الشعب الفلسطيني وتضحياته ومصادرة أرضه والتنازل عن المقدسات الإسلامية عبر عقد ما يسمى بمؤتمر أو ورشة عمل اقتصادية دعا إليها في الأساس رأس الكفر وكبير طغاة الأرض رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وحرص على اقامتها في دولة عربية البحرين ، وحشد لها قدر المستطاع، وروج لها إعلاميا في كثير من قنوات الإعلام ولا سيما قنوات الفتنة والعمالة والخيانة لا تنسجم مع آمال وتطلعات الشعوب العربية والإسلامية وتعد خيانة عظمى لله ولرسوله وللمؤمنين ولكل القيم والأعراف والمبادئ الإنسانية.
ولفتت إلى أن السعي في تمرير مثل هذه المشاريع يعد مشاركة في الجرائم التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني المكلوم والمغلوب على أمره وحيت الفعاليات والتنظيمات السياسية والحزبية والأكاديمية ومنظمات المجتمع المدني ورابطة علماء اليمن الشعب الفلسطيني الحر الأبي الذي رفض المشاركة في هذه الفعالية رفضاً قاطعاً بكل أطيافه وفصائله ومؤسساته إذ هو المعني الأول بهذا الأمر وقد عبّر عن شجاعته وموقفه الصلب في عدم التنازل ولو بذرةٍ من تراب من فلسطين المحتلة. وأشارت إلى أن الشعب اليمني برمته وأطيافه قيادة وحكومة وشعبا وفي مقدمتهم علماء اليمن الأحرار يقف الى جانب الشعب الفلسطيني كما عهده دوما وأشادت بالدول التي لم تشارك وتتفاءل مع هذه الفعالية ودعت كل الوطنيين والخيرين إلى بذل المزيد من الجهود والتركيز وتسليط الضوء على مظلومية الشعب الفلسطيني ومركزية القضية الفلسطينية واعتبرت أن من حضر هذه الفعالية من أنظمة العمالة والخيانة والارتزاق لا يعبر عن موقف الشعوب الإسلامية الرافض للاحتلال والاغتصاب والتنازل عن أي حق من حقوق هذه الأمة وإنما يعبر حضورهم عن عمالتهم وخيانتهم وعدم أهليتهم لتولي أمور هذه الأمة مما يوجب حرمة توليهم والبراءة منهم. ونوهت إلى أن موقف الشعب اليمني المشرف ورفضه القاطع لهذه الصفقة واضح وصريح وينسجم مع الشريعة الإسلامية والقيم والمبادئ الإنسانية والمشاركة على تمريرها تعد جريمة وعونا للظالم على المظلوم، وتعصبا لجانب الطغاة على المظلومين في الأرض..

* بداية عبر كل من القائم بأعمال محافظ الحديدة محمد عياش قحيم ووكلاء المحافظة عبدالجبار أحمد محمد ومجدي الحسني وعبدالمجيد وعدد من مسؤولي وقيادات المكتب التنفيذي والخدمي خلال مشاركتهم في وقفة احتجاجية أمام مبنى المحافظة تنديدا واعتراضًا على الورشة الاقتصادية التي أقيمت يومي الثلاثاء – الإربعاء الماضيين في عاصمة البحرين المنامة في إطار ما يسمى “صفقة القرن” بالقول : وقفتنا اليوم مع كل أبناء محافظة الحديدة يأت للتعبير عن رفضنا لصفقة القرن وأشاروا إلى ما ترتكبه أمريكا وحلفاؤها من جرائم بحق الشعوب في فلسطين وسوريا واليمن وأكدوا أن المشاركة في فعالية مؤتمر البحرين لتمرير هذه الصفقة تعد خيانة عظمى في حق الشعب الفلسطيني وقضيته, مشيرين إلى أنها وغيرها من الفعاليات التآمرية الداعية للتطبيع مع العدو الصهيوني فضحت أنظمة العمالة والخيانة وفي مقدمتها نظاما آل سعود وآل زايد وعبروا عن شكرهم لكل من شارك في الوقفة .
* ولفت رئيس جامعة الحديدة الأستاذ الدكتور محمد الأهدل إلى أن بنود المؤامرة التي يخططها ترامب وإدارته لمستقبل المنطقة وقضية الصراع العربي الإسرائيلي بدأت تتكشف ويمكن تلخيص بعض مضامينها الخطيرة في أن الخطة تستهدف بالدرجة الأساسية تحقيق نفس الأهداف المعتمدة منذ تأسيس إسرائيل، وهي ليست استمرارا للخطط السابقة، بل تشكل خروجا كاملا عن قواعد اللعبة السابقة، فليس مطروحا للتفاوض فيها والتوصل إلى تسوية، وإنما تسعى لفرض الحل الإسرائيلي بذريعة أن الواقع الذي أقامته إسرائيل هو المرجعية الوحيدة، في محاولة جادة لفرض الحل بالقوة، واستكمال خلق الحقائق على الأرض، ودمج إسرائيل في ” الشرق الأوسط الجديد” الذي طالما سعت الإدارات الأمريكية لإيجاده وكذا تنكر فاضح لقرارات الشرعية الدولية ولمبادرة السلام العربية، ذلك أن الولايات المتحدة تحاول ابتداع حلول خارج رحم الشرعية الدولية، تنتقص من الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حقه في تقرير مصيره بإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية، ناهيك عن أن الصفقة تتعارض كليا مع المبادرة العربية للسلام التي ترفض إقامة أية علاقات تطبيعية مع إسرائيل قبل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.. والسؤال الذي يطرح هنا هو كيف ستدعم البحرين والسعودية والإمارات الحقوق الفلسطينية ؟ ومن سيحضر المؤتمر من العرب ما دامت القيادة الفلسطينية والفصائل، ورجال الأعمال الفلسطينيون ومن خلفهم كل الشعب الفلسطيني أينما وجد، يرفضون المشاركة، ويعتبرون الورشة مؤامرة ؟ !! .
وأوضح الأهدل في سياق حديثه لـ” الثورة ” أن الصفقة تهدف أيضا إلى إجبار الفلسطينيين، بمساعدة دول عربية على تقديم تنازلات مجحفة لمصلحة إسرائيل وهي مشروع أمريكي صهيوني يراد منه تهويد فلسطين، وهي لا تضم سوى بعض المقترحات العملية لأجل تحسين حياة الفلسطينيين على المستوى الاقتصادي، لكنها لا تضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة بجانب إسرائيل، بل تعرض حوافز اقتصادية مقابل الاعتراف العربي بإسرائيل، والإبقاء على فلسطين في وضعها الراهن، دون أية سيادة و دولة، والسعي لتصفية قضية اللاجئين عبر توطينهم في أماكن لجوئهم، وإلغاء صفة اللجوء عن اللاجئين الفلسطينيين، وتحويل قضيتهم إلى قضية إنسانية، وتغيير السلطة لتصبح بالكامل وكيلا للاحتلال، وبلورة بديل فلسطيني أو عربي عن منظمة التحرير الفلسطينية، وتعميق الانقسام الفلسطيني، وضم أجزاء من الضفة المقامة عليها المستعمرات الاستيطانية، في ظل تصويت الكنيست على قانون ” القومية اليهودية ” في فلسطين، ومنح العدو حرية تهويد الأرض، الذي تكمن خطورته في تهجير من تبقى من الشعب الفلسطيني من داخل فلسطين المحتلة وزيادة الحصار المفروض على قطاع غزة، وتشديد الضغوط الاقتصادية والمعيشية على الشعب الفلسطيني لاحتواء المقاومة وخنقها وتشويه صورتها، وتفريغها من مضمونها، ومحاربة كل من يدعمها، وتلاشي حلم تحرير فلسطين والعودة إليها.
* من جانبه لفت عضو مجلس الشورى عبد الرحمن مكرم الطسي ومدير مكتب الأوقاف والإرشاد سليمان محمد الفقيه إلى “أننا من دون شك كيمنيين معنيون بهذه الوقفة التضامنية والتي قد تكون أبلغ من كثير من الكلام، وأكثر تعبيرًا عما يجري في وطننا العربي، فنحن في حالة قلق من انعكاس هذا المشروع سلبا على المجتمع الفلسطيني بإلغاء حق تقرير مصيرهم والعودة الى مصيرهم .وأضافا “أننا أصحاب كلمة وموقف، وهذه الوقفة التي ستليها عدة وقفات خلال اليومين القادمين تهدف لإرسال رسالة حق وعدل، لأن قضية فلسطين قضية حق وأساس، لا يعني فيها فقط المواطن الفلسطيني إنما هي قضية تعني كل مواطن عربي حر، نتيجة ما تتعرض له فلسطين من ظلم.
* وأكد الدكتور عدنان الحمادي – جامعة الحديدة سعي الإدارة الأمريكية إلى تصفية القضية الفلسطينية بعقد ورشة اقتصادية في دولة عربية لفرض الحل الإسرائيلي للإجهاز على القضية الفلسطينية، خدمة لدولة صهيونية على تأريخ المنطقة وجغرافيتها، عبر خطة ترامب لـ”السلام في الشرق الأوسط “، بالمنطق الاقتصادي ذاته الذي يتعامل به الرئيس الأمريكي مع معظم الملفات السياسية، على اعتبار أن المشكلة الأساسية لدى الشعب الفلسطيني هي الحالة الاقتصادية المتردية وليس الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه وأعلن البيت الأبيض انطلاق مسلسل الإملاءات الأمريكية المعروفة إعلاميا بـ”صفقة القرن “، من العاصمة البحرينية المنامة، 25 يونيو الماضي، بهدف تشجيع الاستثمار في الأراضي الفلسطينية المحتلة ، وبذلك تكون الإدارة الأمريكية قد استبدلت شعار ” الأرض مقابل السلام ” بشعار ” الازدهار مقابل السلام “.
* من جانبه قال اتحاد الكتاب اليمنيين بالمحافظة : من الواضح أن البحرين لا تملك من الأمر شيئا، فهي ليست صاحبة القرار، بل إدارة ترامب وحليفيها الأهم بالخليج قرروا، والبحرين لبّت وأشار إلى أن الصهيو أمريكي ترامب وصهره، يحاولان عقد الصفقة لـ” تأمين ” التزامات مالية من دول الخليج العربي الغنية، والجهات المانحة وآسيا، لحث الفلسطينيين وحلفائهم على تقديم تنازلات سياسية للاحتلال الإسرائيلي، دون التطرق إلى الملفات السياسية وتأتي هذه الخطوة في وقت أصبح الانحياز الأمريكي لإسرائيل واضحا، بعد أن تسلم ترامب رئاسة الولايات المتحدة، وقيامه بالاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة للاحتلال، وقطع الدعم الأمريكي عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، وغيرها من الممارسات الداعمة للاحتلال .
وكانت مصادر دبلوماسية عربية قد أفادت لعدد من وسائل إعلام بأن بعض الدول العربية ما تزال تحاول إقناع السلطة الفلسطينية بقبول “صفقة القرن” ونقلت صحيفة الشروق المصرية عن دبلوماسي عربي بارز في القاهرة تأكيده أن بعض العواصم العربية الفاعلة نصحت الرئيس الفلسطيني محمود عباس بقبول الشروط المعروضة عليه حتى لا يندم الفلسطينيون لاحقا على ما يمنح لهم ويعتبرونه اليوم قليلا جدا مقارنة بما كان مطروحا عليهم قبل سنوات وأوضح الدبلوماسي بحسب صحيفة الشروق المصرية أن عاصمة عربية فاعلة لم يسمها نقلت إلى عباس تصورا مفاده أن القراءة الواقعية تحتم على الفلسطينيين والعرب القبول بما هو معروض الآن, مضيفا أن ” الحكمة تقتضي بقبول أقصى ما هو متاح من تسوية الآن، والتعامل بمنطق ” خذ وفاوض “، حتى لا نتفاجأ بعد سنوات قليلة بأن وحش الاستيطان قد التهم كل الأراضي الفلسطينية .
فيما أبدت السلطة الفلسطينية انزعاجها الشديد من موافقة بعض الدول العربية ومشاركتها في الورشة الاقتصادية التي عقدت في عاصمة البحرين المنامة يومي 25-26 يونيو الجاري والتي تعتبر مقدمة لطرح “صفقة القرن ” الأمريكية.
وأكدت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، موقفها الرافض لعقد الورشة معتبرة أن ما تمخض عنها من نتائج تعتبر لاغية وباطلة ولن تخلق حقا ولن تنشئ التزاما.
وطالبت اللجنة من الدول العربية التمسك بمبادرة السلام العربية لعام2002م م دون أي تغيير أو تعديل، وكذلك قرارات قمة القدس بالظهران عام 2018 م، وقرارات قمة تونس عام 2019م، وقمة منظمة التعاون الإسلامي 2019 م وما يضمن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتجسيد استقلال دولة فلسطين على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس، وحل قضايا الوضع النهائي كافة وعلى رأسها قضية اللاجئين استنادا لقرار الجمعية العامة رقم (194) والإفراج عن الأسرى.
ولفتت إلى أن صفقة القرن لها أتباع ومريدون في العالم العربي من أصدقاء ترامب وكوشنير وكل هؤلاء يصطفون مع المشاريع الصهيونية والأمريكية، خشية من العصا الأمريكية أو تطبيعا للعلاقات مع الكيان الصهيوني، وهم بذلك يرضون بأبشع مراتب المذلة والتنازل عن الكرامة والحقوق لجعل الوجود اليهودي في فلسطين أمرا طبيعيا، والتسليم للكيان الصهيوني بحقه في الأرض العربية بفلسطين، وبناء المستعمرات، وتهجير الفلسطينيين، وفي تدمير القرى والمدن العربية، في محاولة لتركيع الشعب الفلسطيني والمقاومة ونزع سلاحها. ونوهت إلى أن هؤلاء جميعا مهما امتلكوا من قوة وتأثير لا يستطيعون أن يعطوا الشرعية لأي حل سياسي دون موافقة الفلسطينيين، وهذا ما كان معمولا به طوال العقود الماضية منذ العام 1948م وحتى الآن مؤكدة أن أكبر ما يهدد هذه الصفقة بالفشل هو تطرفها الكبير لصالح إسرائيل دون إعطاء شيء للفلسطينيين سوى وعود كاذبة بـ”الازدهار الاقتصادي” مقابل إدامة الاحتلال والحكم الذاتي تحت السيادة الإسرائيلية إلى الأبد.

قد يعجبك ايضا