نموذج جديد من الرؤساء القدوة والقادة

أحمد المالكي
في نموذج المؤمنين والمجاهدين الذي عرفناه مؤخرا بعد أحداث ٢٠١٤م، وبروز ثورة ٢١ سبتمبر ظهرت لنا نماذج جديدة من الرؤساء والقادة الشباب العظماء المتوقدين حماسا، والممتلئين بثقافة القرآن الذين أثبتوا مقدرة عجيبة في إدارة البلاد والحفاظ على مؤسسات الدولة، وأوجدوا ثقافة مغايرة تماما لنماذج الرؤساء الذين عرفناهم أو قرأنا عنهم في كتب التاريخ وعلى ألسنة الرواة المعاصرين لهم الذين اتوا الى كراسي الحكم إثر مؤامرة أو انقلاب أو اغتيال، حيث يأتي الرئيس التالي لينكل بسابقه وبمن حوله من النظام، بل وينسف كل ذكر أو منجز لسابقه ويمنع أي تناول اعلامي او تاريخي لسابقه كما حدث مع الرئيس الشهيد الحمدي- على سبيل المثال. لكن النموذج الرئاسي الجديد الذي لحظناه في الشهيد الخالد الرئيس صالح الصماد كان مغايرا تماما في الصدق مع الناس، في الارتباط بالله، في استشعار المسؤولية، في الزهد، وفي التضحية والإيثار، ويكفينا الاستشهاد بمقولة لهذا الرئيس الشهيد الخالد قوله: “إن من يظن أن السلطة مغنم فإنه يخون الله ويخون الوطن ويخون دماء الشهداء”. ثم الرئيس الحالي مهدي المشاط الذي ما إن ألقى خطابه الأول الذي انا شخصيا لم أعرفه أو أسمعه الا عن طريقه، وبعد توليه منصب المجلس السياسي الأعلى، وإلى الآن ضرب مثالا جديدا في ذكر مناقب سلفه حتى أنه أعلن منذ الوهلة الأولى سيره على نهج سابقه الرئيس الشهيد صالح الصماد، بل لا نبالغ إذا قلنا إن اهتمام الرئيس المشاط بالصماد وبمناقب الصماد وبتاريخ الصماد وبالوفاء للرئيس الصماد أكثر من اهتمامه بتسليط الأضواء على نفسه.. هذا النوذج الجديد من الزعماء والقادة لم نجده إلا في مكون أنصار الله، وهو نموذج فريد ليس على مستوى اليمن فحسب بل على مستوى المنطقة والعالم، ولعل آخر نموذج في المنطقة العربية ما حدث للبشير من أركان نظامه وأقرب المقربين إليه، وهلم جرا عربيا وعالميا، وفي نماذج رؤساء اليمن الجدد لا مقارنة مع تلك النماذج، وبالتأكيد تلك النماذج الجديدة لم تأت من فراغ، بل جاءت النماذج من مدارس الزهد والنقاء المنبثقة من التربية القرآنية ومن سيرة النبي الأعظم وآل بيته الطاهرين المبنية على الوفاء والصدق والإخلاص لله وحده، ولذلك قلنا إن هؤلاء الرؤساء والقادة القدوة الجدد هم الراشدون، ومع هؤلاء يمكن للإنسان ان ينظر بأمل واسع إلى مستقبل مشرق ووطن حر بإذن الله تعالى .. نحن لا ننافق بل نكتب قناعات ترسخت لدينا من واقع عشناه ونعيشه اليوم، ولذلك فإن من المهم عندما نحيي مناسبة استشهاد الرئيس الشهيد الخالد صالح الصماد يجب ان لا يتوقف الأمر عند ذكر مناقب وفضائل الشهيد الصماد بل يجب إحياء القدوة التي انتهجها ومثلها للمضي عمليا بترجمة الأقوال والمشاريع إلى أعمال تجسد على أرض الواقع ونجعل قيمة حقيقية للتضحية والفداء والبذل والعطاء والزهد وتحمل المسؤولية ..وهذا لن يتأتى إلا إذا تم اجتثاث الفساد والمفسدين والسرق والمتهبشين، لأن نموذج القدوة لا يمكن أن يتناغم مع هذه النماذج الفاسدة التي توارثت الفساد سابقا عن سابق.

قد يعجبك ايضا