رمضان والعشر الأواخر .. والأحداث

العلاَّمة / سهل إبراهيم بن عقيل

إن المراقب للأحداث في شهر رمضان المبارك يلاحظ أن الأحداث قد تغيرت رأساً على عقب منذ أول هذا الشهر، في مسيرة العدوان، بعد أن كان العدوان في مَدٍّ يتفاخر بنفسه وحلفائه، وكأن خمسة أسداس الجزيرة التي تُظِل رأس العدوان على اليمن وعلى الإسلام والمسلمين، وعلى العالم الثالث في خدمة الصهيونية تتفاخر بمدها لخدمة أسيادها ” أمريكا وفرنسا وبريطانيا وإسرائيل وغيرها ” ، مستأجرة جيوشاً من جميع أنحاء العالم، لإخماد نور الله الذي انبثق في اليمن، بالثورة الشعبية المباركة التي ستحيي – بل وأحيت – أمماً شتى، ليس في الجزيرة العربية وما حولها فقط، ولكن في أنحاء أبعد من ذلك بكثير، حيث أصبحت اليمن قِبلَة يقتدى بها في الدول المستضعفة على الاستكبار العالمي وعملائه، حتى هزت عروشاً كانت ثابتة، والقاعدون عليها الآن يخافون من المد الثوري لهذه الثورة داخل شعوبهم .
وهنا يعود الفضل، كل الفضل، لمن قام بثورته في 2003م من صعدة، وخاض دفاعاً – لا عن كرامته فقط، وسيادته وعزته ، بل عن كرامة الأمة وسيادتها وعزتها، وخروجه من قيود العبودية للصهيونية العالمية ممثلة في ما يسمى بالمملكة العربية السعودية ..
وانتصرت الثورة بفضل الله وقوته على دول العدوان جميعاً ” أمريكا وفرنسا وبريطانيا وإسرائيل والجيش اليمني في ستة حروب متتالية آنذاك.. ولا زالت هذه الثورة في مدها بزخم يثير الإعجاب، ويدعو للوقوف أمامها باحترام وتقدير وتقديس لأصحاب هذه الثورة ومن نفخ في صورها، وأحيا مواتاً، وأمات وأفزع أعداء الشعوب.
وهنا.. سيولي رمضان بعد أيام قليلة، وسيأتي شوال وذو القعدة، وربما سيكون إنهاء هذا الطوفان الجارف ضد هذه الثورة المباركة إمّا في العشر الأوائل من ذي الحجة، أو عند انتهاء شهر ذي الحجة ..
ولن يبدأ العام الجديد إلا وقد أشرقت أنوار هذه الثورة المباركة على الشرق الأوسط من مضيق هرمز إلى باب المندب والبحر الأحمر والخليج العربي والمحيط الهندي وحوض الأبيض المتوسط، بنصب جميع أنواع الصواريخ، والتي ستكون داخل الدول الممتدة على هذه الخريطة، ولن تستطيع المخابرات العالمية جميعاً تتبع منصاتها، وستحدث هذه الحركة المباركة- إن شاء الله- ارتباكا عظيماً في الملاحة الدولية والدول الاستعمارية .. وستتحطم أمام هذه الثورة كل القوى التي تستغل المستضعفين في جميع أنحاء العالم، ولن يكون هدم المعبد إلا على رؤوسهم فقط، وسيحيا المستضعفون بعد كسر قيودهم أحراراً.
ولن يكون الاستنساخ الجديد لـ” عمر البشير ” في السودان مثالاً، سواءً بصورة عسكرية، أو بصورة مدنية .. فالشعوب استيقظت من غفلتها، وتكسرت قيودها، وسيعلم الذين يحلمون أن خزائنهم قد نفدت، لأن المضخة أكبر من البئر.
* مفتي محافظة تعز

قد يعجبك ايضا