المجلس الانقلابي في السودان

 

عبدالله الاحمدي
بضوء اخضر من مثلث الشر ( السعودية والإمارات ونظام السيسي ) وبضخ مالي من السعودية والإمارات أقدم المجلس الانقلابي في السودان الاثنين 3 يونيو 2019 على ارتكاب مجزرة بحق المعتصمين السودانيين في محيط القيادة العامة للجيش بلغ ضحاياها من القتلى أكثر من 35 ومن الجرحى أكثر من 120 جريحا من الثوار المعتصمين عدا أولئك الذين تم رمي جثثهم في نهر النيل.
ولولا ذلك الضوء والضخ المالي لما أقدم أولئك القتلة على فعلتهم. معظم أعضاء المجلس الانقلابي بما فيهم البرهان رئيس المجلس ونائبه حميدتي هم من الجنجويد القتلة الذين ارتكبوا جرائم إبادة في حق مواطني دارفور، وها هم يعاودون مهنة القتل في حق ثوار السودان.
قبل ارتكاب هذه الجريمة كان القتلة قد طافوا على دول مثلث الشر لأخذ الاذن واستلام الثمن وعادوا لارتكاب فعلتهم المخزية. وكما قال د/ المنصف المرزوقي الرئيس التونسي السابق : قدموا معلومات واخذوا تعليمات.
لو ان العقاب طالهم و سيدهم المجرم البشير لما أقدموا على قتل المعتصمين وارتكاب جرائم اخرى في حق شعب السودان. كان المفترض أنهم الآن والمجرم البشير على المشانق، أو على الأقل في السجون المؤبدة.
العسكر الانقلابيون طامعون بالحكم ولذلك فهم مستعدون لارتكاب المذابح بحق الثوار والتنكيل بكل الشعب السوداني. هؤلاء القتلة هم امتداد لنظام المجرم البشير، وعسكر جبهة الانقاذ المتأسلمة، بل وكانوا أدوات نظام الإنقاذ الانقلابي في تنفيذ الجرائم في حق الشعب وقواه الوطنية سواء في حروب الإبادة، او التعذيب في أجهزة القمع والقتل التي مولها ونفذها الإنقاذ.
لقد نفذوا انقلابهم من أجل حماية انفسهم، وحماية رموز النظام الفاسد الذي خرج الشعب ضده.
ما جرى في الخرطوم جرائم مفضوحة أمام العالم، ومستنكرة ومدانة من كل أحرار العالم.
وثقت شاشات التلفزة وعرضت ما حصلت عليه من صور لجرائم مروعة قام بها عسكر الانقلاب. فظائع يندى لها جبين الانسانية.
من ضمن تلك الفظائع رجل مبطوح على الأرض، ربما ميت أو مغمى عليه والعسكر يضربونه والهاربون يدوسون عليه.
المنظر الأبشع صورة ذلك الشيخ ذي اللباس الأبيض الذي يتلقى السياط والذي تداول على ضربه أربعة من عسكر الاجرام .
هذا الانقلاب الدموي الذي نفذه العسكر هو جزء من مخطط يدعمه مثلث الشر الذي تموله السعودية والإمارات بالاشتراك مع نظام السيسي ضد ثورات الربيع العربي، وغايته تقسيم السودان وتجزئته تنفيذا لمخطط امبريالي صهيوني واستكمالا لما حدث في الجنوب.
إنها الثورة المضادة التي يقودها هؤلاء الاشرار في طول الوطن العربي وعرضه؛ ابتداء من سوريا ومرورا باليمن ومصر والبحرين وليس انتهاء بليبيا.
المسألة مفضوحة مخطط امبريالي غربي أدواته محلية وممول من السعودية والإمارات لقمع الحراك الثوري في البلاد العربية وتقسيمها، وعودة الاستعمار الغربي لاستعباد الشعوب ونهب خيراتها.
لا ثقة ولا قبول بالحكم العسكري سواء في السودان او في غيره.
المجد للشعب السوداني، والنصر لثورته، والرحمة للشهداء، والشفاء للجرحى. والخزي والعار لكل القتلة والمجرمين. وثورة حتى النصر.

قد يعجبك ايضا