مبادرة بين ربيع وخريف

 

حسن الوريث

مبادرة أكثر من رائعة قام بها مجموعة من الزملاء الإعلاميين الرياضيين تتمثل بزيارة عدد من الرياضيين والإعلاميين الذين يرقدون على فراش المرض ليس للاطمئنان على صحتهم فقط ولكن أيضاً بهدف لفت أنظار الأندية والجهات المسؤولة في الاتحادات الرياضية والوزارة وكل من له علاقة بالرياضة إلى معاناتهم عل وعسى تتحرك فيهم النخوة ويقومون بواجبهم تجاههم.
التقيت بالزملاء عباد الجرادي وجمال الخولاني وعاصم النهمي ومحمد إبراهيم في ميدان التحرير وكان معهم الكابتن عادل السنحاني نجم الكرة الطائرة اليمنية السابق والخبير الوطني في هذه اللعبة وأخبرني الزملاء بأن لديهم مبادرة لزيارة بعض الرياضيين والإعلاميين الذين جار عليهم الزمن لمواساتهم والوقوف إلى جانبهم في محنتهم وبالتأكيد فقد شجعتهم على تنفيذ هذه المبادرة والزيارات حتى يطمئنون عليهم وينقلون للناس معاناتهم والمآسي التي يتجرعونها جراء النسيان والإهمال من أنديتهم واتحاداتهم والوزارة والصندوق وحتى تلك الجمعيات والكيانات التي أنشأها البعض للرياضيين القدامى.
تواصل معي الزملاء بعد زيارتهم الأولى والتي كانت لنجم أهلي صنعاء والمنتخبات الوطنية لكرة القدم ربيع جعرة وكانت شكواهم مرة ومريرة من الوضع المأساوي لربيع .. نسيان وإهمال وخذلان .. مرض وعجز .. فاقم المعاناة لهذا النجم الذي كان في يوم من الأيام يشار إليه بالبنان ويتسابق الجميع على التقاط صورة معه وحينما استبد به المرض تخلوا عنه وتركوه فريسة سهلة له .. قال لي الزملاء إنه لم يعد قادراً على الحركة ولم يستطع الكلام والبوح بما في داخله لأنه لم يتصور في يوم من الأيام أن يكون جزاءه الإهمال والنكران والجحود ولم يتخيل أن يهرب الجميع منه حتى زيارة لم يجدها منهم.
إدارة النادي الأهلي بكل رجال الأعمال الكبار لم يجد منهم ربيع شيئاً رغم أن أقل واحد منهم قادر على تحمل تكاليف علاجه لوحده فما بالك لو كل واحد ساهم بجزء من التكاليف فإن الأمر سيكون أسهل بكثير .. اتحاد كرة القدم بمليارات رئيسه الذي يتفاخر بها على البسطاء لم تسعف ربيع جعرة .. وزارة الشباب والرياضة بصندوقها المتخم بالملايين لم يجد منه ربيع فلساً واحداً للعلاج رغم أن الصندوق وجد وفي جزء من مهامه معالجة مثل هذه الحالات للرياضيين الذين أفنوا حياتهم في خدمة الوطن .. ذلك التاجر الكبير الذي يتفاخر على الناس بما ينفقه على الرياضة ويرمي بالأموال في الهواء في كل مناسبة ويسخر بعض الأقلام لمديحه والحديث عن إنجازاته الوهمية في الرياضة لم يجد منه ربيع شيئاً ولو حتى من باب ذر الرماد على العيون وسيكون حينها الحديث عنه صحيحاً وليس تزييفاً للواقع كما هو الحال الآن .. جمعيات وروابط الرياضيين القدامى التي شاهدنا سجالاً وعراكاً بين هذه الجمعية وتلك الرابطة لم نشاهد منهم مبادرة حقيقية لحماية الرياضيين القدامى ورعايتهم عوضاً عن ذلك العراك المستمر على شرعية غير حقيقية فيما بينهم .. فأين كل هؤلاء من إنقاذ ربيع جعرة وغيره من الرياضيين القدامى الذين يعانون ويقاسون ولا أحد يلتفت لهم؟
نحن بين مبادرة الزملاء الإعلاميين الرائعة والتي بدأت بربيع جعرة وبين خريف أولئك المسؤولين في الأندية والاتحادات والتجار ورجال الأعمال المحسوبين على الرياضة ودعمها كذباً وزوراً وبهتاناً بشهادة كاذبة من بعض المحسوبين على الإعلام الرياضي الذين لا يتركون أي مناسبة إلا ويتحدثون فيها عن ما يقوم به أولئك التجار من دعم وهمي للرياضة وملايين ينفقونها ويبعثرونها في الهواء .. فشكرا لعباد وجمال وعاصم وأبو زينة وسمير وواصل وعبدالرحمن ونقول لهم عيدكم مبارك .. ولا عزاء لكل من يتولى مسؤولية ولا يقوم بواجباتها ومسؤولياتها كما ينبغي ولا عزاء لذلك التاجر الذي يبعثر أمواله في الهواء ليقول الناس إنه يدعم الرياضة .. ونقول لهؤلاء عيدكم غير مبارك.

قد يعجبك ايضا