في ذكرى استشهاده

وهاج المقطري
لا أكتب تاريخاً عن الرئيس الشهيد الصماد،، لا أزيد الآخرين معرفة بعظمته وشأوه، وإنما المحاولة التي أنا بصددها هي فقط الوقوف على مجمل حياة رجل استثنائي!!
إنني لن أتحدث عن مواقفه الجسام، ففي دروب الكلمات محال ان ترسم دروب الحقيقة سيما أن تكون الحقيقة لرجل كالصماد..!!
فهل سمعتم من قبل كيف يحار القلم ؟!!
وكيف يزور خجلا أمام عظمة المشهد فتتعثر كلمات بالكاد يرصها على أسطر الصفحات..!!
إنه الرئيس الشهيد الصماد وحده، حيث يتضاءل المتنافسون!!
الرجل الاستثنائي والرئيس الاستثنائي في الزمن الاستثنائي واللحظات الاستثنائية!!
إننا إن أردنا أن نعبَّر عن انبهارنا البالغ أشده في هذا الرجل فلنوفر على انفسنا عناء ما لا يطمع فيه ولا يقدر عليه، ولتسعنا في هذا الموطن كلمة الشهيد العملاق حين كان بمقدور الأقزام ان تمتلئ جيوبهم حد التخمة “اليوم لو يموت صالح الصماد غدا ليس مع اولاده سكن يسكنوه إلا بيتهم الذي في البلاد “القرية”…!!!
ولئن كانت حياته كرئيس استثنائي في ظرف هو الأشد والاقسى في تاريخ اليمن الحديث على قصرها تاريخا عريضا يتزاحم بالمجد والتضحية والزaهد،، فإن في استشهاده منحة عظيمة له ومحنة كبرى علينا!!!
إلا أن الألم الكبير منذ رحيله ليس إلا كسائر الأوجاع التي تنطوي على خير كبير يبقى بعد زوال الغاشية والوجع!!!
كان الخير في ذلك تلك الدروس العظيمة لأجيال وأجيال قادمة في البذل والتضحية والسمو!!
كان ذلك الحق والإيمان الصادق الذي صمَّد به الشهيد الصماد حتى آخر لحظات حياته وهو يدرك يقينا ان بقاءه رئيساً في ذلك الظرف العصيب ليس الا سببا كافيا ليجعله مطلبا ملحا لقوى العدوان الطاغية ، ولا يفسر ذلك إلاً الإيثار في سبيل ما اعتقده واجباً عليه، حتى الإيثار على حياته نفسها!!
وهو مع ذلك متقشفا زاهدا متواضعا بسيطا لا ينظر إلى حياته إلا وكأنها أرخص من حياة الشهداء الذين سبقوه “إن دماءنا ليست أغلى من دماء الشهداء الذين سبقونا”…
إن وجبت كتابة السير، فأوجب ما يوجبها أن تكشف جانب التضحية والبذل بالأغلى في سبيل قضية عادلة يحملها المرء!!
قضية يحيا ويموت عليها وتمتحن بالنار والنور بين ظلمات الشرور.!!
على أنني هنا لا أحابي في كلمة تستدعيها المجاراة لما سبقها من الكلمات ممن افرطوا في الحديث عن الصماد!!
ولا أحسبني هنا أنظم قصائد مديح للرئيس الشهيد في محراب التاريخ،!!
فحسب النفس البشرية أملاً أنها غنية بالحق عن قصائد المديح في هذا المحراب!!
وأي نفس سامقة نقف أمام ذكرى استشهادها اليوم!!
وأي رجل عظيم نخشع في محراب جهاده!!!

قد يعجبك ايضا