احتدام صراع السيطرة والنفوذ بين مليشيات هادي ومرتزقة الإمارات في الجنوب

لهيب النزاع يمتد إلى أنابيب النفط في شبوة

الثورة/

اقدمت عناصر مسلحة تابعة لقوات الغزو الاماراتي أمس على تفجير أنبوب لنقل النفط الخام في محافظة شبوة في حادث هو الثاني من نوعه خلال ايام فيما منعت مليشيات ما تسمى قوات النخبة الشبوانية الموالية للإمارات عملية الصيانة للأنبوب.
وتشهد محافظة شبوة توترا حادا على خلفية الصراع المحتدم بين مليشيات الرئيس الفار هادي من جهة وعناصر النخبة الشبوانية المدعومة اماراتيا بهدف السيطرة والنفوذ على مقدرات وثروات المحافظة.
وتسعى الامارات التي تدعم الجماعات الانفصالية في الجنوب الى بسط سيطرتها الكاملة على الجنوب وعلى عدن تحديدا حيث شهدت المدينة امس بحسب مصادر محلية تحركات عسكرية للمليشيات الاماراتية لتعزيز سيطرتها .
وقال مصدر محلي بأن أنبوب نقل النفط الخام الممتد من القطاع الرابع حقول عياذ في مديرية جردان شمال شبوة إلى ميناء النشيمة النفطي في مديرية رضوم جنوب شرقي شبوة، تعرض للتفجير في الكيلو 108 بمنطقة لماطر في مديرية الروضة شرق المحافظة.
ويعد التفجير هو الثاني من نوعه خلال أقل من أسبوعين، حيث تعرض أنبوب النفط الممتد من قطاع S2 النفطي في العقلة إلى عياذ، لعمل تخريبي مماثل في مفرق مدينة رضوم، في الـ 11 من الشهر الحالي.
وحملت شركة الاستثمارات النفطية التابعة لحكومة الفار هادي في بيان لها قوات ما يسمى بالنخبة الشبوانية الموالية للامارات مسؤولية منع الفرق الهندسية من إصلاح انبوب النفط الذي تم تفجيره.
وقالت الشركة ان قوات ما تسمى بالنخبة الشبوانية منعت فرق الصيانة من مباشرة عملها، مطالبة بوضع الحلول العاجلة لوقف تسرب النفط في كيلو 106.
وفي عدن التي تشهد تحركات عسكرية للميليشيات الإماراتية لتعزيز سيطرتها على المدينة أكد سكان محليون وشهود عيان إن طائرات تابعة لتحالف العدوان السعودي حلقت في سماء مدينة عدن جنوبي اليمن، بالتزامن مع بدء نقل عربات وآليات عسكرية اماراتية من ميناء الزيت في البريقة إلى المقر الرئيسي لقوات تحالف العدوان في منطقة الشعب غربي مدينة عدن.
وقالت مصادر محلية إن مقاتلة تابعة لقوات تحالف العدوان على اليمن نفذت عملية تحليق فوق المنطقة الممتدة من ميناء الزيت إلى منطقة الشعب بغية تأمين وصول المدرعات والآليات العسكرية الاماراتية إلى مقر قوات التحالف في منطقة الشعب.
وقال المصدر إن التعزيزات العسكرية التي تضم عربات وآليات وبعض الجنود كانت وصلت ظهر السبت إلى الميناء قبل أن تبدأ إجراءات نقلها إلى مقر التحالف مساءً.
ويأتي هذا بعد حوالي 24 ساعة من مغادرة عربات وآليات تابعة للإمارات ميناء الزيت في مديرية البريقة على متن سفينة عسكرية لم تتضح وجهتها بعد.
وكشف تسريب صوتي منسوب لقائد في القوات الموالية للرئيس الفار عبد ربه منصور هادي عن وجود مخطط إماراتي لسيطرة ما يسمى “المجلس الانتقالي الجنوبي” المدعوم من أبو ظبي على عدن.
وقال ما يسمى قائد اللواء الرابع العميد مهران قباطي إن “المجلس الانتقالي الجنوبي” أنهى ترتيباته للسيطرة على البنك المركزي والوزارات الحكومية والقصر الرئاسي اليمني (معاشيق) بعدن.
وأضاف، أن اجتماعا برئاسة وزير الداخلية (الحكومة المستقيلة) أحمد الميسري (وضم القيادات العسكرية والأمنية) خُصص لمناقشة مخطط “المجلس الانتقالي”.
يشار إلى أن قيادات في الحراك الجنوبي لطالما اعتبرت الوجود الإماراتي في عدن والمحافظات اليمنية الأخرى بمثابة “احتلال” يتوجب إنهاؤه.
وشن القيادي في الحراك العميد علي محمد السعدي هجوما عنيفا على الإمارات في وقت سابق ، متهما أبو ظبي بتشكيل مليشيات مناطقية تهدد وحدة اليمن واستقراره.
وكتب السعدي في صفحته على فيسبوك “إن البعض لديهم وهم، ويقولون إن الإمارات شكلت جيشا جنوبيا ودعمته بالمال والسلاح، ولكن الحقيقة أنه حتى اللحظة لا يوجد جيش وإنما مليشيات مناطقية، وهذه المليشيات هي عبارة عن لغم موقوت ستفجره الإمارات في الجنوب متى شعرت بأنه غير مرغوب في بقائها بالبلاد”.
كما دعا رئيس المكتب السياسي للحراك الجنوبي فادي باعوم إلى إخراج قوات الاحتلال الاماراتي ووصف الوجود الإماراتي في اليمن بأنه احتلال لأنه أوجد بؤرا لمليشيات تسيطر على سقطرى وحضرموت وعدن وشبوة والمهرة وأبين وميون وباب المندب في الجنوب.
وأكد باعوم أن “الإماراتيين جاؤوا من أجل مصالحهم وأطماعهم في الجنوب، وليس لأجل الشعب اليمني.
الى ذلك افادت مصادر إعلامية جنوبية ان حالة من التوتر تسود محافظة ابين، بين قوات هادي ومليشيات الامارات ما ينبئ باندلاع مواجهات بين الطرفين.
وبحسب وكالة عدن الإخبارية ان المليشيا المسلحة دفعت بقوات عسكرية إلى مدينة زنجبار مركز المحافظة، حيث ينتشر مسلحيها على مداخلها، في حين كثفت قوات هادي تمركزها وسط المدينة.
وأضافت المصادر ان المليشيات تسعى الى السيطرة على المحافظة ومؤسساتها، كما حصل في محافظتي شبوة وسقطرى.
وصعدت مليشيا الامارات، الأسبوع الماضي، في محافظتي سقطرى وشبوة، ودارت اشتباكات مسلحة مع قوات هادي، في مدينة عتق وسيطرت على غالبية مرافقها الحكومية قبل أن تنسحب منها بموجب اتفاق للتهدئة.
وحاولت المليشيات المسلحة التي تدعمها الامارات اقتحام ميناء سقطرى إلا أن قوى الأمن في الجزيرة تصدت لها موقعة جرحى في صفوف الطرفين.
وبدأت الخلافات المستترة بين المكونات الجنوبية وبين الفار هادي تأخذ طريقا يبشر بمستقبل قد لا يكون واضحا بالنسبة لتطلعات الجنوبيين وحكومة الفار هادي، وفقا لرأي مراقبين للشأن اليمني.
في غضون ذلك تتجه أصابع الاتهام نحو أدوات الإمارات في اليمن الى السعي إلى تخريب الوضع الأمني في وادي حضرموت بعد أن واجهت معارضة قوية لدخول القوات الإماراتية إليه أو تشكيل أي ميليشيا تابعة للإمارات فيه، مثل “قوات النخبة” الحضرموية في المناطق الساحلية لمحافظة حضرموت.
وأصبحت تحركات القوات الإماراتية في مناطق سيطرة الحكومة المستقيلة في اليمن محل إزعاج لحكومة الفار هادي، حيث أصبحت تتصرف وكأنها صاحبة القرار في الكثير من الأمور السيادية، مثل منح التصاريح لحركة كبار المسؤولين في حكومة هادي، والسماح والمنع لحركة سفرهم، وكذا التحكم بحركة الملاحة من وإلى مطار عدن وميناء عدن البحري.
وأسست الإمارات في 2016 قوة أمنية وعسكرية تحت مسمى “الحزام الأمني”، تنشط بجنوبي البلاد، وتضم جمعاً متنوعاً من العسكريين ونشطاء الحراك الجنوبي وبعض المحسوبين على التيار السلفي؛ خدمة لأجندتها في اليمن.

قد يعجبك ايضا