رئيسة فرع اتحاد نساء اليمن في المحويت.. ابتسام الصنعاني لـ”الثورة”: آثار العدوان الاقتصادية والمجتمعية والصحية على المرأة والطفل كارثية ونسعى لمعالجتها

لقاء/
جميل القشم
رائدة نسوية يصفها الجميع بالكفاءة في ميدان العمل ونموذج عطاء يتجسد دورها الفاعل في خدمة المرأة والمجتمع والوطن عبر رحلة كفاح عنوانها الصبر والطموح وتقديم بصمات وعطاءات انسانية متنوعة هنا وهناك.. إنها رئيسة فرع اتحاد نساء اليمن في محافظة المحويت ابتسام الصنعاني التي نتعرف على تجربتها العملية ونتاج اسهاماتها في خدمة المرأة والمجتمع.. ودور اتحاد نساء اليمن في المحافظة وانشطته وتحدياته في ظل العدوان والحصار، وغير ذلك في هذا اللقاء:
متى كانت بداية مشاركتك في خدمة القطاع النسوي؟
– بدأت عملي في الميدان عام 1994م من خلال مشاركتي في أنشطة طوعية مع بعض المنظمات في إطار تقديم خدماتها للمجتمع إلى جانب المشاركة في برامج ميدانية كانت تقدمها بعض الأحزاب لدعم المرأة، وعلی مدی أكثر من 15 عاما من المثابرة والكفاح ما زلت إنسانة بسيطة ينتابها احساس متواصل بتأنيب الضمير تجاه مجتمعها والرغبة الجامحة في خدمة الطفل والمرأة وكافة فئات المجتمع خصوصا في ظل التداعيات الكارثية الإنسانية التي يشهدها الوطن وتستدعي من كل فرد في موقعه وتخصصه النفير وبذل الجهود للتخفيف من حالة المعاناة في كافة المجالات الصحية والتعليمية والاقتصادية وتأهيل المجتمع لمواجهة التحديات وتجاوزها .
ماهي العوامل التي ساهمت في إنجاح ميولك وانطلاقك بمضمار العمل النسوي؟ وما الذي دفعك للعمل في اتحاد نساء المحويت؟
– هناك عوامل كثيرة وأبرز عامل ساهم في تشجيعي هي والدتي التي كانت تذلل الكثير من الصعوبات أمامي وأيضا الأستاذة الراحلة رمزية الإرياني رئيسة اتحاد نساء اليمن سابقا والتي صنعت أثراً قويا في مسار توجهاتي في خدمة العمل النسوي. وفضلت العمل في اتحاد نساء اليمن باعتباره ملتقى حيوياً فاعلاً لخدمة قضايا النساء والمجتمع خصوصا بعد زيارة قيادة الاتحاد لمحافظة المحويت في عام 2003م قبل تأسيس فرع له في المحافظة فتم اختياري ضمن مجموعة من النساء لتأسيس النواة الأولى للاتحاد ومن ثم بدأنا ممارسة الأنشطة المتعلقة بالمرأة في المحافظة بأشكالها التمهيدية والبسيطة.
ما طبيعة مهام فرع اتحاد نساء اليمن في المحويت للمرأة ؟
– تمكن فرع الاتحاد خلال سنوات عمله في المحويت من خدمة المرأة والطفل والمجتمع عبر حملات وجلسات التوعية واللقاءات الحوارية والنقاشية لمناهضة العنف القائم علی أساس النوع الاجتماعي ضد المرأة والطفل، وساهمنا في ابراز مؤشرات العنف بتشكيل لجان مجتمعية وشبكات توعية من الرجال لحماية حقوق المرأة وكذا تقديم الخدمات القانونية والنفسية والصحية والتعليمية والنقدية للفئات المتضررة في مناطق مختلفة بمديريات المحافظة، فضلا عن تأسيس فروع للاتحاد في بعض المديريات وإنشاء أنشطة المساحة الآمنة للنساء والصديقة للأطفال وتنفيذ فعاليات ترفيهية وتثقيفية تصب في مصلحة المجتمع ولم يقتصر حضورنا على نشاط معين وعبرنا من خلال إصدار بيانات تنديد الاتحاد واستنكاره للجرائم المرتكبة بحق الأطفال والنساء والمدنيين من قوى العدوان والدعوة لوقف المجازر ورفع الحصار عن الشعب اليمني.
ما هي أبرز الإنجازات العملية لفرع الاتحاد في المحافظة؟
– تتمثل أبرز إنجازات الاتحاد بافتتاح أربعة مكاتب له في مديريات الرجم والطويلة وبني سعد والخبت لتقديم خدمات الدعم النفسي والقانوني لمختلف شرائح المجتمع.. أما الأنشطة لا تنحصر في مشروع معين، وأهمها افتتاح المساحة الآمنة للنساء والفتيات وتنفيذ مشاريع منها المهارات الحياتية والتمكين الاقتصادي وأنشطة الدعم النفسي وعقد جلسات توعوية ارشادية وتقديم الخدمات الصحية والقانونية وأنشطة متنوعة في تعليم اللغة الانجليزية والاسعافات الأولية وتعليم القراءة والكتابة ودروس تقوية في المناهج العلمية .
حدثينا عن دورك في خدمة العمل النسائي خلال السنوات الماضية وأبرز نشاط قمتي به؟
– كرئيسة لفرع الاتحاد خضت أعمالاً وأنشطة عدة منها في مجال تدريب وتأهيل النساء في المحويت وتقديم الدعم الاقتصادي وبرامج التعليم الأساسي والتوعية المجتمعية والتشبيك مع القطاعات الأمنية وأجهزة القضاء والنيابة والسلطات المحلية والمنظمات وتنفيذ الحملات الميدانية لتلمس معاناة النساء وأفراد المجتمع والفئات المتضررة ودراسة وتقييم أوضاعها خصوصا في سنوات العدوان على اليمن.
يعد أبرز عمل بالنسبة لي شخصيا، الاسهام في تأسيس فرع الاتحاد وتطوير آدائه وأنشطته وتحقيق حضوره الفاعل على مستوی محافظة المحويت.. أما أبرز عمل نفذه الاتحاد فيتمثل بعدم الاستسلام لتحديات العدوان والحرب على اليمن ومواصلة الأداء بشكل أكبر من خلال تلمس احتياجات النازحين والمساهمة مع عدد من المنظمات والهيئات في تقييم الأوضاع الإنسانية إلى جانب تكثيف البرامج والأنشطة الهادفة للتخفيف من التداعيات النفسية والاجتماعية والاقتصادية بالنسبة للمرأة والطفل.
ماهي التحديات التي واجهتك في قيادة عمل فرع الاتحاد؟
– العراقيل والتحديات لا تثنينا عن خدمة المجتمع والوطن فعزيمتنا واصرارنا ساهم في التغلب على بعض التحديات التي تواجهنا في تحقيق الطموحات وسقف البرامج والأنشطة المتنوعة في محافظة تعاني كثيرا من حيث افتقارها للدعم الرسمي ودعم المنظمات وشحة تواجدها.. كما أننا تجاوزنا صعوبات اجتماعية تتمثل بفرض المجتمع قيوداً وتقاليد سلبية على المرأة من حيث العمل والتعليم وغيرها فكسرنا العديد من القيود وتبلورت المساعي في ترسيخ مناخ معين وأطر إيجابية لتشبيك علاقات العمل النسوي مع المجتمع والجهات ذات العلاقة.
ما هي انعكاسات العدوان على أداء فرع اتحاد نساء اليمن ونشاطاته؟
– رغم الصعوبات وشحة الموارد وغياب الدعم المادي تمكن فرع الاتحاد من كسر حالة الجمود وعدم الاستسلام للظروف ومشقات المرحلة .. ومازلنا نواصل العمل التطوعي الهادف لتمكين ودعم المرأة وتنفيذ أنشطة مجتمعية عديدة ادراكا واستشعارا للمسؤولية وحساسية المرحلة الاستثنائية التاريخية التي يشهدها الوطن الحبيب، ولم تنحصر أنشطة الاتحاد في مديرية محددة أو مكان ثابت بل قدمنا على سبيل المثال خلال العام الماضي خدمات الدعم النفسي لأكثر من ألف و181 امرأة والدعم الصحي لنحو 505 حالات والخدمات القانونية لأكثر من 200 امرأة، وخدمة المساعدات النقدية لـ 97 امرأة.. كما استفاد اكثر من 857 طفلاً من أنشطة المساحة الصديقة بينهم 40 طفلاً وطفلة نازحين.
كيف استطاع فرع اتحاد نساء اليمن في المحويت أن يؤدي دوره رغم ظروف وتأثيرات الوضع الراهن؟
– نبذل جهوداً واسعة بالتنسيق مع المنظمات والجهات ذات العلاقة لتنفيذ انشطة نسوية تلامس احتياجات المرأة في مديريات المحافظة، حيث نفذنا دورات تدريبية حول مشروع العنف القائم علی أساس النوع الاجتماعي وندوات ومحاضرات توعوية حول مكافحة وباء الكوليرا والوقاية منه، والتوعية الصحية بأهمية التحصين وصحة الأم، وجلسات حوارية حول العنف الجسدي وآثاره النفسية، ودورات تأهيلية في مجال الأطر الأخلاقية والقوانين والدساتير للتعامل مع الناجين من العنف، ودراسة حالات الأطفال في مؤسسات الاحتجاز، ودعم المبادرات الشبابية للتوعية بمخاطر الزواج المبكر، وتشكيل لجان مجتمعية للدعم والمناصرة والحشد والتوعية والنزول الميداني لتفقد حالة السجينات.
بعيدا عن تأثيرات تحديات المرحلة الاستثنائية.. ماهي أبرز التحديات والمعاناة التي تواجه المرأة في المحويت ؟
– تواجه المرأة في اليمن بشكل عام تحديات وضغوطات مجتمعية تختلف وتتفاوت حسب نسبة الوعي والتعليم من منطقة إلى أخری ..ومن خلال برامجنا الميدانية في مكافحة العنف ضد المرأة ما يزال العنف ضد المرأة هاجساً يؤرق الجميع، حيث تلقينا خلال العام الماضي ألفاً و36 شكوی عنف لفظي و612 حالة عنف جسدي و12 حالة اغتصاب و201 حالة حرمان واساءة و22 حالة زواح مبكر منها 118 حالة في مدينة المحويت و140 حالة في جبل المحويت و178 حالة في الخبت و 335 حالة في الرجم و189 حالة في بني سعد و 205 حالات في الطويلة وثلاث حالات في شبام كوكبان و13 حالة في مديرية ملحان.
ماهي برامج عمل الاتحاد لمواجهة التأثيرات السلبية لتداعيات الوضع الراهن؟
– المشاركة في حملات التوعية المجتمعية وتبني أنشطة ترفيهية للمرأة والطفل ومبادرات استثنائية لمناصرة قضايا النساء ومعالجة مشكلات نفسية معقدة تتعرض لها المرأة أو الطفل بإشراكهم في أنشطة المساحات الآمنة، فقد نفذ الاتحاد خلال العام الماضي العديد من فعاليات المسرح التوعوي التشاركي في مديريات الرجم والطويلة والخبت وبني سعد، استفاد منها 698 من الذكور و 433 من الإناث واستطاعت رسالة المسرح الوصول إلى هدفها في التوعية بأن العنف ليس وسيلة للتربية في المجتمع.
كما نفذنا 48 جلسة حوارية توعوية حول قضايا العنف القائم على أساس النوع الاجتماعي واستفاد منها 709 من الذكور و540 من الإناث و297 من الفتيان و318 فتاة.. إلى جانب تنفيذ دورات في الأشغال اليدوية والتطريز استفادت منها 205 نساء للمساهمة في التخفيف من الأعباء الاقتصادية وتمكين النساء من مواجهة التحديات المعيشية .
ما هي الأضرار التي لحقت بالمرأة في المحويت جراء العدوان والحصار؟
– التداعيات الاقتصادية جراء العدوان والحصار تعيق فرع نساء المحويت عن تنفيذ خارطة أنشطة واسعة للوصول لكافة مناطق المجتمع المحلي للتخفيف من الأضرار الانسانية المتزايدة بفعل الظروف الراهنة، فقد خلفت سنوات العدوان والتكالب الدولي علی اليمن كوارث ومآسي كبيرة علی مستوی كل أسرة يمنية وكان لمحافظة المحويت نصيبها من التداعيات التي انعكست آثارها النفسية والاجتماعية والاقتصادية علی حياة المرأة والطفل فأصبحت الكثير من النساء في وضع معيشي متدهور خاصة ربات الآسر التي انعدمت وضولهن وفقدت ركناً أساسياً في معيشتها بالإضافة إلى الأثر المعنوي والنفسي لأربع سنوات صعبة من العناء والصبر في أوساط الآلاف من النساء.
كيف تقيمين صمود المرأة في المحويت بوجه العدوان والحصار؟
– جسدت المرأة في المحويت دوراً مسؤولاً وواعياً لصمودها، فقدمت نموذجاً للمرأة المثقفة والأم المثالية والزوجة المساندة والموظفة المنضبطة وفي شتی مناحي الحياه خصوصا في سنوات العدوان على اليمن حيث برز حضورها وثباتها في التغلب علی التحديات والاسهام الايجابي في تحمل مشقات الوضع المعيشي بادراك واع لما يتعرض له اليمن من سيناريو مؤامرات ومخططات إجرامية لتركيع وإخضاع اليمنيين.
كيف استطعتم التخفيف من التحديات النفسية التي تعرضت لها المرأة في المحويت؟
– من خلال تبني أنشطة توعوية متخصصة وحملات ميدانية لتقصي احتياجات النساء وتقديم العون النقدي لهن خاصة المعنفات واللواتي استدعت أوضاعهن لإحالة نفسية وعلاجية بحسب الدعم والإمكانات المتاحة أمامنا وحققنا مقارنة مع السنوات السابقة أهدافاً إيجابية في مناصرة ودعم المرأة في المحويت.
ما طبيعة الأعمال والمهام التي توجت مسيرة أدائك خارج نطاق اتحاد نساء المحويت ؟
– أعمال كثيرة منها في القطاع الحكومي الصحي حيث عملت مشرفة للصحة الإنجابية في المحويت، وأميناً عاماً لجمعية القابلات ومسؤولة التدريب والأشغال بنفس الجمعية، وكذا مسؤولة المسوحات وعضواً في الهيئة الإدارية ..كما عملت في القطاع الصحي في محافظات ذمار وشبوة وصنعاء ومدربة في رعاية الأطفال والأمهات، ومسؤولة الترويج المجتمعي في مكتب الصحة ومدربة في وسائل تنظيم الأسرة والمشاركة في عدد كبير من الدورات التأهيلية لدعم النساء ومخاطر الزواج المبكر.
كما مارست أعمالاً أخری في إطار برامج عمل عدد من المنظمات في تقييم وحصر النازحين واحتياجات المجتمعات الريفية ودراسة أوضاع القطاعات المتعددة كمنسقة لمنظمة الهجرة الدولية وغيرها من المنظمات بمهام ميدانية وتنسيقية وادارية واشرافية في نطاق العمل الصحي والمجتمعي والتأهيل.

قد يعجبك ايضا