مداميك الدولة اليمنية الحديثة

 

زينب الشهاري

إن التاريخ يحكي عن دول نهضت وأصبحت من أوائل الدول المتقدمة وفي فترة وجيزة رغم ما واجهته من تحديات إلا ان ذلك لم يزدها إلا عزماً وطاقة للبناء والعمل ودفعها نحو الأمام في مسار التطور والازدهار كماليزيا واليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة وغيرها…
حرب كونية أحرقت الأخضر واليابس وأتت على كل شيء ودمرت البنيان وقتلت الإنسان في أرض اليمن، كان ذلك ليجعل الحياة تتوقف ويدفع بأهلها إلى الإستسلام، غير ان هذا ليس وارداً بتاتاً في قاموس اليمني، فسنوات من القتل والتدمير قابله شعب اليمن بصمود ومواجهة وصبر ودفاع وإصرار على مواصلة التحدي.
عدوان لم يجن إلا الخزي ولم يحصد إلا الهزائم في معركة يخرج منها اليمنيون وبعد كل مجزرة لقوى التحالف أكثر عزماً على الرد والثأر وبعد كل سنة أقوى وأصلب، الدولة المدينة التي تحقق العدل والمساواة والحياة الكريمة ما زال حلما يراود أبناء اليمن الذين عانوا من الفساد والنهب والتسلط طيلة سنوات مضت لنظام لم يسع إلا لإشباع جيوبه فيما كان أبناؤه يتضورون من الجوع ويقاسون الظلم والحرمان.
مشروع البناء والتنمية رغم المحن معركة تجري جنبا الى جنب مع معركة الدفاع والحماية، هذا هو المشروع الكبير ليمن المستقبل الواعد الذي أطلقه الرئيس الشهيد صالح الصماد الذي لم يدخر جهداً واستخدم كل وسيلة ليتصدى للعدوان الغاشم ويؤسس ليمن التنمية وهذا ما أدركته أيادي الإجرام، فباشرت اغتياله ظنا منها أنها اغتالت مشروعه العظيم، بيد أن هذا المشروع حي في روح كل يمني وفي مقدمتهم قيادتنا الرشيدة وها هي تترجمه على أرض الواقع في رؤية وطنية أُعلن البدء عن تنفيذها مؤخراً، ليعلن اليمن للعالم أجمع أن حجم التآمر والاستهداف لم ينل من عزيمة اليمني ولم يقتل حلم أبنائه ببناء وطنهم لحاضرهم ومستقبل أحفادهم، وهذا ما يستحقه أبناء اليمن الأوفياء الذين بذلوا التضحيات وقدموا عطاء الدم وتحملوا ألوان الظلم في الماضي على أيدي الفاسدين العابثين ويواجهون اليوم حرباً ضارية على أيدي أسيادهم من خدام الصهيونية العالمية الذين يريدون أن يدمروا اليمن على كل المستويات، ولكن ورغم أنف كل معتد وكل حاقد لن يستطيعوا قتل حلم النهضة والبناء الذي عمده اليمنيون بدماء أعزائهم من الشهداء وعلى رأسهم الرئيس الشهيد الصماد سلام الله عليه.
فمعاً لتنفيذ ما تضمنته الرؤية الوطنية من إصلاحات وتطوير في مختلف المجالات “تعليم، اقتصاد، صحة، سياسة، أمن، قضاء، إعلام…. وغيره” لنبعث الأمل ونغيظ الأعداء ويتطلب ذلك منا العمل الجاد والمثمر، وإن تجارب الأمم السابقة التي حولت المحنة الى منحة والتحدي الى إنجاز والحاجة الى اختراع، ليعطي أنجع مثال على أن اليمن قادر رغم كل الصعوبات أن يبني دولته الحديثة والمستقلة فلن يوقفه عدوان ولن يضعفه قتل أو حصار، ومن الضروري العمل على توفير كل ما يمكن لتذليل السبل لتنفيذ الرؤية ويبقى على كل المؤسسات أن تترجم الرؤية وآليتها التنفيذية عبر خططها السنوية والاستراتيجية مع تحقيق الأولويات التي تتناسب مع الإمكانات المتاحة مع العلم أنه سيكون هناك تقييم دوري وفقاً لذلك وللمؤشرات العملية والمنهجية التي تحدد سير العمل ونسبة الأداء.
اثنا عشر محوراً للتعاطي مع أهم تسعة وثلاثين تحديا يواجه اليمن وذلك عبر تحقيق مائة وخمسة وسبعين هدفا استراتيجيا على مدى ثلاث مراحل زمنية حتى 2030م والتي ستتحقق بالعزم والكفاح والإرادة لتتوج طموحات اليمنيين وأحلامهم نحو مداميك الدولة اليمنية الحديثة.

قد يعجبك ايضا