الزكاة

 

عائشة شروان

لقد خلق الله هذا الكون وسير فيه معايش الناس بحكمة ونظام دقيق وجعل الناس متفاوتين في ارزاقهم ومعايشهم، فمنهم الأغنياء ومنهم الفقراء وفرض الصدقات لتكون سبيل عون للفقراء والمساكين  لتصرف في مصارفها الثمانية وتكون تزكية للنفوس ..ونماء للمال ..وخيراً وابتذالاً من أموال الاغنياء حقا على الفقراء، حيث قال الجليل الكريم في محكم كتابه (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها ..) التوبة
ومن عدالة الخالق أن جعل أجور الصدقات مضاعفة  في هذا الشهر الكريم شهر رمضان ليستشعر الغني مرارة الجوع والعطش ويشعر بما يشعر به المستضعفون ليكون عونا لنفسه في البذل والإخراج من مال الله ويكون الواقع الذي ذاق فيه ذاك التعب والمشقة هو الدافع القوي للإنفاق والكرم معهم بأجود ما يملك الانسان، فلله خزائن السموات والارض وهو المالك وحده لهذه الأرض.
ومما هو جدير بالذكر أن المال الذي يخرج في الزكاة والصدقات ينميه الله عز وجل ويباركه فالزكاة لغويا هي النما والزيادة ففيها تزكية للنفوس من دنس البخل والطمع .. وتقويم لسلوك الفرد مع اخيه الفرد المسلم وتحقيق لمبدأ التكافل والتعاون والمحبة بين أفراد المجتمع.
حيث قال الله عز وجل (المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله..) التوبة 71
وقد حذر الله من منع الزكاة وعدم إخراجها أن حال عليها الحول وبلغت النصاب وجعل ذلك من الأمور التي يستحق بها العذاب حيث قال في كتابه الكريم (الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم ) التوبة 34
والزكاة فريضة على كل مسلم يدين بدين الإسلام ويمتثل لأحكامه وشرائعه وتجب على المسلم الحر المالك للنصاب  وحال عليها الحول .
والأموال التي تجب فيها الزكاة هي الذهب والفضة والزروع والثمار وعروض التجارة والأنعام والمعدن والركاز .
وحرياً بمن يملك هذه الأموال أن يخرج زكاة ماله لتكون حرزاً له من النيران وفوزاً بالجنان ويطفئ بها غضب الرحمن، لما لها من الأجور والعمل بآيات المنان والفوز بخيري الدنيا ونعيم الآخرة .
فزكاة النقدين الذهب والفضة تخرج اذا بلغت النصاب وحال عليها الحول وجب اخراج الزكاة فيه على الأصناف الثمانية المذكورة في الآيات .
وزكاة التجارة يخرجها التجار لتكون بركة لأموالهم وزيادة في أجورهم عند بارئهم ليمدوا بها جسرا منيعا الى الجنة يقتاتون من فضل الله عليهم بزيادة أجورهم ونيل رضا خالقهم .
نعم إنه دين قويم فيه من العدالة ما يجعل أموال الأغنياء تقسم منها على الفقراء لتكون عونا وسلاما لنفوسهم من جور الدنيا وبالمثل تكون تزكية للأغنياء وسببا في زيادة ونماء اموالهم وبابا لنيل الخير في دنياهم وآخرتهم.

قد يعجبك ايضا