دور الشباب في إعادة إحياء الأرض والتوجه نحو العمل والاستثمار في المجال الزراعي

نائب وزير الزراعة: الارتباط الروحي والحضاري لليمنيين والإيمان الراسخ بالأهمية الاقتصادية للزراعة جعلت الشعب يصمد أمام العدوان رغم الخسائر

> الوزارة عملت على تمليك الأسر التي فقدت إنتاجها جراء العدوان وسائل بديلة

> زياد:
– كليات الزراعة تعاني من تكدس المهندسين الزراعيين ولابد من استغلال طاقاتهم في الميدان
– يجب استغلال وضع العدوان والحصار لإحداث ثورة زراعية في جميع أنحاء اليمن من خلال إشراك الشباب

> شباب:
المشكلة ليست في عدم إقبال الشباب على الزراعة وإنما في عدم دعم الحكومة للشباب

الثورة / رشا محمد سعيد
لاشك أن هناك ضرورة لتوجيه الطاقات والإمكانيات والقدرات التي يتمتع بها الشباب نحو البناء والتنمية، ولعل الاهتمام بتوجيه طاقات شباب اليمن للعودة إلى الأرض والإسهام في التنمية الفاعلة للقطاع الزراعي ينبغي أن يكون من الاستراتيجيات الرئيسية للدولة عن طريق رسم السياسات وتقديم الدعم والمشورة، وتبني برامج تعليمية مدرسية وجامعية تعزز وترسخ الإرث الحضاري والتاريخي والزراعي لليمن في عقول شبابنا وتحبب إليهم امتهان العمل الزراعي، والتوجه نحو تبني مشاريع استثمارية شبابية تسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي والاستقرار الاقتصادي والغذائي لليمن.

هناك عوامل عديدة ربما جعلت الشباب لا يهتمون بالعمل أو الدراسة والاستثمار في المجال الزراعي لعل من أبرزها تسميم الوعي لدى ابنائنا من قبل أعداء الأمة الذين عملوا على ترسيخ ثقافة التبليد الاقتصادي وتحويل مجتمعاتنا إلى مجتمعات استهلاكية والاعتماد على كل شيء يأتي مغلفاً من الخارج سواء في المجال الثقافي أو الغذائي.
أبو أيمن— الحاصل على بكالوريوس في التربية يرى أن ((هناك عوامل أخرى تُبعد الشباب عن الزراعة والعمل بالأرض ، فأغلبهم أصبح طموحه العمل في الأعمال المكتبية ذات السمعة والشهرة والمردود المادي السريع، هذا بالإضافة إلى ابتعاد الشباب عن الحياة الزراعية بسبب تطور التكنولوجيا، وملهيات الحياة لذلك نجد أن إهمال الأرض جاء من خلال سياسات مبرمجة وممنهجة عبر الغزو الفكري وبناء صورة على ان الاستثمار بالأرض خاسر،وياااااااااااااا ليت الشباب يتوسع بالاطلاع والقراءة في الانترنت حول الزراعة ليتعرف على الشعوب والدول المتقدمة كيف اعتنت بالقطاع الزراعي وكيف انه في الغرب يوجد دكاترة ومهندسون لهم مزارع ومشاريع في القطاع الزراعي”.
محمد عز الدين – طالب في كلية الزراعة بدوره تحدث قائلا: (( اقبال الشباب للعمل في الوظيفة الرسمية او الخاصة يكون على حساب الدراسة في التخصصات الزراعية، والتوعية على مستوى عال بأهمية الأرض هي الحل الامثل لحل مشكلة الزراعة وضمان عودة الشباب الى الارض، ولربما عمدت الصهيونية المستهدفة للشعوب العربية والاسلامية على تطبيق سياسة تهجير الشباب من الأرض سواء الأرياف أو حتى المدن، والعزوف عن عادات وتقاليد الآباء والاجداد والاستيلاء على عقولهم، ومع ذلك نحن أمام عقبة أخرى وهي صراعنا مع الاجيال التي سبقتنا والتي لم تتح لنا المجال في تعزيز الثقة بقدراتنا كشباب ويظل صراع الأجيال العقبة الرئيسية أمام استثمار وعمل الشباب في هذا القطاع خصوصا أن هناك تطورات في الزراعة لم تدخل الينا الى الآن، ناهيك عن انه في دول متقدمة أصبحت الأسر تزرع في أسطح المنازل ، بل صاروا يربون الأسماك وينتجونها في البيوت)).
الاخت سلوى أحمد – طالبة في كلية الزراعة تضيف بالقول: ((المشكلة ليست في عدم اقبال الشباب على قطاع الزراعة وإنما عدم دعم الحكومة للشباب في هذا القطاع واهماله، ما أنتج عند الشباب حالة من الاحباط، وترسيخ مفهوم ان هذا القطاع هو من اكثر القطاعات خسارة، خاصة وأن القطاع الزراعي يعاني مجموعة من الصعوبات في مقدمتها سيطرة آل سعود على اليمن لسنواااات مضت سواء من فوق الطاولات أو من خلف الكواليس، وظلت أغلب المشاريع والخطط لا تصب حول تطوير القطاع الزراعي ، لذلك يا ليت يتم فعلا دعم الشباب في هذا القطاع واشراكهم في البناء وتنفيذ الخطط لأن الأرض تحتاج الى السواعد الفتية والعقول غير المستهلكة سياسياً ،فبعدما احتل الغرب العقول وسمموها بالأفكار الساذجة، هاهم اليوم يحتلون عقول الشباب بالصراعات السياسية، وهذه الصراعات السياسية هي جرس يعلن عن اقتراب خطر المستقبل، والناس اصبحت تبحث عن المادة بأية وسيلة ولا تكترث بأهمية الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي والكارثة أن نظل مستمرين في استيراد التفاح والبرتقال والخضروات والفواكه المجففة من الخارج هذه مصيبة )).
والزراعة هي إحدى الركائز الضرورية والدعامة المتينة للدولة، ولما كان شريان الحياة لكل كيان على وجه الأرض هو الاقتصاد، مستمداً نبضه من قطاعات الزراعة والصناعة والتجارة واستثمارات الموارد الطبيعية، كان لابد من تركيز الجهود على إعادة إحياء القطاع الزراعي في بلد انهكه القصف والعدوان على مدار خمسة أعوام.. وحتى نتعرف على الخسائر التي نجمت عن العدوان وتوجيه الشباب نحو الاستثمار في التربة اليمنية الزراعية الخصبة وعدم إهمالها .
المهندس-ماجد المتوكل – نائب وزير الزراعة والري ورئيس لجنة حصر الأضرار اوضح قائلاً:((نعم العدوان ترعبه حكاية الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي كونه بعد حوالي أسبوعين من القصف العدواني السعودي الأمريكي الغاشم على اليمن عمد إلى استهداف أحد الأسواق التجميعية للمنتجات الزراعية في سحار…ثم توالت عمليات الاستهداف الممنهج لتؤكد أن ما حصل من استهداف للقطاع الزراعي كان كبيراً ويفوق حجم التصور كونه ألحق اضراراً بالمنظومة المتكاملة التي تملكها البلاد سواء في القطاع الزراعي الخاص أو الحكومي.
وأضاف المتوكل بالقول: وكل هذا القصف وخسائره ضاعف من حدة الحصار الجائر كون المزارع اليمني تكبد خسائر تتمثل في عدم تصدير منتجاته الزراعية الى الخارج وتسويقها، مما جعل التأثيرات غير المباشرة أكبر بكثير من التأثيرات المباشرة ،وكذلك القصف بالقنابل العنقودية والصواريخ المحرمة دولياً التي تضر بالبيئة الزراعية وتقضي على التنوع الحيوي على المدى البعيد….
مبيناً أن “تمسك الإنسان اليمني بأرضه وارتباطه الروحي والحضاري والتاريخي في الزراعة، وايمانه الراسخ بالأهمية الاقتصادية للزراعة، هو ما جعله يصمد رغم الخسائر التي يتكبدها المزارع وكذلك ثقافة العار والعيب أن من لا يزرع في موسم الزراعة فلا يصح ذلك بالاعراف والتقاليد اليمنية.”
وأشاد المتوكل بالدور الريادي للمزارع قائلاً : “لقد حوَّل المزارع نشاطه الإنتاجي الى جبهة زراعية وشارك في رفد الجبهات بالمقاتلين وتزويدها بالقوافل الغذائية، مما جعل قيادة الوزارة تسعى جاهدة لمعالجة الآثار المترتبة على العدوان من خسائر واضرار بما هو متاح وممكن ليستمر صمود الجبهات من خلال تمليك الأسر التي فقدت إنتاجها وسائل انتاج بديلة مثل البيوت البلاستيكية وكذلك تعويض مربي الحيوانات ومن فقد محصوله من خلال تزويده بالبذور، وكل ذلك عبر التموينات المقدمة من المنظمات حتى تتم استمرارية الحياة الزراعية كونها الشريان النابض في اليمن، أما عن الخسائر فهناك مليارات الدولارات هي مقدار الخسائر العامة جراء استهداف العدوان السعودي الأمريكي للقطاع الزراعي مما أثر بشكل سلبي وكبير على الانتاج، فاستهداف مقومات القطاع الزراعي من الثروة النباتية والحيوانية والمعدات والآلات الزراعية ومستلزمات الانتاج في الاسواق الزراعية ومخازن الغذاء وتوزيع البذور ومصانع الاغذية وانقطاع المشتقات النفطية وارتفاع سعر مادة الديزل والتي يعتمد عليها القطاع الزراعي بشكل كبير في استخراج المياه من الآبار الارتوازية وفي عملية التنقل مما اضطر المزارع للبحث عن البديل لمادة الديزل في توليد الطاقة الكهربائية التي تعد شيئاً اساسيا في التنمية الزراعية والتي استهدفها العدوان الغاشم وأنهى منظومتها بشكل كامل فقام المزارع متحديا لقوى العدوان في البحث عن كيفية توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية.))
ووفقاً لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو)، يستورد اليمن أكثر من 90 % من الحاجات الأساسية للإنتاج، ويعاني أكثر من 17 مليون يمني يمثلون ما يقرب من ثلثي السكان، انعداماً حاداً للأمن الغذائي، مع تجريف العدوان لسبل العيش والتغذية.
ومع ذلك فقد تحدث الشاب العشريني – ذياب زيدان سعيد دوده- مهندس زراعي- تخصص علوم وتقنية الأغذية عن فوائد اشراك الشباب في حلول هندسية للمزرعة التي يمتلكها أهاليهم واقاربهم ((العدوان سبب تدنياً في إنتاج القطاع الزراعي بشكل كامل في بلادنا بسبب الازمات وتقلص المساحات الزراعية فبدلاً مما كان المزارع يزرع اكثر من هكتار اصبح يزرع ثلث هكتار، وقد شاهدت عدة تجارب تم إدخالها من الشباب اليمني بامتصاص الازمة واللجوء الى بدائل الاحتياج الزراعي كالمنظومات الشمسية التي حلت بدلا عن المشتقات النفطية وكذلك شبكة الري الحديثة والتي حلت بدلا عن الري بالغمر مما قلل مستوى تكاليف الري..وكان للشباب نصيب في إعادة احياء ذلك النشاط بشكل كبير في تطوير الزراعة على مستوى الفرد ثم الأسرة ثم المجتمع ككل))
ويضيف زياد عن تجربته: (( بدأت عندما قمت باستغلال ارض زراعية مكونة من 100 لبنة تم تقسيمها ارباعاً – ربع حبوب، وربع خضار، وربع بقوليات- استخدمت العلوم الحديثة في الزراعة من تجهيز الأرض والتسميد ونظم الري والوقاية من الآفات وطرق الجني وتسويق المحصول حيث كان هدفي الوصول لأعلى محصول بأقل تكلفة ..ومن خلال ذلك حصلت على اكتفاء ذاتي لأسرتي من البقول والحبوب والخضار بالإضافة لبيع المحصول الباقي غير القابل للتخزين …ولو تحدث المزارعون سيشرحون أن الشباب المؤهل علمياً يمكن أن يقوم بإحياء الموروث المزارعون وتفعيل المجتمع بشكل ثورة زراعية تبدأ بتوعية الجميع والإرشاد والاشراف…
ويقول زياد: أتمنى ممن له سلطة أو قرار في القطاع الزراعي سواء وزير أو وكيل أو مدير عام أو مهندس أو مزارع أن يهتموا بكليات الزراعة فهي تعاني من تكدس مهندسيها الزراعيين ولابد من استغلال طاقاتهم في الميدان العملي للأراضي الزراعية وفيهم المتخصصون بهندسة البساتين والوقاية والاقتصاد الزراعي والمحاصيل والثروة الحيوانية وعلم الأغذية …فلو تم تشكيل فرق هندسية من كل التخصصات مهمتها انشاء اكبر حقول زراعية تحت اشراف هندسي بأحدث الطرق الزراعية فسيكون شرفاً لنا كشباب، فهدف كل الشباب ان يصبح بلدنا مستقلاً ذاتيا يأكل مما يزرع ويلبس مما يصنع، ونرجو ان تكون هناك لفتة للقرارات التي تستوعب الشباب وتشجيع ما لديهم من مواهب ولا بد من تقديم التسهيلات للمهندسين الشباب حتى يتسابق الجميع على الزراعة وتصبح الأعوام القادمة أعواماً زراعية، والميدان الزراعي يحتاج الى من يحدث حلقة ربط بين المادة والعقل ويتطلب مسعفين له )).
ويوضح في نفس السياق احمد لطف الغشم- مهندس زراعي- قسم وقاية نبات أن ((شباب المدن قد يعزفون عن العمل الزراعي لأسباب علمية وعملية تكمن في قلة الخبرة والمعرفة في المجال الزراعي اما معظم شباب الريف فهم أساس الزراعة الموجودة حاليا، وعليه أرجو من شباب الريف الالتحاق بالتخصصات الزراعية، مبيناً الأسباب لعزوف الشباب عن دراسة تخصص الزراعة التي تكمن في غياب الوعي والخبرة الزراعية وغياب دور الاعلام في هذا المجال وفي جميع اشكاله التوعوية والارشادية عن أهمية الزراعة …ولذلك اقدم رسالة لوزارة الزراعة: الشباب هم أمل المستقبل واليمن في جميع مراحلها، وفي هذه المرحلة يجب تمكين الشباب من حرفة الزراعة سواء علميا أو عن طريق الخبرة لأن اليمن يمر بمنحنى خطير ويجب ان نجعل من هذا الوضع الصعب سببا عظيما لإحداث ثورة زراعية كبيرة في جميع انحاء اليمن وتحقيق الاكتفاء الذاتي زراعيا وصناعيا وذلك لن يتم الا من خلال إشراك الشباب).
فيما تضيف الأخت عائشة أمين احمد القدسي- مهندسة زراعية: (( نعم ربما الشباب يعزفون عن العمل الزراعي وذلك لأنه مجهد ويحتاج خبرة مع انتشار الامراض الجديدة وكثرة الأصناف ووجود وظائف مكتبية أسهل..
أما من ناحية ظروف الحرب واغلاق المطار والحصار فقد أدى ذلك الى عودة الشباب الى الزراعة والاهتمام بأراضيهم ومن اجل الاكتفاء الذاتي فكم من شخص تم طرده من عمله بسبب الأوضاع فعاد الى ارضه وانشأ مشروعاً زراعياً مثل المشاتل والصوب الزراعية ..
وبصراحة أوجه رسالة الى وزارة الزراعة والري بعمل دورات تدريبية أكثر للمزارعين حديثي التخرج وبطرق حديثة للزراعة وطرق اعداد السماد البلدي وطرق الري الحديث وكيف يتم الكشف المبكر عن الإصابة بالأمراض من اجل تفادي خسارة المحصول وأيضا عمل نزول ميداني للأراضي)).
الاستاذة وفاء ناشر – مهندسة زراعية في وزارة الزراعة والري – بكالوريوس انتاج حيواني ماجستير اقتصاد زراعي.. تقول: إن الهندسة الزراعية أيضا مفيدة للدراسة عند النساء والفتيات.
وتضيف : (( أنا بصراحة كان لدي تخوف من التخصص الزراعي وذلك بسبب المعلومات المغلوطة حوله ولكنني كنت في صغري في عدن استمع لطلبة الجامعة وهم يجلسون تحت بيتنا لانتظار باص الجامعة للحديث عن دراستهم في مجال الهندسة الزراعية، فترسخت لدي هذه الرغبة حتى التحقت بالزراعة والحمدلله عملت في عدة مجالات زراعية وتنفيذ العديد من البرامج التدريبية في القطاع الزراعي، وبحسب خبرتي ومشواري في الحياة العملية لخدمة العمل الزراعي في وزارة الزراعة والري ، شاركت في برامج توعية المرأة الريفية وتشجيعها وتمكينها للعمل في الانتاج.. والاستمرار في العمل الزراعي وقد لاحظت في الفترات السابقة عزوف الفتيات عن العمل الزراعي والاتجاه نحو الجامعات والتخصصات العلمية .
مضيفة: ان المجتمع اليمني ككل تقريبا أصولهم زراعية، وحتى من لم يمارسوا النشاط الزراعي في الفترات الاخيرة بدأت تتضح الرؤية عن الزراعة ودورها في توفير الغذاء وتحسين الوضع الاقتصادي للأسر المنتجة، وأخذت مكانها الصحيح من الاهتمام برغم ضعف الامكانات وذلك بسبب الانفتاح على العالم والظروف التي مررنا بها من عدوان وحصار، فأدركنا معرفة مردودات الانتاج الزراعي وأهميته في الاقتصاد الوطني والتنمية، فهناك دول تدر ايرادات مهولة من عوائد الانتاج الزراعي وترفد الاقتصاد ، كثير من الشباب والأسر ترفد الاسواق بالمنتجات الزراعية بكافة صورها حتى من خلال الصناعات الغذائية..))
وتنصح المهندسة وفاء الشباب بالقول: ((أنصح جميع الشباب والشابات المحبين للتخصصات الابداعية والعملية والعلمية بأن يلتحقوا بالدراسة المتخصصة في الانتاج الزراعي ورفع سقف طموحهم وينفتحوا على تجارب الشباب العالمي الذين أصبح لهم دور ثمين في مشروعاتهم الزراعية، والشباب اليمني لديهم الإمكانيات والقدرات التي تؤهلهم واليمن بمناخها المتنوع وارضها الطيبة تستوجب منهم بذل الجهد والبحث في مجال الزراعة وإقتناص الفرص وإدراك أهمية لقب المهندس الزراعي.
غير أنه يحتاج الشباب وخصوصا الطلبة الذين يدرسون التخصصات الزراعية في الجامعات الى التطبيق العملي وإفساح المجال للأنشطة الحية لهم ليبدعوا أكثر ويقتربوا من الأرض ويشعروا بالانتماء الوطني..
وليس فقط الدراسة الجامعية فهناك معاهد تقنية ومهنية مخصصة للتعليم الزراعي بشقيه الانتاج الحيواني والنباتي، ويستطيع أي شاب من تخصصات أو مجالات أخرى أن يلتحق في مجال الزراعة، وحتى ربات البيوت والفتيات اللاتي لم يجدن العمل المناسب بإمكانهن أن يعملن من منازلهن بإقامة مشاريع في المجال الزراعي سواء في انتاج المحاصيل الزراعية من الحدائق المنزلية أو الصناعات الغذائية والاستفادة من الفائض في الإنتاج الزراعي وصناعة المخللات والصلصات والعصائر ، وبالأول والأخير الشجرة بحد ذاتها استثمار كل ما فيها مربح من الجذر وحتى الساق والأوراق والثمار))
وبعد البحث في المواقع الدولية والعالمية عن القطاع الزراعي، لفتت انتباهي التجربة الزراعية في رواندا وفي حديث للأناضول، قال توني نسانغارينا، الوزير الرواندي المكلف بالفلاحة والموارد الحيوانية، إن أكثر من نصف السكان يستثمرون في قطاع الزراعة، موضحاً أن حكومة بلاده “استثمرت بكثرة خلال الأعوام الـ 15 الماضية، بهدف الانتقال من الزراعة المعيشية أو الاستهلاكية (مخصصة للاستهلاك الفردي والعائلي) إلى أخرى ذات قيمة مضافة قادرة على خلق الثروات ومن ثمة فرص العمل”. وقد اتجهت سلطات بلاده نحو إنشاء منتدى يحمل اسم “شباب رواندا في منتدى التجارة الزراعية”، الذي يكتسب منه الشباب معارف تساعدهم على تحويل أفكارهم إلى مشاريع، والتواصل مع مستثمرين آخرين والاستفادة من نصائح من يفوقونهم سناً وخبرة، مشيداً في الوقت نفسه بالنتائج التي حققها قطاع يساهم اليوم بأكثر من الثلث في الناتج الإجمالي المحلي لبلاده.
فيما عمدت الدول الى إقامة معارض للمنتجات الزراعية ومشاريع شبابية في الرواق التونسي الذي أقيم بحضور الشباب والنساء، منهم من درسوا في أوروبا ويعملون في الزراعة باستخدام التكنولوجيات الحديثة والرقميات. ومنتجين شباب ذوي شهادات ، وكذلك الأعشاب الطبية، فكرة الزراعة القائمة على “البيوديناميك (الرزنامة الفلكية) لتحديد فترات الزراعة والقطاف” وبأن الزراعة العضوية “فلسفة تعتمد على معالجة النشاط البكتيري في التربة وإعادة تدوير النفايات العضوية واحترام التوازن الإيكولوجي”. وكذلك شركات شابة وحديثة العهد لإنتاج كل ما فيه الحداثة والتجديد حول الزراعة مما يبين أن على الشباب إقحام أنفسهم في المجال الفلاحي بالطرق العصرية والتطبيقات الرقمية”.
وفي مدونة شبابية للشباب المصري (27 مشروعا زراعياً وحيوانياً) عبارة عن أفكار تجارية في الزراعة لرواد الأعمال الشباب 2018م هل تعرف أن المشروعات الزراعية والحيوانية هي المشاريع الأكثر ربحًا في العالم؟ وبصرف النظر عن التكلفة المنخفضة لبدء وتشغيل مثل هذه المشاريع، فإن الأعمال الزراعية و الحيوانية تحقق ربحا كبيرا يصل إلى 100 ٪. ومع زيادة البطالة يحتضن الشباب الآن المشاريع الزراعية التي اعتبرت في السابق أعمالا بسيطة محفوظة للفقراء فقط.

قد يعجبك ايضا