السودان والحراك الشعبي

 

حاتم شراح

السودان شعب عربي مسلم يتمتع بتاريخ عريق غير أن نظام البشير العميل الذي شارك بكل وقاحة في تحالف العدوان على اليمن حاول النيل من مكانة هذا البلد الشقيق وها هو يلقى جزاءه وها هم السودانيون ينتفضون ويثورون لقلع هذا النظام الفاسد المستبد الذي ليس له حسنة واحدة، بدأ بالتآمر على الجنوب مما أدى إلى الانفصال ، وكانت هذه المؤامرة تستهدف السودان في عروبته وقوميته ، وتعتبر عملية الانفصال ثمنا لبقاء هذا النظام السنوات الماضية ، وعندما لم يعد هناك ما يتم التآمر عليه في السودان بعدها بدأ التآمر على الجيش من خلال الزجَّ به في حرب ظالمة وألقى بجنوده إلى الجحيم دون ذرة رحمة أو خجل من التاريخ كل ذلك بعد حرب دارفور التي نتيجة لما قام به الجَنْجَويْد من جرائم حرب واغتصاب للنساء في دارفور فرضت على البشير عقوبات دولية وهروبا من هذه العقوبات بدأ البشير في المشاركة في التآمر على أية دولة عربية ومنها اليمن والمشاركة بمجرمي الحرب من الجنجويد الذين تم التنكيل بهم في صحاري ميدي ونهم وجيزان ونجران ، وغيرها من الجبهات ولم يشفع له ذلك ، فهاهم أسياده يتركونه وحيدا ليلقى مصيره ويدخل مزبلة التاريخ ، وسيتم الخجل من كل رموز نظامه الذين تآمروا على السودان وجعلوا منه ميدانا للتآمر على الأمة العربية والإسلامية ، وزرع الفرقة ، والتآمر على الاقتصاد السوداني من خلال محاربة الزراعة ، ولإفشال المشاريع القومية التي كانت الأنظمة القديمة تعدها من أعظم انجازاتها ، ولكن نظام البشير أفشل هذه المشروعات لأغراض وأهداف خبيثة تنال من عزة وكرامة واستقلال السودان ، وستتم محاكمة هذا العميل الذي لم يكن هناك من يماثله في تآمره على شعبه ـ سوى هادي ومن معه ـ والتضحية بكل شيء من أجل البقاء في السلطة وسيتم دراسة حقبة البشير من تاريخ السودان باعتبارها عاراً على السودان حيث يعتبر الانفصال ، وحرب دارفور ، والمشاركة في حرب اليمن ، إضافة إلى محاربة اقتصاد بلاده من خلال إتاحة الفساد لرموز نظامه ، ويعتبر الفساد المالي في السودان من أعلى المستويات حيث نجد السودانيين رحلوا من بلدهم جراء تضييق النظام على المواطن في معيشته ، وستتضح الحقائق يوما بعد يوم وأنا على يقين كامل أن نظام البشير سيتم اجتثاثه ، ولن يبقى له أي أثر فالسودانيون يعرفون رموزه حق المعرفة ، ولا يوجد بينهم من يجهل ممارساتهم لكن القمع والتضييق وراء سكوتهم وسيتكلم السودانيون ، وكفاءات السودان وعناصره النظيفة تملأ الساحة العربية والعالمية ، وسيعودون إلى وطنهم مع رحيل هذا النظام الفاسد . قبل سنوات لمجرد أن يتكلم أستاذ سوداني في جلسة مع وزير من النظام الفاسد جاء لزيارة اليمن لمجرد انتقاد يتم التبليغ واعتقاله ولا يتم الإفراج عنه إلا بعد أن تمت الضجة من اليمنيين الذين يعرفون هذا الاستاذ أي عقلية هذه التي لا تقدر أبناء بلدها وهم في المهجر بل إن هناك ملايين السودانيين حرموا من العودة إلى وطنهم ومنظمة اللاجئين تحتوي على قوائم تتصدرها قائمة السودانيين ، اذا لم يتنبه السودانيون لأنفسهم فسوف يضيفون لأنفسهم معاناة قد لا يتحملونها ، ولاسيما اذا وجد من يدعم هذا النظام الظالم ، ولا اعتقد أن هناك من يجازف بدعم نظام من هذا النوع إلا إذا كانت اسرائيل .

قد يعجبك ايضا