معركة الوعي ومحاورها المتعددة

 

عبدالله علي يحيى الوشلي

المعركة التي نخوضها اليوم كعرب بشكل عام ويمنيين بصفة خاصة معركة مصيرية ونتائجها هي المحدد للمستقبل القادم علينا وكيف سيكون هذا المستقبل بناء على نتائج المعركة الدائرة بين القوى الثورية الوطنية وبين قوى العمالة والخيانة والارتزاق.
وهذه النتائج تتحدد وفقا لنوع النتائج الحاصلة في الميدان وهذه الأخيرة تتحدد وفقا لنوع الطرق المتبعة في مواجهة هذا العدوان في
جميع المجالات المستهدفة والتي يراهن عليها العدوان في عدوانه علينا وهذه الطرق والوسائل تتوقف على مستوى الوعي المجتمعي بحقيقة العدوان وحقيقة أهدافه الشيطانية ووسائله الملعونة والخبيثة التي يسير عليها ويراهن على فاعليتها.
وفي المقابل فعندما تكون نسبة الوعي كبيرة يؤدي ذلك إلى السرعة في تحطيم آمال العدوان وتحطيم أهدافه الشيطانية.
أما إذا كانت نسبة الوعي ضعيفة ومحدودة فإن ذلك سيطيل من أمد العدوان وانكساره وهذا هو الحاصل وللأسف وبالتالي يجب على المثقفين وعلماء ومشائخ الدين والاجتماعيين من وجاهات ومشائخ قبليين وعقال أن يعملوا على توعية الناس وإرشادهم الإرشاد الواعي والمسؤول بما يؤدي إلى رفع مستوى الوعي بحقيقة العدوان وأهدافه ووسائله في الجوانب والمجالات المختلفة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والإعلامية والبيئية(دين-عادات وتقاليد_ ثقافات مجتمعية).
* ففي المجال الأول:المجال السياسي:
تتمثل مهمة المثقفين والمشائخ والعلماء في توعية أفراد المجتمع بأهداف العدوان السياسية المتمثلة في جعلنا أتباعاً له نأتمر بأمره وننتهي بنهيه مثل ما كان حاصلاً قبل ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر حينما كان السفير الأمريكي وكذلك السعودي الحاكمين الفعليين لليمن هذا كمثال بسيط من أهداف كثيرة.
وكذلك توعيتهم بالأساليب السياسية التي يتبعها العدوان مثل شراء الذمم الأممية وإصدار القرارات المختلفة تحت المظلة السياسية مثل القرار 2216 .
وأخيرا الوسائل السياسية التي يجب أن نتبعها لتحطيم آمالهم ومخططاتهم وذلك عن طريق الوقفات الشعبية المنددة بالعدوان وبالرأي العام المتداول والذي يكشف زيفهم السياسي ويخبر العالم بأن لا شرعية إلا شرعية الشعب.
* ثانيا: المجال الاقتصادي:
في هذا المجال أيضاً يجب توعية الناس بأهداف العدوان الاقتصادية والتي يراهن عليها العدوان بشكل كبير جدا والتي يرى أنه من خلالها يستطيع أن يركع هذا الشعب وذلك عن طريق تجويع هذا الشعب وتسييس لقمة عيشه وذلك بالحصار الخانق واللعب بالعملة الوطنية عن طريق إصدار المرتزقة لعملة جديدة دون غطاء مما أدى إلى هبوط أسعار العملة الوطنية مقابل الدولار مما انعكس سلبا على البضائع المستوردة وبخاصة أننا شعب معتمد بشكل كبير جدا على الواردات.
وبالتالي توعيتهم بطرق مواجهة هذه الأساليب وذلك عن طريق تشجيع الناس على الزراعة والاكتفاء الذاتي حتى وان لم يكن بالمستوى المطلوب.
وكذلك العمل قدر المستطاع على تجنب التعامل بالعملة الجديدة في محاوله للحد من آثارها السلبية على الاقتصاد الوطني.
* ثالثا: المجال الاجتماعي :
يجب توعية المجتمع بأهداف العدوان في هذا المجال وبالأساليب التي يتخذها وأيضا تعريفهم بأساليب التغلب على العدوان في هذا المجال وهنا مثال بسيط، ما يقوم به العدوان من تمزيق وتفتيت المجتمع إلى جزيئات صغيرة وذلك عن طريق أدواته وأبواقه التحريضية إما في شكل طائفي عبر الخطاب الطائفي (سني وشيعي) أو في شكل مناطقي (شمالي_ جنوبي…..الخ) أو في شكل عنصري (قبيلي_ هاشمي…….إلخ) أو في شكل حزبي (أنصار الله_ موتمري_ إصلاحي. …..إلخ) والذي يهدف العدوان من خلال ذلك إلى تمزيق المجتمع إلى جزيئات صغيرة لا تقدر على مقاومته وتحقيق أهدافه وكذا التناحر الداخلي والانشغال به وجعل الساحة مهيأة أمامه لتحقيق أهدافه الاستعمارية، والتي نستطيع أن نجتازها وان نهزمها عن طريق نشر الألفة فيما بيننا وان لا نستجيب لتلك الخطابات التفتيتية وكذلك التعايش والتحرك جميعا لمواجهة العدوان الذي لا يفرق بين هذا وذاك ويستهدف الجميع ويحاصر ويجوع كل فئات الشعب دون تحديد أو تخصيص.
* رابعا: المجال العسكري:
هذا المجال يعتبر مجالاً: خطيراً جداً ولذلك يجب أن نتحرك بوعي وان يتحرك العلماء والوجاهات للتحشيد إلى الجبهات وتوعية الناس بضرورة الحس الأمني والتعاون مع رجال الأمن وذلك لإفشال مخططات الأعداء التي تعمل على زعزعة الأمن والسكينة عبر الخلايا النائمة، وعمل مبادرات وطنية لدعم القوة الصاروخية ورفد الجبهات بالمال والرجال.
خامسا: المجال الإعلامي :
في هذا المجال يجب أيضاً على الإعلاميين والمثقفين توعية الناس بكيفية التعامل مع تحركات الأعداء الإعلامية عبر شبكاتهم المختلفة وعبر ذبابهم الإعلامي وتوعية الناس بضرورة عدم التعامل مع الأخبار المزعزعة للنفوس والأخبار المثبطة وعدم التعامل مع الأخبار مجهولة المصدر والأخبار المكذوبة، وكشف زيف العدوان الإعلامي وذلك عن طريق المنشورات المضادة لذباب العدوان وإعلامه.
* سادسا: الجانب البيئي:
هذا الجانب من الجوانب المهمة والتي من خلالها يعمل العدوان على نشر الفوضى الأخلاقية التي تعمل على تمييع الشباب والشابات وذلك عن طريق العمل على نشر ثقافات وعادات لا تمت لثقافة وأخلاق وعادات وتقاليد الشعب اليمني بصلة بل عادات دخيلة الغرض منها جعل الناس يركضون وراءها ونسيان القضية الأكبر المتمثلة بنيل الحرية واستقلال قرارنا السياسي دون تدخل خارجي في شؤوننا الداخلية.
هذه الجوانب جميعها يراهن عليها العدوان في حربه وعدوانه علينا، ولكن بنشر الوعي وتوعيه المجتمع بأهداف وأساليب العدوان وكيفية التعامل معها يجعل العدو يخسر كل رهاناته وأمواله التي بذلها لتحقيق هذه الأهداف ويعود بخفي حنين خاسرا خائبا من ارض الإيمان والحكمة.
الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والخلاص للأسرى والنصر لشعبنا اليمني الصامد المجاهد.

قد يعجبك ايضا