امتلك ناصية الحق فأصاب كبد البلاغة

الصماد والخطاب الذي حمل همّ الوطن

 

 

موجز الحكمة
*إن مسح الغبار من نعال المجاهدين أشرف من كل مناصب الدنيا
*ليست دماؤنا أغلى من دمائكم ودماء زملائكم في الجبهات.. ولا جوارحنا أغلى من جوارحكم
*القبيلة هي من تحدد بوصلة الوطنية وهي صمام الأمان لليمن
*الجبهة الداخلية أقوى من أي وقت مضى، وأي رهان على تفكيكها رهانٌ خاسر

 

في خطاباته وحتى كلماته المقتضبة حمل الرئيس الشهيد صالح علي الصماد الهمّ الوطني، وعكست عباراته اعتمالات نفسه القلقة بحجم المسؤولية وبحجم الوطن المغدور من (نفر) من أبنائه، باعوه بثمن بخس ثم ادعوا بأنهم حماة الحقوق الانسانية، والشرعية الدستورية.
لم تكن كلمات الرئيس الشهيد تقف عن عند حد تصويره للواقع بما يتطلبة من مساعي مسؤول لبث محفزات التماسك ورص الصفوف في مواجهات التحديات التي كان أبرزها العدوان على اليمن، بل انها كانت تذهب بعيدا.. الى استشراف المستقبل والتطلع لغد يتجاوز محاولات التثبيط التي اعتمدها العدوان في منهجيته.
من هنا لم يكن غريبا ان تبرز للشهيد العديد من الكلمات التي مثلت موجزات حكمة فعكست صحوة الضمير والإخلاص في أداء الواجب.
عام ونصف العام عمر رئاسة قصير تولاها الرئيس الشهيد الا ان هذا العمر كان مفعما بواقعية الحركة وصدق الكلمة، ففيما كان الوطن يعيش يوميات عدوان قاس غير مبرر وغير متناسب وفي لحظة من نشوة المعتدي يرفع الرئيس الشهيد مشروع بناء الدولة مطلقا عبارته الشهيرة ” يد تحمي ويد تبني”، لتأتي هذه العبارة وليأتي هذا الإعلان “بمثابة إعلان حرب جديدة لم تتوقعها دول العدوان التي تقف وراء تخلف اليمن في كافة المجالات.” حسب الدكتور فؤاد عبدالوهاب الشامي مدير مركز ميدي للدراسات الاجتماعية والسياسية.
ويؤكد الرئيس الشهيد صالح الصماد صدق توجهه البنائي بمقولته “نحن في أمسّ الحاجة إلى البناء الذاتي ويجب أن تكون الدولة للشعب.. لا أن يكون الشعب للدولة”.
وفي نحوه تأكيد أهمية الجبهة الداخلية لم يكن الرئيس الشهيد في خطاباته يؤكد فقط بكلمات مباشرة على هذه الأهمية بل انه وباعتماد الذكي على العمق النفسي كان يذهب الى التعاطي مع هذا الجانب اي تماسك الجبهة باعتباره أمر حاصل وملموس في الوسط الشعبي لا جدال ولا شك فيه ما كان يبعث الثقة في نفوس الناس دافعا إياهم الى الالتفاف حوله باعتباره رئيسا لمرحلة نضال ضد اعتداء خارجي، ونتذكر من مقولاته التي كانت تعكس هذه السياسة الذكية قوله “الجبهة الداخلية أقوى من أي وقت مضى، وأي رهان على تفكك الجبهة الداخلية رهانٌ خاسر”، مثل هذا التعاطي حتما يزيد من قوة الصمود والتماسك وهي التي تحمل في طياتها حاجة الواقع الى استشعار ما تتطلبه المرحلة من تأكيد واحدية الصف وتأكيد الاتفاق على رسالة التحدي وثبات القرار المستند الى امتلاك ناصية الحق.. وهكذا كان طرحه في مختلف لقاءاته في المحافظات.
وليؤكد دائما ان تحالف العدوان حتى باستخدامه الورقة الاقتصادية “لم يفلح في استغلال هذه المعاناة لتجنيد أبناء الشعب لخدمة أجندته وأغراضه وآثر الشعب العزيز تحمل تبعات نقل البنك المركزي وإعاقة تسليم الرواتب لأشهر كثيرة.“ حسب الرئيس الشهيد.
مكافحة الفساد
ولا ينسى الرئيس الشهيد في هذا السياق التأكيد على مكافحة موطن الخلل وعدم السماح لأهداف العدوان بالمرور بقصد زعزعة جبهة الداخل مؤكدا “على أهمية الحفاظ على مؤسسات الدولة التي يريد العدوان القضاء عليها في منهجيته للقضاء على الشعب اليمني وكل مقوماته، وهو ما يتوجب أن يتحرك الجميع وفق الأولويات وأن نبني على الانسجام والتكامل وعدم الاستماع للمتقفزين من هذا الطرف أو ذاك كونهم يمثلون العدوان ويشجعونه ويقفون إلى صفه الذي يتمادى في عدوانه ويتوهم أنه قد حقق اختراقاً هنا أو هناك.”
ومع القبيلة باعتبارها جزءاً حيوياً من نسيج المجتمع اليمني كان الرئيس الشهيد حاضرا في لقاءاته وفي كلماته التي كانت تسلم -باستمرار- بقيمة القبيلة في المجتمع اليمني وبقوتها في الدفاع عن الوطن ليقول في إحدى فعالياته “القبيلة هي من تحدد بوصلة الوطنية” ويقول “أثبتت القبيلة اليمنية أنها صمام الأمان لليمن وها هي الآن تسطّر الملاحم في كل جبهات القتال” مؤكدا أن “اعواماً من العدوان لم تنجح في تفكيك النسيج الاجتماعي او تفكيك القبيلة اليمنية” حسب ما كان يخطط له العدو.
وبالتزامن كانت تلقائية النبيه تسعف الرجل دائما ليوجه خطابه الى العدو.. مشددا في خطاباته بأن هيهات ان تنال دول العدوان من شعب جبل على الدفاع عن أرضه وعرضه، شعب لا يرضى أبدا بالخضوع والخنوع والقارئ الفطن للتاريخ يدرك ذلك.. وفي الوقت الذي كان يؤكد فيه على مد اليد الى السلام المشرف، كان يشدد على انه عدا ذلك فليس هناك بد مما لابد منه وهو “تعزيز الصمود للتعجيل بساعة النصرة ورفع معاناة الشعب اليمني”، لينشط في زيارته لمواقع التصنيع العسكري لغرض شد العزيمة وإحباط أهداف الحصار وليظهر في خلاصة ذلك وعيده القوي للعدو بمواجهته بما يشكل له الرعب والقلق من السلاح والتي كان منها سلاح الصواريخ، ليطلق مقولته “هذا العام سيكون عاماً بالستياً بامتياز مهما حشدوا من منظومات دفاعية” فكان الرجال من بعده صادقين في تنفيذ الوعيد ليكون العام 2018 عاما حافلا بالصواريخ على ارض العدو.
جبهة المقاتل
ومن جبهة الداخل ونبض الشارع الى جبهة المقاتل ينتقل الرئيس الشهيد صالح الصماد بنضاله، لتجده هناك يخاطب المقاتلين “إن الصمود الأسطوري الذي تخطونه في جبين العالم اليوم صار علامة استفهام كبيرة في وعي العدو قبل الصديق وأنتم بأقل القليل من العدة والعتاد والعدد تواجهون جيوش تحالف من أقوى دول العالم ومال مدنس استجلبت به السعودية والإمارات وقطر كل أنواع مرتزقة العالم وقتلته لتسحقوهم جميعا بأقدامكم الحافية وتنقلون المعركة إلى صدور أعداء السلام العالمي وصانعي المجازر، والرحم الذي اخرج القاعدة وداعش”.
شاحذا فيهم المعنويات شادا من عزيمتهم معبرا عن مدى الإعزاز بتضحياتهم ومدى التقدير لبسالتهم في الذود عن حياض الأمة “لكم كل التحية والإجلال والتقدير ولأقدامكم الحافية ولروحكم البطولية المؤمنة الصادقة المدافعة عن كل القيم التي تجمع عليها الأديان السماوية والثقافات والفلسفات والأيدولوجيات بحق الدفاع عن النفس وامتلاك الحرية ومواجهة الشر والانتصار لقيم الخير والعدل والمطالبة بالعدالة والعيش الكريم الذي تسعى له كل شعوب الأرض الحرة وتكافح من اجله.”.. وليؤكد وهو يتنقل بينهم وبروح التضحية القول “ليست دماؤنا أغلى من دمائكم ودماء زملائكم في الجبهات.. ولا جوارحنا أغلى من جوارحكم”
هكذا كانت الكلمات والبلاغة تتوارد بسلاسة الى خاطرة في مختلف الفعاليات.. كما لا تزال عبارته الشهيرة محفزة على رفع راية الوطن ضد اي معتد حين قال “إن مسح الغبار من نعال المجاهدين أشرف من كل مناصب الدنيا”.. يعلق الكاتب احمد ناجي احمد على هذه العبارة بقوله: بهذه الكلمات قاد الرئيس صالح الصماد معركة الصمود والتحدي للاستعمار الأمريكي الصهيوني الذي يريد احتلال الحديدة ليحقق هدفه من جعل البحر الأحمر بحرا أمريكيا…
هذا هو الرئيس المجاهد صالح الصماد صدقا وعفوية ووفاء بالعهد ووعيا وإقداما بالحق وللحق.
ليس لديه باطن فكل من يستمع لخطبه وكلماته يخرج بهذا الانطباع.
تحرك في مواجهة العدوان مستشعرا الخطر الذي يحيق بميناء الحديدة، والتحركات الأمريكية لاحتلالها فكان هناك قلعة صامدة تحمي الوطن بيد وتنال مرتبة الشهادة باليد الأخرى (يد تحمي ويد تبني) والشهادة بناء في معمار الصديقين والأنبياء.. ينتهي كلام احمد ناجي.

قد يعجبك ايضا