افتتاحية الثورة

حصاد المهزومين.. وقشة الغريق

 

الثورة /
أمام توالي ضربات الجيش واللجان الشعبية يستنفر النظام السعودي أوراق عدوانه فلا يجد إلا سعاراً سياسياً وإعلامياً بلغ وزاد عن ذروته وهو يشتاط غضباً وتأزماً أمام توالي الضربات الصاروخية والجوية التي أدت إلى شل حركة الملاحة الجوية في جنوب المملكة ، على أن ادعاءاته التي باتت الأكثر استخداما للتغطية على فشله وسابقاً جرائمه هي الأكثر إثارة في مشهد الهستيريا والسعار التي يعيشها ، وسط استمرار حالة النفاق الكلامية التي ظهر بها بعض الزعماء وبعض مؤسسات وباعة المواقف.
الأمر أبعد من قصف مطار هنا أو صاروخ يمني استهدف هدفاً هناك ، إذ أن النتائج بأسبابها ، فالحرب العدوانية البشعة التي تُشن على اليمن منذ أكثر من أربعة أعوام ، لم تستثنِ حجراً ولا بشراً ، وعلى من يدعي حرصاً على السلم والأمن وسلامة الملاحة الجوية اليوم أن يعيد صياغة مواقفه وانحيازاته لما يحقق الهدوء والسلام في المنطقة ، ، فمنذ اللحظة الأولى لشن العدوان على اليمن استهدف التحالف الغاشم مطارات الجمهورية اليمنية بينها مطار صنعاء بالغارات المكثفة ،ومنذ اللحظة الأولى أعلن تحالف العدوان فرض حظر شامل على الأجواء اليمنية ومنع الطيران فيها ومن وإلى مطارات اليمن ، لكأنه فرض إقامة جبرية وقسرية على كل اليمنيين مرضى وأصحاء وطلاباً وغيرهم ، ولا ننسى طوابير اليمنيين العالقين في مطارات القاهرة وعمان وغيرها الذين وجدوا أنفسهم خارج بلادهم ممنوعين من العودة بينهم المريض والعليل والطالب ورجل الأعمال وغيره ، ولا ننسى المعاناة التي سببتها إغلاق مطار صنعاء كليا وفرض حظر شامل عليه منذ العام 2016،م ، ولا ننسى لغة الغطرسة السعودية المتباهية بجرمها وإجرامها في فرض حصار جوي وبري وبحري شامل.
قبل أن يحاول النظام السعودي الاحتماء بادعاءات استهداف المدنيين ضمن مطار أبها عليه أولاً أن يوقف العدوان ويرفع الحصار ، ثم إن قواتنا تعمل وفق قاعدة التناسب وتنتقي الأهداف بما يجنب المدنيين أي مخاطر ، ومنذ بداية الرد والعمليات دقيقة ومركّزة وستستمر ، وفي هذا المجال يجدر تذكُّر تصريحات القيادة وتأكيدها على تجنب المدنيين على أن معادلة السن بالسن ومن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم تتيح لليمنيين أن يكون الرد من ذات النوع في الاستهداف مع تجنب استهداف الأبرياء مَن لا ناقة لهم ولا جمل.
على أن ما يجب أن يفعله النظام السعودي حالاً هو رفع الحظر عن مطار صنعاء والتوقف عن العدوان ، وهنا فإن لغة الاستعطاف وطلب نجدة الدول الغربية وبريطانيا وأمريكا ، واستجداء البيانات وشراء المواقف ليست مؤهلة لأن تعفيه من تبعات عدوانه وحصاره ، ومطاراته ستظل تحت النيران طالما استمر مطار صنعاء مغلقاً ، ولقد كان واضحاً ما قاله رئيس الوفد الوطني وما سبق وأن صرح به وزير الدفاع اللواء محمد ناصر العاطفي ، أما محاولة الاحتماء بالقول بأن مدنيين سقطوا في الاستهداف لمطار أبها بصاروخ كروز مجنح فهو من باب التجييش المأزوم ذاته فللجيش واللجان الشعبية قواعد اشتباك محكومة لا تجعل من المدنيين أهدافاً وفي كل العمليات تتوخى ألا يُصاب أيُّ مدني فيها.
فإن كان حصاد منظومة العدوان على اليمن بعد حرب سنوات أربع أو تزيد ، لا تتطابق في النتيجة مع ما سعت إليه من فرض أجندات التقسيم والوصاية والإخضاع ، ولا تتناسب مع حجم الاحتشادات السياسية ، وأعلام وبيارق العربدة والتباهي بفاحش العدوان وهمجية القصف وجرم الحصار ، وما رافق كل ذلك من صيغ كلامية بالغت كثيراً في توصيف العدوان وتفخيم قادته منذ اليوم الأول ، فإن الأهم من ذلك حالة الإفلاس السياسي التي باتت أكثر وضوحاً اليوم مع توالي الخسارات وتآكل الخيارات وانعدامها ، والتخبط في طريق عسيرة ووعرة للبحث عن ستارات وأغطية للفشل الذريع والنتيجة الحتمية لعدوان هو من أسوأ ما فعله البشر حاضراً ، وأما باعة المواقف فعليهم أن يشعروا بأن موقفهم اليوم أجلى وأوضح لما يمكن تسميته بالعهر السياسي والأخلاقي ، فهم من صمتوا أمام آلاف الجرائم التي ارتكبها النظام السعودي عهرا وتواطؤا ، وهم الآن ينطقون كفراً ونفاقاً وتملقاً بعد أن تلبّسوا الجريمة وشاركوا في قتل اليمنيين وحصارهم وتدمير بناهم التحتية كلياً.

قد يعجبك ايضا