“قمم العرب” تثبّت اليمن لاعباً إقليمياً لا يمكن تجاوزه

العميد المتقاعد في الجيش اللبناني : شارل أبي نادر
أصدر المجلس الأعلى لمجلس التعاون، البيان الختامي، لدورته الطارئة، التي عقدت في قصر الصفا بمكة المكرمة، ليل الخميس وأدان فيه الهجمات التي قام بها الجيش اليمني و اللجان الشعبية، باستخدام طائرات مسيرة مفخخة استهدفت قدرات المملكة النفطية ، وتطرق فيه إلى استمرار اليمنيين بإطلاق الصواريخ الباليستية باتجاه المملكة ، وأدان الدعم الإيراني المتواصل للحوثيين في اليمن ، والأهم في البيان كان بالتحديد : نؤيد الاستراتيجية الأمريكية تجاه إيران ونشيد بالإجراءات التي اتخذتها واشنطن».
في الحقيقة ، لم نكن ننتظر من إخوتنا العرب أن يقفوا هذا الموقف الضعيف الذي يصرخ ويستنجد بكل العالم وبكل الاتجاهات : انقذونا من متمردي اليمن ، فهؤلاء الحفاة العراة الفقراء هزمونا ، ليس فقط في جبهاتهم الداخلية ، وليس على جبهة الساحل الغربي وبالتحديد في الحديدة التي اجتمع “لتحريرها من المتمردين” ربع العالم وفشل ، وليس على الجبهات الحدودية حيث وصلوا على مشارف أغلب مدن المملكة الجنوبية ، بل بالله عليكم يا دول العالم احموا سماء عاصمة المملكة التي تبعد الف كلم عن اليمن ، انقذوا موانئها على البحر الأحمر، والتي أصبحت مهددة بصواريخ أنصار الله ، انقذوا خط النفط (شرق – غرب ) الذي اعتقدنا يوما انه البديل الاستراتيجي عن مضيق هرمز ، انقذوا نفط المملكة الذي هو نفط العالم وبدونه ستدفعون لروسيا 200 دولار ثمن البرميل ، ومن دونه سوف تزحفون الى كاراكاس عاصمة فنزويلا طالبين نفطها بالسعر الذي تحدده …
ويتابع قادة العرب بيانهم الذليل : « نؤيد الاستراتيجية الأمريكية تجاه إيران ونشيد بالإجراءات التي اتخذتها واشنطن». ممتاز ، ولكن عن أي استراتيجية أمريكية يتكلمون ويؤيدون ؟ عن تلك التي دفعتهم إلى مستنقع اليمن واستنزفتهم واستنزفت أموالهم ونفطهم وقدراتهم ، أم عن الاستراتيجية التي سمحت للأمريكيين وعلى عجل دون دراسات أو ما شابه ، بإجبارهم على توقيع عقود شراء أسلحة بمئات مليارات الدولارات؟؟ أم عن الاستراتيجية التي اظهرتهم ضعفاء عاجزين عن أية مواجهة مهما كانت قدرات خصمهم ، دون دعم الأمريكيين ودون مساندتهم التقنية والفنية والاستشارية والجوية ؟
أم يتكلمون عن الاستراتيجية الأمريكية التي برهنت لهم واشنطن من خلالها رفضها شن أي حرب على إيران حماية لهم ، لأن في ذلك خطراً عليهم جميعا ، وطبعا على الوحدات الأمريكية في المنطقة ، ولان في ذلك خطراً أكيداً على مصادر الطاقة العالمية وعلى حركة وتجارة النفط عبر العالم ؟
هل سمح قادة العرب في مكة المكرمة لأنفسهم بالتساؤل ولو لحظة عن معنى أن يجتمعوا ضد إيران ، في نفس الوقت الذي كانت فيه الأخيرة وحلفاؤها يحتفلون بإحياء يوم القدس العالمي ، تنديدا بالاحتلال الصهيوني للأراضي والمقدسات الإسلامية والعربية ؟
هل يركز هؤلاء “القادة” العرب لبعض ما قاله قائد حركة أنصار الله السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في مسيرات يوم القدس العالمي للتعبير عن التمسك بالقضية الفلسطينية ، في الوقت الذي تخاض فيه أشرس هجمة بربرية على اليمن وعلى شعبه ؟؟ وهل يتمعنون قليلا ً بمعنى كلامه عن الجدوى والقوة والثمرة والإيجابية الكبيرة لما قدمته المقاومة الفلسطينية والمقاومة اللبنانية، بالرغم من الكثير من مواقف التواطؤ والتآمر والخذلان التي وقفتها الأنظمة العربية التي يقودونها ويجتمعون باسمها اليوم تحت شعار محاربة إيران وحماية للعدو الصهيوني ؟؟
بالأمس ، وفي كلمته بمناسبة يوم القدس العالمي ، اعتبر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله :” أن الشعب والجيش وأنصار الله في اليمن ، ربحوا الحرب بعد أن امتلكوا سلاحا كاسرا للتوازن : سلاح الطائرات المسيّرة الذي لا علاج له مع رادارات وتقنيات وصواريخ الأمريكيين والسعوديين معاً … وبذلك قد نجحوا بخلق معادلة جديدة كتبوا فيها تحوّلهم قوة إقليمية حاسمة” …
أخيراً ، وبعد إذن سماحة السيد حسن نصرالله ، يسمح لي بالقول أن قمم العرب في مكة نجحت نجاحا منقطع النظير ، والسبب انها ثبَّتت في بيانها الختامي مضمون المعادلة التي أشار إليها سماحته ، عن تحوّل اليمنيين الشرفاء الى قوة اقليمية حاسمة ، ولن يستطيع أحدٌ بعد اليوم تجاوزها ، كما شَهِدَ في بيان قمتهم شهودٌ من قادة العرب الافاضل .

قد يعجبك ايضا