قرن الشيطان وعملية التاسع من رمضان

 

عبدالفتاح علي البنوس
صبرنا ، طال صبرنا ، نفد الصبر، فنحن أمام عدو للقباحة والغطرسة والتعالي عنوان ، عدو ذليل يحمل من الخسة والنذالة ما يفوق الوصف ، عدو حقير يستقوي بالغير ليدًّعي البطولة والعظمة ، يحاول التعملق معتمدا على العصا الأمريكية التي لم ترتعد أمامها فريصة من فرائص مقاتل يمني في جبهة من جبهات العزة والكرامة ، وأمام صبرنا الطويل يمعن هذا العدو في صلفه وإجرامه ، وعلى وقع الهزائم التي يتجرعها ومرتزقته في مختلف الجبهات ،وهو ما استدعى الرد على هذه الجرائم بعد أن تمادى هذا العدو الخسيس في عدوانه وإجرامه ، و بعد أن ركب غروره ولم يكترث للدعوات والمبادرات التي أطلقها قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي والرئيس مهدي المشاط ومن قبلهما الرئيس الشهيد صالح علي الصماد لإيقاف عدوانه وكف أذاه ورفع حصاره على شعبنا ووطننا وعدم الذهاب خلف المخطط الأمريكو صهيوني الذي يتهدده قبل غيره ، ويلحق به الضرر الكبير قبل غيره ، و أصر على المضي في عدوانه وإجرامه الوحشي الذي يطال النساء والأطفال ويستهدف المدنيين الأبرياء ، ويهدف إلى احتلال البلاد ، واستعباد العباد ، في بلد الحكمة والإيمان ، يمن الأنصار الذين عرفوا بشجاعتهم وعنفوانهم وعزتهم وشموخهم وسموهم ورفضهم القبول بالعيش تحت أي شكل من أشكال الوصاية أو التبعية أو الانبطاح لأحد مهما كانت المبررات ، ومهما بلغت الخطوب ومدلهمات الأحداث ، باعتبار ذلك من الثوابت والمسلَّمات التي لا يمكن التفريط بها .
فكان الرد المزلزل في التاسع من شهر رمضان ، حيث كان العالم أجمع على موعد مع عملية رد وردع يمنية -يمنية خالصة من إعداد وتنفيذ وإخراج أبطالنا المغاوير في سلاح الجو المسيَّر يساندهم التأييد والعون الإلهي ، والهدف ضرب العمق السعودي تجسيدا لقول الخالق جل في علاه (ومن اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ المُتَّقِينَ ) ، سبع طائرات يمانية مسيَّرة دفعة واحدة تحركت في وقت واحد لتنفيذ مهمة محددة هي أقرب للخيال ، سبع طائرات مسيَّرة استهدفت منشآت حيوية تابعة للعدو السعودي اللدود في محافظتي الدوادمي وعفيف اللتين تتبعان إداريا منطقة الرياض عاصمة تحالف العدوان ، حيث استهدفت محطتي الضخ البتروليتين في خط الأنبوب الرئيسي للنفط 8-7 الذي يربط بين رأس التنورة وينبع، والذي يضخ قرابة ملايين برميل نفط يوميا ، وهو ما أحدث دمارا واسعا ، وعلى إثره اشتعلت الحرائق في الأنبوب الأمر الذي دفع بالسلطات السعودية إلى إيقاف ضخ النفط عبره ، بعد أن تكبدت خسائر باهظة جراء ذلك ، وهو ما دفعها للعويل والبكاء لدى المجتمع الدولي لإدانة هذه العملية البطولية الرمضانية المسددة ، حاخام الأزهر ، وحبر الجامعة العبرية ، وملوك وأمراء ورؤساء العهر العرب سارعوا إلى إدانة العملية التي وصفوها بالعملية الإرهابية التي تدينها الأديان السماوية كافة، حد دجلهم وسخفهم ودياثتهم ؟!!!
أكثر من أربعة أعوام والسعودية والإمارات وتحالفهما الشيطاني ضد بلادنا وشعبنا يقتلون ويدمرون ويحاصرون ويقصفون بالطائرات المدنيين الأبرياء من أبناء شعبنا خدمة لأمريكا وإسرائيل ومصالحهما وأطماعهما في المنطقة ، استهداف النساء والأطفال وتدمير ممنهج لكافة مقومات الحياة وحصار شامل لقرابة 30مليون مواطن ومواطنة ، استهداف خلَّف الآلاف من الشهداء والجرحى ، وتسبب في نزوح وتشريد آلاف الأسر ، وخلف دمارا هائلا في الممتلكات العامة والخاصة ، كل ذلك لم يحرك ساكنا لدى العالم العربي والإسلامي المنافق المرتزق ، لا الأزهر ولا جامعة العهر العربية ولا منظمة مؤتمر القوادة السعودية ولا هيئات ومنظمات وبرلمانات وعلماء ومشيخات وحكومات الدول العربية والإسلامية نطقوا أو حتى همسوا أو عملوا إشارة تشير إلى إدانتهم واستنكارهم كل هذه الجرائم والمذابح الوحشية التي ترتكب في حق شعبنا اليمني ، ولكن عندما يرد أبناء اليمن على هذه الجرائم والمذابح السعودية تقوم قيامة هؤلاء اللقطاء منزوعي الشرف والكرامة و(هات يا إدانات ومواقف وتصريحات ونفاق وكذب) من أجل الريال السعودي ، منتهى السقوط والدياثة والعهر عندما تبرر وتبيح للسعودي ومن معه قتل وإبادة المدنيين اليمنيين ، وتستنكر على اليمنيين الرد باستهداف منشآت حيوية واقتصادية وعسكرية سعودية .
بالمختصر المفيد: عملية التاسع من رمضان بداية مرحلة التأديب اليمنية لبعران السعودية والإمارات ، هي مفتتح الرد على جريمة اغتيال الرئيس الشهيد صالح الصماد وكل شهداء الوطن الغالي ، هي بداية عملية كسر قرن الشيطان الحقيقية ، وقادم الأيام تحمل معها بإذن الله وتوفيقه المزيد من العمليات الأكثر وجعا وإيلاما لهاتين الشجرتين الملعونتين (آل سعود وآل نهيان) ولن نبالي بنحيب ( حريم السلطان ) ونباح وعواء مجاميع العهر والنفاق والارتزاق ، سنضرب ونضرب ونضرب إلى أن يرعوي مدمن بول البعير ويعود إلى رشده ، سنرد وبقوة على الإجرام والوحشية السعودية الإماراتية مهما كلفنا ذلك من ثمن ، وعلى الباغي تدور الدوائر .
صوماً مقبولاً وذنباً مغفوراً وإفطاراً شهياً وعملاً متقبلاً ونصراً مرتقباً بإذن الله وتوفيقه.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .

قد يعجبك ايضا