عذرا للرياضة .. استضعفوك فأهانوك

 

حسن الوريث

مما لاشك فيه أن قطاع الشباب والرياضة في اليمن هو اضعف الحلقات في اهتمامات الحكومات المتعاقبة وهذا ما جعل من هذا القطاع منفى لكل من يراد التخلص منه فيتم تعيينه فيه، حيث أنه أسهل مكان لتعيين كل من ليس له علاقة بالرياضة والشباب منذ تعيين أول أمين عام للمجلس الأعلى للشباب والرياضة في مطلع الثمانينيات من القرن الماضي وحتى آخر وزير للشباب والرياضة في حكومة الإنقاذ.
حيث لم تحظ الرياضة بوزير مختص وفق المعايير المعمول بها كما كان الأمر أيضاً بالنسبة لتعيين الكثير من وكلاء الوزارة الذين تم تعيينهم وهم من خارج الوسط الرياضي والشبابي، بسبب إما أنهم لم يجدوا لهم مكانا أو أنها محاولات لإرضاء شخصي أو حزبي أو أنه من باب التخلص منهم وهذه هي المصيبة التي حلت بقطاع الشباب والرياضة في بلادنا وبالتأكيد ولأن الرياضة صارت هي المنفى فإن ما يجري في الوزارة ينطبق على الاتحادات والأندية التي توجهت لسحب شخصيات غير رياضية وليس لديها الفهم الكامل في هذا المجال ولو كانت الاستعانة بهذه الشخصيات لامتصاصهم من قبل البعض أو بغرض تسهيل الأمور في الوزارات أو بعض الجهات الأخرى، وفي الحقيقة أن هؤلاء كانوا وبالاً على الرياضة وسبباً من أسباب تخلفها وتأخرها في اليمن عن مثيلاتها في المنطقة والأمثلة على ذلك كثيرة.
وبما أن الحكومة تنظر إلى الرياضة والشباب بهذا الشكل فقد انسحب ذلك على الجميع، فالقطاع الخاص والتجار ورجال المال والأعمال كانت وما تزال نظرتهم للرياضة بأنها أضعف الحلقات التي يمكن من خلالها الاستفادة دون أن تكون الخسارة كبيرة على اعتبار أن التاجر ينظر إلى أي شيء من منظور الربح والخسارة وهذا ما جعلهم يتجهون إلى الرياضة لتحقيق أكبر قدر من الربح المادي والمعنوي مقابل تقديم فتات الفتات للرياضيين والشباب لا يتناسب مع تلك المكاسب التي يحصلون عليها والأمثلة على ذلك نعرفها جميعاً.
عموما وبما أن نظرة الجميع للرياضة هكذا فإنهم يتسابقون على إهانتها بدءاً من المسؤولين ووصولاً إلى القطاع الخاص والتجار الذين في الحقيقة كانت إهانتهم للرياضة واضحة بشكل أكبر وأقوى على اعتبار أنهم وبحسب كلامهم يضخون لها الأموال وأنهم لولا أموالهم لما كانت هناك رياضة في البلاد، وأوضح مثل لهذا الأمر ما يقوم به أحد رجال الأعمال الكبار دوماً وفي كل فعالية رياضية يحضرها، حيث يقوم برمي الفلوس في الهواء بشكل مستفز ومتعال على الناس لتتساقط على رؤوس الرياضيين وكل من يتواجدون في المكان وهذا التصرف يدل على استهانة بالرياضة والأكيد أنه جهل بأهميتها وأهمية الاستثمار في القطاع الرياضي بالشكل الأمثل، فعملية رمي الأموال بهذا الشكل في الهواء تؤكد أيضاً أن الرياضة عندهم مجرد طريق يسلكونه لإهانة الناس والتعالي عليهم والتباهي بما ينفقونه على الرياضة والرياضيين إلى درجة أن البعض منهم استأجر البعض لتلميعه ونشر أخبار عن مكرماته بينما في الواقع أن كل ما ينفقونه على الرياضة لا يساوي 1% من الفوائد التي تعود عليهم منها.
السؤال الذي يفرض نفسه: إلى متى ستظل الرياضة أضعف الحلقات ومحل إهانة ومكان للمسؤولين الفاشلين ورجال الأعمال المستكبرين على الرياضة والرياضيين؟.. وللحديث بقية.

قد يعجبك ايضا