ثمرة التقوى

 

الدكتور/ عبدالرحمن الحيمي

شهر رمضان المبارك هو شهر الفتوحات، شهر الرباط في سبيل الله، شهر الإخلاص في العبادة، والإخلاص في تحمل مسؤولية الدفاع عن الأهل والأرض والذود عن حياض الأمة.
ليكن هذا الشهر بكل ما يحمله من اشراقات روحية ونفحات نورانية فرصة لنرى ثمرة التقوى في مسار حركة المجتمع بما يعزز عوامل صمودنا في وجه المعتدين والاقتداء بسيرة الرسول الخاتم محمد صلى عليه وآله وسلم في هذا الشهر الفضيل الذي انطلق من خلاله لاعلاء راية الإسلام.
الله سبحانه وتعالى قال في كتابه الكريم موجها نداءه وخطابه، نداء الرحمة والخير إلى عباده المؤمنين قائلا: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) هكذا ينادي الله ويأمر عباده الذين آمنوا (تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا) التوبة النصوح، التوبة التي تمثل رجوعا متكاملا إلى الله سبحانه وتعالى، فالإنسان فيما يقصر فيه أو فيما يفرط فيه، أو فيما يعصي الله سبحانه وتعالى فيه يعود إلى الالتزام والطاعة والاستقامة بندم واعتذار للمولى عز وجل معتذرا إلى الله من واقع الشعور بالتقصير وخطورة التقصير، يقول الله تعالى (فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ) هكذا ورد في القرآن الكريم، فر إلى الله الآن، قبل أن يأتي اليوم الذي لا يمكن أن تفر من الله ولا حتى إليه، يوم القيامة لا يقبلك، لا يرحمك، لا يمكن أن يمدك بألطافه أو أن تشملك رحمته هناك لأن رحمته كتبها للمنيبين إليه هنا في الدنيا قبل الآخرة.

قد يعجبك ايضا