خفايا تطبيع المحور الثلاثي “السعودي الإماراتي الإسرائيلي”

 

تكشفت وثائق ومعلومات جديدة حول العلاقات السرية وشبه السرية بين الكيان الاسرائيلي وكل من السعودية والامارات والتي تمتد الى أكثر من عشر سنوات خلت، وتشير الى أن الاتصالات بين الاطراف الثلاثة تحولت بسرعة الى تعاون في المجال الاستخباري وتمحورت حول العداء لايران.
ما خفي أعظم، توصيف ينطبق على العلاقات بين الكيان الاسرائيلي ودول عربية. فما خفي تحت السطح اكثر مما يطفو عليه كما يقول تقرير للصحفي البريطاني الشهير ايان بلاك يفصل طبيعة ودهاليز العلاقات بين الطرفين.
التقرير يبدأ من الاجتماع بين رئيس الاستخبارات السعودية الاسبق بندر بن سلطان ورئيس وزراء الاحتلال الاسبق ايهود اولمرت والذي مهدت له المبادرة العربية التي اعلنتها الرياض في قمة بيروت العربية.
العلاقات التطبيعية لها ثلاثة ابعاد كما يقول بلاك، الأول يتمثل بالأمن السري والاستخبارات والتعاون العسكري، والبعد الثاني يشمل التجارة، بما في ذلك التكنولوجيا الفائقة وخطط النقل الإقليمية، اما الثالث فهو العلاقات بين المجتمعات ومنها الرياضية والثقافية.
الامارات من بين الدول السابقة لتطبيع العلاقات مع الاحتلال الاسرائيلي يكشف التقرير، وهذه العلاقات كانت الاكثر شمولا بين دول مجلس التعاون ووصفت بانها براغماتية وتقنية.
ففي العام 2009م اقام وزير الخارجية الاماراتي عبدالله بن زايد علاقات شخصية مع وزيرة خارجية الاحتلال السابقة تسيبي ليفني ايمانا من ابو ظبي بدور الكيان الاسرائيلي في مواجهة ايران.
نفس الهدف كان وراء لقاء رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو عام 2015 مع القادة الاماراتيين في قبرص بعد توقيع الاتفاق النووي الايراني.
التعاون الاسرائيلي الاماراتي كان وثيقا في المجال الاستخباراتي والامني. شركة اي جي تي الاسرائيلية التي يملكها الاسرائيلي ماتي كوتشافي زودت الامارات بطائرات بدون طيار ومعدات مراقبة بقيمة 800مليون دولار في إطار برنامج “عين الصقر.

اما العلاقة مع السعوديين فطالت مجالات كثيرة، حيث عقد اجتماع ثان بطله ايضا بندر بن سلطان مع مدير الموساد السابق مائير داغان لبحث بناء وتسريع تبادل المعلومات الاستخباراتية.
وفي العام 2009م استهدف الطيران الاسرائيلي في البحر الأحمر شاحنات اسلحة للمقاومة الفلسطينية. الملفت ان السعودية كانت على علم بالغارات.
وفي العام 2010 زيارة لرئيس الموساد يائير داغان الى الرياض ساهمت في تعزيز العلاقات بين الطرفين.
وكما الامارات فتحت السعودية الباب امام الشركات الاسرائيلية خاصة الامنية حيث تعاقدت لبناء حاجز مزود بتقنية عالية شيدته الشركة الأوروبية للدفاع الجوي والفضاء على طول الحدود مع العراق.
سبق ذلك اجتماعات عديدة ابرزها اجتماع بين رئيس الاستخبارات العامة السعودية السابق خالد الحميدان ومدير الموساد يوسي كوهين في العقبة.
التطبيع شمل ايضا التبادل التجاري حيث يكشف التقرير، ان حجم التبادل التجاري بين الدول هذه والاحتلال عبر دول ثالثة يبلغ حوالي مليار دولار سنويًا وقد يرتفع الى 25 مليار دولار.
هذه العلاقات، مبنية على اهمية دور الامارات والسعودية. فمن سياق ما يكشفه التقرير، فان الامارات هي الدولة الاكثر تقدما في تطوير العلاقات مع الكيان الاسرائيلي، لكن السعودية بالنسبة للاسرائيلي هي مفتاح التغيير الاوسع في اطار عملية التطبيع.

قد يعجبك ايضا